أظهرت بيانات رسمية صدرت اليوم الثلاثاء أن الاقتصاد الصيني سجل العام الماضى أدنى معدل نمو له منذ العام 1990. وانكمش إنتاج الصلب وتوليد الكهرباء فى الصين العام الماضى لأول مرة فى ربع قرن على الأقل.
وجاءت البيانات بعد أن هزت المخاوف بشأن الاقتصاد الصينى الأسواق العالمية، وخرجت رؤوس الأموال من الدولة بوتيرة غير مسبوقة، وكان المستثمرون متشوقين لمعرفة إذا كان التراجع الكبير فى سوق الأسهم الصينية، وتخفيض قيمة العملة فى بداية العام علامة على هبوط حاد فى الاقتصاد الحقيقى، أم ان صناع السياسة تمكنوا من إدارة تباطؤ تدريجى لتجنب أزمة مالية واضطرابات اجتماعية.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنى – حسبما ورد فى صحيفة «فاينانشال تايمز» – إن الناتج المحلى الإجمالى نما فى الربع الرابع من 2015 بنسبة 6.8%، ما يجعل النمو للعام بأكمله عند 6.9%، وهو ما يتماشى مع المستوى المستهدف لبكين عند حوالى 7%، ومع توقعات الاقتصاديين، ويبلغ النمو المستهدف للعام الجارى 6.5%.
وفى نفس الوقت تراجع إنتاج الصلب العام الماضى بنسبة 2.3% إلى 802.8 مليون طن، وانخفض توليد الطاقة بنسبة 0.2%، وهبط إنتاج الفحم للعام الثانى على التوالى.
وقال سباستيان لويس، المحلل فى شركة «بلاتس ميتالز»، إن الطلب على الصلب تراجع أكثر من المعروض، وفى ظل الأسعار الحالية، سوف تخرج بعض المصانع من السوق أو تخفض الإنتاج.
وفى تقرير على موقع رابطة الحديد والصلب الصينية، توقعت أن ينخفض استهلاك الصلب بحوالى 5% العام الجارى، بعد تراجعه بنسبة 4.6% إلى 705 أطنان العام الماضى.
وقالت الرابطة إن تراجع الطلب على الصلب أصبح الأمر الطبيعى فى قطاعات مختلفة بدءا من الآلات والعقارات وحتى بناء السفن، باستثناءات قليلة مثل قطاع السيارت الصينى المرن.
وساعد النمو المرن فى قطاع الخدمات الصاعد على الحد من التباطؤ فى قطاعى التصنيع والإنشاءات، ونما قطاع الخدمات بنسبة 8.2% فى الربع الرابع، مقارنة مع 6.1% فى القطاع الصناعى.







