فقر وجوع وخسائر فادحة جراء تراجع أسعار البترول
أكبر 23 من المنتجين يعتزمون خفض الإنفاق 11%
ارتفعت معدّلات الجريمة فى كندا، وتراجعت أسعار المنازل. وتكتسح أعداد كبيرة من الناس، بنوك الطعام فى مدينة «كالجارى» بالتزامن مع زيادة فقدان الوظائف فى قطاع البترول.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبيرج» أن الأسوأ لم ينتهِ بعد، إذ يستعد عدد من أكبر أرباب العمل فى المدينة لخفض مزيد من الوظائف العام الحالى، فى سعيهم لتقليل الإنفاق للعام الثانى على التوالى.
وفقد قطاع البترول والغاز الطبيعى فى مختلف أنحاء البلاد، ما يقدر بحوالى 40 ألف وظيفة منذ بدء هزيمة سعر الخام قبل 18 شهرا.
وتقف مدينة كالجارى على شفا الهاوية، بعد أن تسببت تخمة المعروض العالمى فى تخفيض الأسعار بمقدار الثلثين، بعد أن كانت تتباهى بأنها واحدة من المدن التى تتمتع بأدنى معدلات البطالة فى البلاد عندما ارتفعت أسعار البترول الخام فوق مستوى 100 دولار للبرميل.
وتراجعت أسهم شركات الطاقة مع هبوط البترول، بينما تستفيد أكبر مدينة كندية، وهى ألبرتا، من المكاسب فى مجال السياحة والنقل، إذ لا يزال يعتمد اقتصادها على 30% من قطاع البترول والغاز.
وارتفعت أسعار البترول لأعلى مستوى فى أسبوع واحد، بعد أن أظهر تقرير تراجع مخزونات الخام الأمريكية، وصعد 3.8% الى 37.51 دولار للبرميل فى نيويورك نهاية الشهر الماضى.
ويعتزم أكبر 23 من المنتجين الكنديين خفض الانفاق بنسبة 11% العام الحالى، فى حين بلغ إجمالى المصروفات العام الماضى حوالى 2.59 مليار دولار.
وأوضحت الوكالة أن التخفيضات ستكون من جانب شركة الموارد الطبيعية الكندية المحدودة، وأمبريا للبترول المحدودة، وكونوفوس المحدودة للطاقة، وفقا لتوقعات الشركات وتقديرات المحللين. وسينتج عن تقليص العمالة تخفيض بنسبة 32% فى الإنفاق مقارنة بإجمالى النفقات فى 2015.
وقالت شركة «جيلكر ماكرى المحدودة»، لخدمات تغيير المهن، إن الشركات تتحدث معها فى خططها لتخفيض العمالة العام المقبل. وساعدت «جيلكر »، أكثر من 20 شركة طاقة على تقليص القوة العاملة فى 2015، ومعظمها فى مدينة كالجارى.
ومن السهل أن نرى تأثير انكماش الطاقة من خلال سهولة حركة المرور وسط المدينة، ومبانى المكاتب الفارغة، والمطاعم المغلقة.
وأظهرت بيانات هيئة الإحصاء الكندية ارتفاع معدل البطالة فى المدينة إلى 6.9% فى نوفمبر الماضى مقارنة بنحو 4.6% فى العام السابق.
وتراجعت أسعار المنازل بنسبة 21% العام الماضى، إذ انزلق متوسط السعر 2.6% وفقا لمكتب العقارات فى المدينة.
ووصف تانيا كوشو ويسكى، المدير التنفيذى لمجموعة «براون تكييس»، توفير 16% من وجبات الغذاء المدرسية فى ديسمبر، مقارنة بما كانت عليه فى سبتمبر بحوالى 2.900 وجبة مدرسية لنحو 187 مدرسة بـ«الارتفاع غير المسبوق».
وزاد استخدام بنك الطعام بنسبة 23% فى مقاطعة «ألبرتا» خلال السنة المنتهية فى مارس 2015.
وأشارت الشرطة إلى تدهور الوضع الاقتصادى وارتفاع تعاطى المخدرات فى الأشهر الـ10 الأولى من العام الماضى.
وتضاعفت السرقات التجارية عن العام السابق، وزادت عمليات السطو على البنوك بنسبة 65%، والسطو على المنازل بنسبة 52%، وفقا لبيانات شرطة المدينة.
وأكد تود هيرش، كبير الاقتصاديين فى مجموعة «إيه تى بى» المالية، أنه ما زال هناك جانب مضىء. ويرجع الفضل فى ذلك جزئيا إلى ضعف العملة الكندية، وبعض القطاعات التى كانت تقوم عليها بشكل كبير، مثل النقل والزراعة والسياحة، وكانت جاذبة للأشخاص، الذين كانوا يعملون فى السابق فى مجال الطاقة.
وتوقع أن تبدأ صناعة البترول، التعافى فى النصف الثانى من العام الحالى، وأن الشركات ستتوقف عن خفض الوظائف.