بدر الدين: «زعزوع» يزور «بيروت» نهاية مارس لبحث التعاون فى نشاط السياحة
لبنان بوابة مصر للعبور لغرب أفريقيا ومواد البناء والأدوية أول القطاعات المستفيدة
قال محمد بدرالدين، سفير مصر بلبنان، إن عدداً من المستثمرين اللبنانيين العاملين بقطاعات مواد البناء والخدمات المصرفية والصناعات الغذائية، يخططون لضخ استثمارات فى مصر خلال الفترة المقبلة.
توقع بدرالدين فى حوار لـ«البورصة» بالعاصمة اللبنانية بيروت، تدفق كثير من رؤوس الأموال اللبنانية إلى القاهرة، لكنه استبعد إمكانية التنبؤ بقيمة الاستثمارات التى يمكن تدفقها.
وقبل يومين قال آلان الحكيم، وزير الاقتصاد اللبنانى، إنه يتوقع أن يضخ مستثمرو القطاع الخاص اللبنانى 1.8 مليار دولار بالسوق المصرى فى أنشطة اقتصادية مختلفة.
وقدّر بدرالدين حجم الاستثمارات اللبنانية الفعلية بالقاهرة بنحو 7 مليارات دولار، بينها 3 مليارات مسجلة، يتركز أغلبها بقطاعات مواد البناء والمنسوجات والصناعات الغذائية.
وقال إن لبنان يعد أحد المستثمرين الرئيسيين فى السوق المصري، ويحتل المرحلة الـ13 بقائمة الدول الأعلى استثماراً فى مصر.
وأضاف: «لدينا مشكلة فى رصد الاستثمارات اللبنانية فى مصر أو المصرية بلبنان، خاصة أن كثيراً من الاستثمارات اللبنانية بالقاهرة يرتبط بشراكات مع شركات مصرية أو لبنانيين حاصلين على جنسية، أو تداخلت مع الاستثمارات المحلية بفعل المصاهرات والزواج.
ويضم السوق المصرى 1239 مشروعاً لبنانياً، برأسمال 2.7 مليار دولار، ويتركز أغلب الاستثمارات بقطاعات المصارف والبنوك والصناعات الورقية والتغليف والصناعات الكهربائية، والإنتاج الحيوانى والداجنى والأعلاف والثروة السمكية، والغزل والنسيج والصناعات الغذائية.
وتربط مصر ولبنان عدة اتفاقيات اقتصادية، أهمها اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجارى بين الدول العربية (جافتا)، التى دخلت حيز التنفيذ 2005، لكن لم يلتزم بها لبنان تجاه مصر لتمسكه بتطبيق اتفاق البرنامج التنفيذى لدعم التبادل التجارى الذى يفرض قيوداً موسمية على صادرات البطاطس والبصل والثوم والبطيخ، وكذا يربط البلدين اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات، وتجنب الازدواج الضريبي، إضافة إلى عدد من مذكرات التفاهم.
وذكر أن السفارة المصرية تسعى بالتعاون مع الجهات المعنية بمصر ولبنان لعودة التبادل التجارى بين البلدين لسابق عهده فى 2010 وزيادته.
وعزا انخفاض التبادل التجارى بين البلدين بنسبة 10% العام الماضي، لعوامل عديدة، من بينها تراجع صادرات بعض السلع الأساسية للسوق اللبنانى بعد الثورة، والسفارة تسعى لدعم دخول قطاعات جديدة للصادرات المصرية للبنان، أبرزها الأثاث والصناعات الغذائية والمنسوجات، ونستهدف زيادتها للسوق الغرب أفريقى، لكنها ستركز على قطاع مواد البناء.
وبلغت الصادرات المصرية لبيروت العام الماضى نحو 462 مليون دولار، مقابل 592 مليون دولار عام 2014، و644 مليوناً فى 2013، و841 مليون دولار عام 2012، و942 مليون دولار عام 2011، فيما سجلت الصادرات اللبنانية للسوق المصري، 88 مليون دولار عام 2015.
وتتركز أهم الصادرات اللبنانية للسوق المصري، فى منتجات المملكة النباتية والآلات والمعدات والأجهزة الكهربائية، ومنتجات الشعير والقمح واللدائن ومصنوعاته والنسيج، وخردة الحديد والكتب والمطبوعات والحبوب والأدوية والزيوت العطرية والتبغ الخام، إضافة إلى عدد من المنتجات الكيماوية والعبوات الزجاجية.
وتصدّر مصر للسوق اللبنانى مواد غذائية ومنتجات زراعية خاصة البطاطس والبصل، والكيماويات المتنوعة، وحديد زهر، وآلات وأجهزة وسيراميك ومساحيق غسيل، وسجاد ومنسوجات، وورق كارتون وزجاج ومصنوعاته وأثاث.
وأشار السفير إلى أن العلاقات المصرية اللبنانية تشهد تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الحالية، وأن مؤتمر مصر لبنان إلى أفريقيا سيعزز التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين بشكل أكبر، وسيخلق حالة من التكامل لتعظيم الاستفادة من السوق الأفريقى خاصة الغربي.
وقال إن قطاعى مواد البناء والأدوية أكثر المستفيدين من التعاون المصرى اللبنانى فى السوق الأفريقي، خاصة أن مواد البناء قطاع نشط، ولديه فائض يستطيع التصدير.
وأضاف بدرالدين، «العلاقات قوية بين مصر وأفريقيا، وهذا الرصيد له طبيعة مختلفة فى دول شرق أفريقيا التى تربطنا معها اتفاقيات اقتصادية وعلاقات سياسية تاريخية، وكذا الحال فى غرب القارة، لكن ليست بقوة العلاقة بدول الشرق».
وتابع: فكرة الاعتماد على لبنان لدخول أسواق غرب أفريقيا نبعت من تفكير السفارة فى الاستفادة من تواجد وانتشار رجال الأعمال اللبنانيين فى غرب أفريقيا.
وأوضح أن التعاون المشترك بين البلدين يمكن أن يحقق عدة أهداف، أولها زيادة المصالح المشتركة بين مصر ولبنان «الصناع المصريون والتجار اللبنانيون»، وكذا الاستفادة من الأخيرة لتوريد المنتجات المصرية لغرب أفريقيا المنتشرين فيها.
وذكر أن المؤتمر سيسهم فى زيادة حجم التجارة المشتركة بين مصر ولبنان وغرب أفريقيا، كما أنه سيساعد على خلق أفكار جديدة للعمل العربى المشترك والمصالح المتبادلة.
وقال إن الاتفاق بين الشركات المصرية واللبنانية يهدف إلى تحويل جزء كبير من واردات التجار اللبنانيين للسوق الأفريقى من السوق المصري، بدلاً من دول أوروبا وآسيا، ما يسهم فى دعم التبادل التجارى المشترك بين مصر والقارة السمراء.
وأشار بدرالدين إلى أن السفارة المصرية ببيروت تبذل مجهودات واسعة لجذب السياحة اللبنانية للسوق المصري، وأنها تنسق مع وزارة السياحة المصرية لوضع برامج وخطط لجذب المواطن اللبناني.
وأضاف أن هشام زعزوع، وزير السياحة المصرى سيزور لبنان نهاية مارس الجاري، لبحث تعظيم التعاون فى مجال السياحة بين البلدين.








