أشار تقرير صادر عن وكالتين دوليتين للهجرة إلى أن مليون شخص ينحدرون من أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وآسيا سيطلبون اللجوء لأوروبا العام الجارى، وهو الرقم الذى يقترب من مستويات العام الماضى فى أسوأ أزمة للهجرة فى القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وأفاد تقرير للمفوضية السامية لشئون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة التابعين للأمم المتحدة بأن الحرب فى سوريا ستظل تشكل المصدر الرئيسى للمهاجرين بعد الطفرة، التى حدثت فى عام 2015.
وأضاف التقرير أن هناك عددا متزايدا من المهاجرين أيضًا من مناطق جنوب غرب آسيا وشمال وغرب أفريقيا، وستساهم التدفقات المستمرة فى تفاقم التوتر بين حكومات الاتحاد الأوروبى، التى تعتبر بالفعل غير قادرة على التعامل على نحو سلس مع أى لاجئين جدد.
وأضافت الوكالتان فى تقرير نشرته على مواقعها على شبكة الإنترنت «إن الصراع فى سوريا سيتواصل دون هوادة وسيولد مستويات عالية من النزوح الداخلى والخارجى». أضف إلى ذلك احتمال زيادة اللاجئين الفارين من أفغانستان وسط «تدهور الوضع الأمنى فى معظم المحافظات بسبب التراجع المستمر فى الاقتصاد».
واضافت وكالة بلومبرج للأنباء أن الاتحاد الأوروبى يكافح من أجل وضع خطة شاملة للتعامل مع أسوأ أزمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، وأثارت تلك الأزمة جهود سياسية فى دول الاتحاد من خلال تعزيز الدعم للدول المعادية للمهاجرين، ودفعت الأزمة بعض الحكومات إلى فرض الرقابة على الحدود مع الدول الأوروبية الأخرى.
ووضعت ألمانيا وجيرانها، الأسبوع الجارى، الأساس لتمديد ضوابط حرية الدخول على الحدود الداخلية لعامين، وهى الخطوة التى تتنافى مع مبدأ الاتحاد الأوروبى للسفر بدون جواز سفر بين معظم أعضائها.
وأوضح التقرير أن الوضع لم يتحسن بشكل ملموس العام الراهن؛ حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 6.5 مليون سورى نزحوا عن ديارهم داخليًا، وهناك 4 ملايين لاجئ آخرين يسعون لطلب المأوى فى كل من مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا.
وأكدت الوكالتان، اللتان وضعتا خطة بحوالى 550 مليون دولار لمساعدة اللاجئين، أن تدهور الوضع الأمنى فى أفغانستان و«تراجع الاقتصاد» سيزيد من أعداد المهاجرين.
وصعدت ألمانيا من ضغوطها على اليونان، نقطة الدخول الرئيسية إلى الاتحاد الأوروبى للمهاجرين من تركيا، بالتصدى للاجئين وسط شكوك بأن الحكومة اليونانية تسمح بنقلهم إلى دول شمال أوروبا، وفى الوقت نفسه، قال وزير الهجرة اليوناني، يوانيس موزالاس، أمس الأربعاء إن أعضاء الاتحاد الأوروبى لم يلتزموا بوعودهم برعاية الآلاف من المهاجرين الذين يصلون إلى السواحل اليونانية.