تواجه الاقتصادات الناشئة «واقعا جديدا» من النمو المنخفض الذى سيؤدى إلى تأخير وتيرة التقارب الاقتصادى مع العالم الغنى.
وحذّرت كريستين لاجارد، مديرة صندوق النقد الدولى من أن المخاطر سوف تؤدى إلى مزيد من التقلبات فى الأسواق المالية.
وأضافت لاجارد لكبار صانعى السياسة النقدية فى باريس «أنه بعد سنوات من النجاح، فالاقتصادات النامية بحاجة إلى مواجهة التغيرات العميقة الجارية فى الوقت الراهن».
وعلى صعيد التوقعات الحالية، أوضحت أن العالم الناشئ سوف يتقارب إلى مستويات الدخل فى البلدان المتقدمة اقتصاديا. ولكن بأقل من ثلثى وتيرة توقعاتنا منذ عقد من الزمن. وهو الأمر الذى يدعو إلى القلق.
وتوقعت لاجارد، أن التباطؤ بنسبة 1% فى الأسواق الناشئة قد يتسبب فى إضعاف النمو فى البلدان المتقدمة بنحو 0.2 نقطة مئوية.
وذكرت صحيفة «الفاينانشال تايمز» أن تحذيرات لاجارد جاءت وسط مخاوف متزايدة من قبل الصندوق والبنك الدوليين بمدى التباطؤ الجارى فى الاقتصادات الناشئة.
وحذر البنك الدولى، الأسبوع الماضى، أن الاقتصادات النامية واجهت صعوبة العام الماضى بعد نموها بأبطأ معدل لها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.
ونقلت الصحيفة أن هذه التصريحات تزيد من هموم المستثمرين وخاصة تباطؤ النمو فى الصين، وكيفية استجابة السلطات هناك والتى أدت إلى بداية متقلبة فى الأسواق المالية مطلع العام الجارى.
وطالبت لاجارد صناع القرار بالحفاظ على السياسة النقدية واستخدام السياسة المالية والإصلاحات الهيكلية لتعزيز النمو، بالاضافة إلى تقليل الاعتماد على الديون وزيادة استخدام تمويل أسهم رأس المال.
وأكدت لاجارد أن مواصلة رفع أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطى الاتحادى يجب أن يكون فى مسار تدريجى، وإلا فإنها ستخاطر بإلحاق ضرر بالأسواق الناشئة الهشة بالفعل حيث تقترض الكثير من الشركات بالدولار.
وأضافت أن ارتفاع الفائدة الأمريكية مع التيسير النقدى فى منطقة اليورو واليابان ربما يدفع الدولار للصعود، وهو ما يجعل الأمور أكثر صعوبة على شركات كثيرة فى اقتصادات ناشئة تقترض بالدولار. وسوف يؤثر ذلك بشكل كبير على قطاعات متعرضة للدولار وبصفة خاصة الشركات.