الجنيه الاسترلينى يواجه أكبر الخسائر منذ 2010
وقّع زعماء كبرى الشركات فى بريطانيا، على خطاب تأييد لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، فى معركته للحفاظ على بقاء البلاد فى الاتحاد الأوروبى فى استفتاء يونيو المقبل والذى من المقرر أن يشكل مستقبل بريطانيا.
وذكرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» أن قادة الشركات مثل «شل» و«بى إيه إى سيستمز» و«بريتيش تيليكوم» و«ريو تينتو» أكدوا أن بريطانيا أقوى وأكثر أمنا وأفضل حالا فى إصلاح الاتحاد الأوروبى.
ويأتى دعم رجال الأعمال بمثابة إغاثة لكاميرون، بعد إعلان عمدة لندن، بوريس جونسون، أحد أكثر السياسيين شعبية فى المملكة المتحدة أمس الأحد تأييده لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وأصبح جونسون، أحد أبرز الأشخاص المؤيدين لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد التى فى حال نجاحها، قد تطيح برئيس الوزراء.
ونقلت الصحيفة أن كاميرون حصل على دعم من نحو 50 رئيسا ومسئولا تنفيذيا فى مؤشر فاينانشال تايمز لنحو 100 شركة.
وتوقع العديد من أصحاب الشركات أن ترك الاتحاد الاوروبى بمثابة ردع للاستثمار وتهديد لفرص العمل.
وتراجع الجنيه الاسترلينى بأكبر نسبة منذ مايو 2010 بعد إعلان جونسون، أنه سوف يناضل من أجل ترك بريطانيا، الاتحاد الأوروبى فى استفتاء يونيو المقبل.
وذكرت وكالة «بلومبيرج» أن الجنيه الاسترلينى انخفض بنسبة 1.1% على الأقل مقابل أكبر 16 عملة أخرى، الأمر الذى عكس مكاسبه الجمعة الماضية بعد توّصل رئيس الوزراء إلى اتفاق مع زعماء الاتحاد الاوروبى بشأن عضوية بريطانيا.
وأكدّ كاميرون أنه سيقاتل للحفاظ على بريطانيا فى الكتلة، وقام بتحديد يوم 23 يونيو المقبل من أجل التصويت.
وارتفعت تقلبات الجنيه مقابل الدولار واليورو إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2011 بعد دعم جونسون، خروج بريطانيا من الاتحاد.
وقال فالنتين مارينوف، رئيس استراتيجية العملات فى «كريدى اجريكول» فى لندن، إن الجنيه الاسترلينى يتهاوى بعد فشل رئيس الوزراء فى اتفاق بروكسل، فى تخفيف المخاوف بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد.
وتوقع مارينوف أن أعلان أعضاء بارزين فى حزب المحافظين عن نضالهم من أجل مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبى من المرجح أن يؤكد مخاوف المستثمرين من مخاطر الخروج ويمكن أن ترتفع هذه المخاطر على الرغم من اتفاق كاميرون، نهاية الاسبوع الماضى.
وانخفض الجنيه الاسترلينى 1.7% الى 1.4163 دولار فى لندن، أمس الاثنين ما يمهد الطريق لأكبر انخفاض منذ الانتخابات البريطانية العامة فى 6 مايو 2010.
وعلى الرغم من تراجع العملة بنسبة 3.9% العام الجارى، إلا أنها ما زالت فوق أدنى مستوياتها فى 7 سنوات بعد أن سجلت 1.4080 دولار يناير الماضى.
وتراجع سعر الجنيه الاسترلينى 1.1% مقابل اليورو وسجل 78.15 لكل يورو. ما يثير الغموض بالنسبة للتجار، وسط مواجهتهم عدة أشهر من الانتخابات والحملات الانتخابية فى الوقت الراهن التى قد تعزز المزيد من التقلبات.
إن احتمال مغادرة بريطانيا، أكبر سوق فى العالم قد يسبب المزيد من القلق فى الوقت الذى يدفع فيه التجار بالفعل مراهناتهم على توقيت رفع بنك انجلترا، لسعر الفائدة. مما يساعد على انخفاض الجنيه مقابل أكبر 10 عملات أخرى العام الجارى.
وأوضح ديفيد باج، أحد كبار الخبراء الاقتصاديين فى شركة «أكسا» لادارة الاستثمار فى لندن، أن ضعف الجنيه الاسترلينى جاء نتاجا لسياسة عدم اليقين من عضوية المملكة المتحدة المستمرة فى الاتحاد، وهذا الضعف من المرجح أن يكون سمة ثابتة خلال الأشهر المقبلة.
وتوقع «جولدمان ساكس» فى وقت سابق من الشهر الجارى انخفاض الجنيه الاسترلينى إلى 1.15 أو 1.20 دولار حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وهى مستويات لم نشهدها منذ عام 1985.
وتنبأ «إتش إس بى سى» يناير الماضى بقفز الجنيه إلى 1.60 دولار بحلول نهاية العام الجارى، وهذا يعتمد على بقاء بريطانيا داخل الاتحاد.
ونقلت «بلومبيرج» «ليس كل أصول المملكة المتحدة تعانى من حالة عدم اليقين. فقد ارتفع مؤشر «اف تى اس اى» 100 للأسهم بنسبة 1.2% أمس الاثنين. فى الوقت الذى أكدّ «جى بى مورجان تشيس» وشركاه أن الخروج سيكون «سلبيا جدا» للسوق، ولكنه لا يتوقع خروج بريطانيا من الاتحاد.
وأكدّت الوكالة أن بوريس جونسون، ليس المنشق الوحيد. فقد أعلن ستة وزراء تحديهم لكاميرون، بعد انضمامهم إلى حملة مغادرة بريطانيا الاتحاد، وكان من بينهم وزير العدل مايكل جوف، صديق رئيس الوزراء وحليفه لفترة طويلة.
وكان كاميرون قد أقنع الغالبية العظمى من حكومته تقديم الدعم له، بما فى ذلك وزير التجارة ساجد جاويد، ووزير الداخلية تيريزا ماى.
وقال كينجو سوزوكى، كبير محللى العملات فى شركة «ميزهز» للاوراق المالية فى طوكيو «حتى إذا كان الخروج غير محتمل، فسياسة عدم اليقين والمخاوف حيال ذلك سوف تستمر وتؤثر سلبا على الاسترلينى».
وأضاف «على الصعيد الاقتصادى، فإن حالة عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا، المحتمل سوف تضع سقف للاسترلينى، ليبقى فى نطاق 1.40 إلى 1.50 دولار.