البيروقراطية.. المواد الخام.. الدولار
“هدهد”: سقف الإيداع الدولارى وراء الفجوة بين العرض والطلب
“مجلى”: محصولا الذرة الصفراء وفول الصويا يغطيان %8 من الاحتياجات
“السيد”: أطالب الدولة بالتدخل لحماية السوق من الاحتكار
تعانى صناعة الأعلاف، المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بصناعة الدواجن، من تدهور شديد فى الآونة الأخيرة، بسبب العديد من الأزمات التى لم تتمكن الحكومة من التصدى لها، وعلى رأسها البيروقراطية وندرة المواد الخام المحلية، وأزمة الدولار التى ألقت بظلالها القاسية على قطاعات عديدة.
قال ثروت الزينى، رئيس مجلس إدارة شركة “الأسد للأعلاف”، إن صناعة الأعلاف فى مصر تواجه العديد من التحديات تجعل من الصعب التوسع فيها، فضلا عن عدم قدرة الشركات العاملة فى المجال على توفير احتياجات السوق المحلى.
وأوضح الزينى أن البيروقراطية هى أهم عقبة تواجه المستثمرين عند إقامة العديد من الصناعات، ومن بينها الأعلاف، مشيراً إلى أن إجراءات تراخيص الأرض التى سيقام عليها المصنع تستغرق سنوات طوالا.
وأضاف أن العديد من المستثمرين يقدمون على وقف استثماراتهم فى المجال، بسبب العقبات التى تواجههم من جانب الجهات الحكومية أثناء إنهاء الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه الاستثمارات.
وقال محمد هدهد، رئيس مجلس إدارة شركة “يونايتد برازرز”، إن صناعة الأعلاف تعانى ضعف المواد الخام اللازمة للانتاج، والمتمثلة فى الذرة الصفراء وفول الصويا، مشيراً إلى أن المصانع تتجه لاستيراد المواد الخام حتى لا تتوقف، وحتى تتمكن من تلبية احتياجات السوق المحلية.
وتنحصر المساحات المنزرعة من الذرة الصفراء بالسوق المحلى فى نحو 520 ألف فدان فقط، تنتج نحو 1.3 مليون طن سنوياً، فى حين تحتاج السوق المحلى لنحو 8 ملايين طن ذرة سنوياً يجرى استيرادها.
وأوضح هدهد، أن أزمة الدولار فاقمت مشاكل تصنيع الأعلاف، لعدم قدرة البنوك على توفير الدولار للشركات المستوردة، بجانب إجراءات البنك المركزى بوضع سقف للإيداع الدولارى، مما أوجد فجوة بين العرض والطلب فى الأسواق.
وقال إن التوسع فى زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا فى مصر يتطلب وجود جدوى اقتصادية من الزراعة، مشيراً إلى أن تكلفة الانتاج مرتفعة جداً مقارنة بأسعار الاستيراد، مما يدفع شركات الثروة الداجنة لتفضيل المنتج المستورد.
وقال ريمون مجلى، رئيس مجلس إدارة مصنع أعلاف “المتحدة”، إن أهم المعوقات التى تواجه صناعة الأعلاف تتمثل فى عدم وجود خطة حكومية لتشجيع المنتجين على زيادة زراعات الذرة الصفراء وفول الصويا.
وشدد على ضرورة وضع خطة جديدة لدعم المنتجين الزراعيين، عبر تحديد سعر عادل لشراء المحصول، بما يضمن لهم هامش ربح مناسب.
وكشف أن المساحات المزروعة حاليا من الذرة الصفراء وفول الصويا لا تغطى %8 من الاستهلاك المحلى، مشيراً إلى أن عدم وجود خطة واضحة لزيادة إنتاج خامات الأعلاف يهدد الاستثمارات العاملة فى قطاع الدواجن، لأنه القطاع الأكثر احتياجاً لها.
أضاف مجلى أن اعتماد الدولة على استيراد الأعلاف، سيؤدى لانهيار الصناعة المحلية على المدى البعيد، خصوصا مع قيام بعض الدول ببيع مستلزمات صناعة الأعلاف بأسعار رخيصة، بهدف الدفع فى اتجاه تدهور الأوضاع فى مصر، ومن ثم سترفع تلك الدول أسعار التوريد.
كما طالب الحكومة بتوفير صوامع لتخزين الذرة، والحفاظ على المحصول من التلف والهدر، مشيراً إلى أن المزارعين يستخدمون طرقاً بدائية لتجفيف الذرة مما يؤدى إلى تدمير المحصول.
واعتبر أن الاستمرار فى استيراد خامات الأعلاف يضر قطاع الثروة الحيوانية والداجنة، نظراً لوجود بعض أنواع البكتيريا التى تنتقل إلى الدواجن المحلية، ما يؤثر على الصناعة.
وأكد أن انخفاض الجنيه أمام الدولار تسبب فى توقف العديد من المصانع لفترات طويلة بسبب عدم قدرة البنوك على توفير العملة الصعبة اللازمة للاستيراد.
وقال الدسوقى السيد، مدير مبيعات بمصنع نماء للأعلاف، إن صناعة الأعلاف تعانى احتكار عدد من الشركات عمليات توريد المادة الخام، مما يتسبب فى رفع أسعارها على المصانع بصفة مستمرة، مطالباً بتدخل الدولة لمواجهة المحتكرين.
أوضح السيد أهمية تنظيم عملية الاستيراد، من خلال تدخل الدولة بالتعاقد المباشر لاستيراد خامات الأعلاف من الذرة الصفراء وفول الصويا.. الأمر الذى يدعم استقرار الأسعار فى السوق المحلى.
وحذر من أن تدهور صناعة الأعلاف يؤثر سلباً على قطاع الثروة الحيوانية والداجنة، لأنها تعتمد عليها بنسبة %70 من عملية الإنتاج، مما يجعلها أحد أكبر المتحكمين فى تكلفة الإنتاج.
وأضاف أن توفير الأعلاف المستوردة عبر التعاقدات الحكومية المباشرة، يدعم الصناعة فى الفترة الحالية مؤقتاً، لحين قدرتها على وضع خطة شاملة للتوسع فى زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا، استعداداً لتحقيق الاكتفاء الذاتى.