رصدت “البورصة نيوز” أحوال وسياسات المستثمرين خلال أسابيع الإنهيارات الأخيرة لأسعار الأسهم، وفقاً لـ 4 روايات مختلفة على ألسنة أصحابها من المتعاملين فى البورصة.
وكشف المتداولون عن سياساتهم الاستثمارية التى ينتهجونها وتوجهاتهم وقراراتهم الاستباقية المزمع اتخاذها خلال الجلسات المقبلة أياً ما كان اتجاه السوق.
وقال المستثمر (يوسف . ر ) إنه قام بشراء سهم جلوبال تليكوم بسعر 1.60 جنيه فى نوفمبر الماضى، وقام ببيع السهم عند سعر 2 جنيه فى نهاية 2015، بمكاسب 25% ، ثم قام بعدها بشراء 2 مليون سهم من أسهم شركة أوراسكوم للاتصالات بسعر 80 قرشاً للسهم فى ضوء الانباء الايجابية عن الشركة فى نهاية 2015، ولكن مع تراجعات البورصة انخفض سعر سهم اوراسكوم للاتصالات إلى 60 قرشاً، بنسبة خسارة 25% !
وفى تجربة أخرى له مع سهم القلعة، ذكر أنه من المكتتبين فى السهم بسعر 5 جنيهات لعدد 300 ألف سهم، ولكن مع تراجع السهم خلال العام الماضى قام بشراء 600 ألف سهم أخرى للاستفادة من نظرية المتوسطات السعرية عند 2.45 جنيه للسهم، بينما بلغ سعر السهم فى تعاملات الخميس الماضى 1.21 جنيه كاسراً مستوى الدعم 1.40 الذى اجمع المحللين على استحالة كسره.
وأوضح أن إجمالى قيمة محفظة الأسهم لديه انخفضت بنسبة 30% منذ بداية العام الجارى 2016، فضلاً عن خسائرها بنسبة 50% خلال عام 2015، لافتاً إلى تمسكه بجميع الأسهم مع عدم الاتجاه للبيع وتحقيق خسائر فعلية، غير عابئ بأى تراجعات إضافية تحققها البورصة خلال الجلسات المقبلة.
وبرأيه، فإن التراجعات التى تتكبدها البورصة لم تكن إلا مدفوعة بمبيعات كبار المضاربين سواء أفراد أو مؤسسات، للاستفادة من آليات التداول فى ذات الجلسة و الشراء الهامشى، لتحقيق أغراض خاصة.
وكانت لمحمد حسن أحد كبار المتداولين فى البورصة قصة أخرى، حيث ذكر أن السوق المصرى لا يعرف الاستثمار طويل الأجل و لايمنح أرباحه إلا للمضاربات السريعة.
وذكر أنه رغم مضارباته السريعة خلال 2015، إلا أن خسائره بلغت 10% من قيمة المحفظة، نظراً لظروف تراجعات السوق بسبب التقلبات الاقتصادية الخاصة بأسعار النفط والاسواق العالمية.
وأوضح أن المضاربات السريعة تلزمه بتسييل محفظته باستمرار خاصة وقت الارتفاعات، مضيفاً أنه قام ببيع نصف محفظته فى نهاية العام الماضى، حيث أن ارتفاعات شهر ديسمبر الماضى كشفت له عن تراجعات محتملة فى يناير.
وأضاف أنه قام ببيع المتبقى من المحفظة فى جلسة الخميس قبل الماضى بعد انخفاض بورصة الصين 10%.
كما قام ببيع نصف أسهمه فى “شارم دريمز” فى ديسمبر الماضى بسعر 3.60 جنيه، ثم قام ببيع النصف الأخر بسعر 3.40 فى جلسة الخميس قبل الماضى، وقد عاود الشراء بسعر 3 جنيهات خلال جلسة الخميس الماضى.
وأضاف أنه قام بشراء سهم “الحديد والصلب” بسعر 3 جنيهات خلال الأشهر الماضية، ثم قام بالبيع عند سعر 5.5 فى جلسة الخميس قبل الماضى، ليعاود شراء كمية أقل خلال جلسة الخميس بسعر 5 جنيهات، منتظراً اتضاح الرؤية لتكوين مراكز مالية فى السهم اذا تراجع أو التخلى عنه فى حالة الارتفاع.
وأكد أن معظم الأسهم سجّلت مستويات سعرية متدنية للغاية لم يكن أحد يتخيلها، حيث بلغ سعر سهم القلعة 1.20 جنيه، وسجل سهم عامر جروب 30 قرشاً، وبلغ سهم النساجون الشرقيون 6.17 جنيه، وبلغ سعر سهم جى بى اوتو 2.80 جنيه، مشيراً إلى أن تلك هى الفترة المناسبة للشراء.
وبرأيه، فإن المستثمر الناجح هو الذى يقلق عند صعود السوق لأنه حتماً سيعاود الهبوط مرة أخرى، بينما يتفاءل بالهبوط الذى يمثل الفرصة للشراء والهبوط يعقبه صعود، موضحاً أن سياسته الاستثمارية تعتمد على بيع السهم ومعاودة شراءه فى مستويات سعرية متدنية.
أما المحاسب عبد المنجى بكر، فأنه خسر منذ بداية 2016 نحو 50% من المحفظة، مقابل خسائر سوقية غير محققة بلغت 45% خلال 2015.
وأوضح أن محفظته تتوزع على أسهم 5 قطاعات وهى الاقطان والغاز والبتروكيماويات والعقارات والمطاحن.
وقال أنه استثمر ربع رأسماله فى أسهم المطاحن باعتبارها من الأسهم الدفاعية الأكثر اماناً فى البورصة وفقاً لأراء كافة المحللين والخبراء الماليين والفنيين، إلا أنه تفاجأ بتصدرها قائمة التراجعات بنسبة 20% هبوط خلال جلستي الأربعاء والخميس الماضيتين.
وأوضح أنه قام بشراء سهم مطاحن مصر الوسطى بسعر 15 جنيه خلال العام الماضى، والذى انحدر سعره حالياً لمستوى 10.20 جنيه فى إغلاق الخميس الماضى، كما قام بشراء سهم مطاحن شمال القاهرة بسعر 18.5 جنيه خلال العام الماضى، والذى يتداول حالياً حول مستوى 12 جنيه.
وأضاف أنه قام بشراء سهم “المجموعة المتكاملة” عند سعر 2.40 جنيه فى أكتوبر الماضى، إلى أن بلغ سعره فى إغلاق جلسة الخميس الماضى نحو 1.10 جنيه للسهم، بما يمثل أكبر خساره له داخل محفظته المالية خلال الأشهر الأخيرة.
وبسؤاله عمّا إذا كان يستخدم آلية الشراء الهامشى، أجاب قائلاً : “بطلنا اللى يعطلنا”، معتبراً تعاملات الشراء الهامشي القائمة على الاقتراض بضمان الأسهم، تمثل خسارة كبيرة للمتعاملين وخاصة الأفراد ذوى الملاءة المالية المنخفضة، كما أن الذى يُحقق من وراءها ربحاً فى أحد العمليات يخسر فى الكثير من المرات الأخرى.
وأكد فى ختام حديثه أنه لن يتجه إلى البيع لكي لا تتحول الخسائر الدفترية إلى خسائر فعلية مُحققة، منتظراً تحسن الأسعار، غير أنه لن يتجه لشراء المزيد من الأسهم رغم انخفاض أسعارها نظراً لعدم امتلاكه السيولة الكافية.
وأخيراً قال المستثمر محمد شكرى إنه يوزع محفظته على أسهم عدد كبير من الشركات المقيدة في البورصة المصرية، لذلك فإن الخسائر السوقية لمحفظته لم تتعدَ 10% منذ بداية العام، غير أنه لم يبادر ببيع أي سهم فى ظل تلك الانهيارات.
وأوضح أنه لا يتعامل من خلال الية الشراء الهامشى حتى لا يتعرض للديون والبيوع الجبرية فى ظل تراجعات السوق، كما أنه بادر خلال الجلسات الماضية بشراء سهم “عامر جروب” وسهم “بورتو جروب” واسهم الاتصالات والعقارات التى بلغت مستويات سعرية متدنية، حيث يرى أنها فرصة جيدة للشراء.
وذكر أن أصدقائه من المستثمرين الذين قاموا بالبيع خلال جلسات الهبوط، جاءت مبيعاتهم اما مدفوعة بالخوف والهلع أو ديون الشراء الهامشي أو ديون والتزامات شخصية أخرى، أو مضاربات سريعة لشراء السهم من مستويات سعرية أكثر هبوطاً.
وقال أنه من القليلين الذين توصف سياستهم الاستثمارية بأنها سياسة استثمارية طويلة الأجل، حيث يمتلك محفظة كبيرة من الأسهم تعود إلى سنوات بعيدة، وخلال الفترة الراهنة ينتهز الفرصة لتعظيم محفظته الاستثمارية.
وشهدت البورصة المصرية أسوأ بداية لها على الإطلاق خلال العام الحالي، بعد أن بلغت خسائرها منذ مطلع شمس 2016 نحو 16.4% ليغلق مؤشر السوق الرئيسي عند مستوي 5858 نقطة، فضلاً عن تسجيلها أسوء أداء أسبوعي منذ مارس 2011 عقب ثورة “25 يناير” بتراجع 15.4%، وجاء ذلك بعد تخوفات من أزمة عالمية جديدة محتملة.
