بفضل التطور التكنولوجى أظهر قطاع الدواجن العالمى مرونة فائقة فى مواجهة المشكلات خصوصاً فى فترات الأزمات الكارثية مثل انتشار عدوى فيروس أنفلونزا الطيور، ويستعد القطاع لفترات نمو كبيرة خلال السنوات المقبلة بفضل استراتيجية التوسع الرأسى، التى تتبعها الشركات الكبرى فى المجال.
وأسهمت التكنولوجيا الحديثة فى النجاح للتغلب على مشكلات عدة منها نقص الأراضى اللازمة لزيادة مساحة المشروعات، وكذلك نقص الطاقة أحد أهم مدخدلات الإنتاج وأكثرها تكلفة.
ويمكن القول، إن سنوات السعادة فى انتظار الشركات المنتجة بفضل انخفاض تكلفة الإنتاج خصوصاً مع تراجع أسعار الحبوب اهم مكون فى الأعلاف الرئيسية خصوصاً الذرة الذى يشهد طفرة فى الإنتاج.
وعلى العكس من كثير من القطاعات فإن السعادة لأصحاب الشركات لن تكون على حساب المستهلك النهائى بل سيكون شريكاً أساسياً فى الاستفادة من التطور الهائل بفضل تحسن جودة الإنتاج ووفرته مما يعنى أن الأسعار لن تقفز بشكل كبير وستظل فى متناول اليد.
وفى الوقت نفسه فإن الدول النامية ستكون صاحبة الفضل الأكبر فى نسبة النمو فى القطاع خلال العقد المقبل بسبب صعود الطلب على اثر ارتفاع مستوى المعيشة مما يزيد من نسبة البروتين بين الغذاء اليومى للأسر خصوصاً فى قارة أفريقيا التى تنتظر دخول نحو 200 مليون مستهلك إلى نطاق الطبقة المتوسطة خلال العقدين المقبلين.
الملف التالى يعرض لمعدلات النمو المتوقعة وأسبابه وأحدث التطورات التكنولوجية فى القطاع.
2024 تجنى ثمار التطوير المستمر بقطاع الدواجن عالمياً
زيادة الإنتاج %24 لتلبية الطلب المضطرد بفضل الدول النامية.. و133 مليون طن الاستهلاك العالمى بزيادة 26 مليون طن
قالت مجلة بولترى ترند، المتخصصة فى قطاع الدواجن العالمى، إن السنوات المقبلة ستكون إيجابية بحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو).
وتتوقع “فاو”، أن الانتاج العالمى من اللحوم سوف ينمو %24 حتى عام 2024، مقارنة بعام 2014، حيث ستضيف الجهات المنتجة حوالى 26 مليون طن من اللحوم الداجنة حول العالم.
وتسهم اللحوم الداجنة بأكثر من نصف اللحوم المتداولة عالمياً، ومن المتوقع أن يصل إجمالى إنتاج اللحوم الداجنة فى 2024 إلى 133 مليون طن.
ويعود النشاط المتوقع إلى تراجع تكلفة الأعلاف والكفاءة الاقتصادية لعملية الإنتاج فى الوقت الذى ينمو فيه التعداد السكانى العالمى، وينمو معه الاستهلاك من البروتين حول العالم، ما يعزز الطلب بشدة.
وعلى الرغم من أن التعداد العالمى للسكان ينمو باضطراد، فإن نسبة نموه فى الدول المتقدمة خلال السنوات المقبلة تتباطأ خصوصاً فى دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية والتى تمثل %50 من النمو السكانى العالمي.
ويبلغ متوسط النمو العالمى، حالياً، للسكان %1.1، لكن السنوات المقبلة ستشهد وصول نسبة نمو السكان فى الدول النامية إلى ضعف نسبة النمو فى الدول المتقدمة.
ومن المنتظر أن يزداد معدل استهلاك سكان الدول النامية للحوم ضمن نظامهم الغذائى، وهو السبب الأساسى فى توقع منظمة “فاو” وصول الاستهلاك العالمى إلى 133 طن سنوياً بحلول 2024.
ويدعم نمو الاستهلاك زيادة الدخل وانخفاض أسعار اللحوم سواء كان السعر اسمياً أو حقيقياً والذى من المتوقع ان ينخفض اكثر فى السنوات المقبلة.
وبالنسبة لعنصر تراجع تكلفة الأعلاف خلال السنوات المقبلة، فإن الاتجاه السعرى سيكون لأسفل بالنسبة لجميع منتجى اللحوم سواء لحوم الدواجن أو اللحوم الحمراء.
ومن المفترض أن هبوط تكلفة الأعلاف سوف تشجع عملية إنتاج اللحوم خصوصاً فى الدول النامية التى تشهد اقبالاً معقولاً على اضافة اللحوم للوجبات الغذائية اليومية.
وبحسب مجلة اتجاهات قطاع الدواجن العالمية “بولترى تريند”، فإن عام 2024 سوف يشهد طفرة كبيرة إنتاج اللحوم فى الدول النامية بما فيها الأقل تحقيقاً للنمو تمثل وحدها %58 من الزيادة العالمية فى انتاج اللحوم.
وتشير التقديرات إلى أنه بحلول 2024 سوف يرتفع إنتاج المكسيك من اللحوم بنحو %2.95 بالمقارنة بـ2014 وهو من المعدلات الأعلى بين الدول المنتجة ليصل انتاجها إلى 3.9 مليون طن. كما سينمو الإنتاج الصينى بنسبة %2.65 فى نفس الفترة ليصل إلى 23 مليون طن.
لكن الدول المتقدمة لن تحقق نفس معدلات النمو العالية بسبب القيود والتشريعات المتعلقة بالبيئة والضوابط الصحية.
فى الوقت نفسه، قد تبدى دول قليلة متقدمة مستويات نمو عالية مثل البرازيل بفضل عدة عوامل منها انخفاض سعر العملة المحلية مقابل الدولار، ما يجعل الطلب العالمى على لحومها أكبر، بالاضافة إلى هبوط سعر تكلفة الاعلاف لديها نظراً إلى وفرة الانتاج المحلى منها.
وتشهد البرازيل ايضاً طفرة كبيرة على مستوى تطوير سلالات الانتاج ورفع كفاءة التغذية بالاضافة إلى عوامل مشجعة للمنتجين البرازيليين منها توقعات ارتفاع الطلب العالمى على منتجاتهم ونمو حصتهم من الصادرات الدولية سواء من اللحوم الداجنة أو اللحوم الحمراء. لكن الدواجن وحدها تمثل %50 من نمو صادرات اللحوم بمختلف انواعها فى البرازيل.
كما يتمتع المنتج المحلى بزيادة الاستهلاك المحلى ليصل فى 2024 إلى 83 كيلولحم للفرد سنوياً بزيادة 5.8 كيلو بمتوسط الفترة من 2012 إلى 2014.
وتتوقع منظمة “فاو” أن تصل صادرات البرازيل من اللحوم إلى 5.3 مليون طن ليكون حصتها من الصادرات العالمية فوق %31 تقريباً فى 2024.
الإنتاج العالمى من البيض ينمو رغم أنفلونزا الطيور
الصين والولايات المتحدة تتصدران أكبر 20 دولة منتجة
ارتفع الاستهلاك العالمى خلال العقد الماضى بشكل ملحوظ بفضل نمو الطلب فى الدول النامية بمعدلات قياسية التى تشهد أسرها تطوراً فى طبيعة الغذاء اليومى التى أضافت بشراهة إلى مائدتها البروتينات واللحوم بشكل عام والبيض بشكل خاص.
فى الوقت نفسه، حقق القطاع نمواً %36.5 فى الفترة من 2000 إلى 2014 بمتوسط سنوى %2.8. وفى نهاية 2014 بلغ قطيع الدجاج المخصص لوضع البيض 7.2 مليار دجاجة تنتج 1.32 تريليون بيضة عالمياً بما يزن 70 مليون طن.
ويأتى هذا النمو رغم الانخفاض النسبى لفترة قصيرة فى الإنتاج نتيجة انتشار عدوى انفلونزا الطيور من النوع الشديد (HPAI) فى عدد من الدول الرئيسية المنتجة، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وتصل تقديرات الإنتاج العالمى إلى 100 مليون طن من حيث الوزن بحلول 2035 بحيث ان %90 منه مصدره بيض الدجاج من بين أنواع الطيور المختلفة بنحو 69.7 مليون طن توفر آسيا منه وحدها 41 مليون طن، بما يعادل نحو %59 من معامل إنتاج بيض تضم 4.5 مليار دجاجة.
وفى المقابل، تنتج أوروبا أكثر من 11 مليون طن بما يعادل %16 من الإنتاج العالمى فى المرتبة الثالثة. وفى أمريكا الشمالية يصل الإنتاج إلى 6.2 مليون طن بنسبة %9 من إنتاج العالم، مقابل 4.7 مليون طن فى أمريكا الجنوبية بحوالى %6.75 من البيض على المنتج دولياً. وفى ذيل القائمة تأتى أفريقيا بحوالى 3 ملايين طن بنسبة %4.5.
وهناك 5 دول تسيطر على %56 من الإنتاج العالمى بحسب بيانات 2013 ضمن 10 دول تنتج %68 بينما تنتج 15 دولة %73، وتنتج 20 دولة %77.5 من الإنتاج الدولى.
وتتصدر الصين أكبر 20 دولة منتجة، حيث تنتج 575 مليار بيضة سنوياً لتحقق 28.94 مليون طن، مقابل 87 مليار بيضة فى الولايات المتحدة بحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية لتحتل المرتبة الثانية.
وبلغ المتوسط العالمى من الاستهلاك 179 بيضة للفرد سنوياً، معظمها قادم من الدول الآسيوية التى تسيطر على سوق الصادرات منذ 1998.
وبخلاف الانتاج المنزلي، فإن الشركات العملاقة فى مجال إنتاج البيض قد تصل نسبة توريدها من السوق العالمى إلى %30 بحلول 2020، مقارنة بمعدلات 2006 التى كانت تبلغ %4 فقط.
وتتصدر الولايات المتحدة سوق التصدير وكذلك الاستهلاك ليصل معدل الفرد الواحد 263.6 بيضة سنوياً بحسب بيانات 2014 لينخفض إلى نحو 250 بيضة للفرد بحسب مجلس البيض الأمريكي.
ويعود هذا التراجع فى الاستهلاك فى الولايات المتحدة إلى ارتفاع أسعار البيض التى تأثرت بنقص المعروض.
وتعمل الشركات، حالياً، على إعادة بناء قطيع إنتاج البيض الذى تضرر نتيجة الإصابة الواسعة بأنفلونزا الطيور فى 2014، لكن من المتوقع عودة وفرة الإنتاج فى النصف الثانى من 2016.
“EDGE” منصة متكاملة لإدارة مزارع الدواجن المتقدمة
التكنولوجيا الحديثة تسهل إدارة أكثر من مزرعة فى وقت واحد
توافر ميزة التواصل مع شبكة التحكم عن طريق الإنترنت
أطلقت شركة كمبرلاند عبر قسمها لأبحاث تطوير التكنولوجيا نظام مراقبة “EDGE” لإدارة جميع وظائف التشغيل لمرافق إنتاج الدواجن فى معرض اتلانتا الدولى بالولايات المتحدة منتصف يناير الماضى.
ويعتبر “إيدجى” منصة واحدة متنوعة الخدمات تعالج تطبيقات التحكم فى المزرعة من حيث بيئة التربية، وانتاج الدواجن والديك الرومى وأى منتجات للحوم الداجنة. ويساعد النظام الجديد المنتجين على ضبط التهوية ودرجة الحرارة، وإدارة الاضاءة ووزن الطيور، والتحكم فى عدد من المنازل أو المزارع فى وقت معا، وكل ذلك من خلال وحدة تحكم واحدة وهو ما يوفر الوقت والجهد والتكلفة ويزيد فى الوقت نفسه الكفاءة والإنتاج.
كما تم تصميم النظام أيضا مع ثلاثة مستويات من الحماية، بما فى ذلك التكرار الثلاثى ووضع النسخ الاحتياطى داخل النظام، مما يجعلها أكثر أمنا ويجعل التحكم أكثر دقة بحسب ما قال آدم وايس، مدير تكنولوجيا البروتين فى أمريكا الشمالية لشركة كمبرلاند.
ويتوفر لدى هذا النظام الجديد وحدة تحكم رئيسية، مع شاشة تعمل باللمس ملونة مقاس 15 بوصة التى تجعل القيادة وعملية الرصد لما يجرى على أرض الواقع سهلة وسريعة.
وهناك نوعان مختلفان من صناديق توسيع الخيرات يمكن أن يتم توصيل إما ثلاث أو ست وحدات من المكونات بحسب نمو العمل فى المزرعة. ويعد الهدف الأساسى من المشروع دعم عمليات التوسع فى المزارع الذى عادة ما يشهد قلقا لدى الادارة جراء تزايد الاعباء فى ظل غياب نظام تحكم شامل مثل “إيدجى” الذى يعد الجيل المقبل من وحدات التحكم على حد وصف فايس.
كما يمكن الوصول الى وحدة التحكم عن بعد عن طريق شبكة الإنترنت التى تمكن المنتجين من إدارة مواقع العمل المتعددة والمنازل براحة تامة من اى مكان حتى لو على متن شاحنة أو من داخل المكتب أو المنزل أو أى مكان آخر خارج المزرعة. وبضغطة زر واحدة يمكن لنظام التحكم المتطور أن يصدر تقارير تسهم فى تشجيع زيادة الكفاءة والإنتاجية.
ويزداد دور التكنولوجيا فى دعم الكفاءة الإنتاجية لأى مزرعة خصوصاً فى جانب الإدارة لخفض النفقات وتقليل الاعتماد على العنصر البشرى خصوصاً فى عمليات تصنيع اللحوم.
وقد تضاعفت فى السنوات الأخرى قيمة اللحوم المصنعة ومن المتوقع ارتفاعها عالمياً فى 2020 إلى ما تصل قيمته لـ289.1 مليار دولار بحسب دراسة أعدتها مؤسسة آلايد ماركت البحثية.
ويتوقع الخبراء أن يكون معدل النمو السنوى لقطاع اللحوم المصنعة %6.4 خلال السنوات الخمس المقبلة.
حرق مخلفات الدواجن طاقة نظيفة لتدفئة المزارع
فضلات طائر واحد تكفى لتدفئة 3 طيور بفضل التكنولجيا الحديثة وتوفر النفقات
تحرق واحدة من أكبر مزارع الدجاج لإنتاج اللحم فى المملكة المتحدة مخلفات الدواجن فى المزارع فتتحقق لها فائدة كبيرة.
وفى تقرير لموقع واتاجنت لتطوير القطاع الزراعى البريطانى يقول إنه “حيث هناك ارض خصبة، هناك نحاس أصفر”. وترتبط هذه العبارة عادة بمقاطعة نورفولك فى المملكة المتحدة حيث “أبهاوس” احد أكبر منتجى الدجاج هناك التى اكتشفت صحة هذه العبارة واكبر دليل على ذلك الاستفادة القصوى من المزرعة التى يديرها نايجل جويس وابنه باتريك.
على الرغم من أن المزرعة التى تنتج أكثر من 5.6 مليون دجاجة سنويا، فإنها تتميز بالتنظيم العالى مما يعطيها صورة خلابة تتميز بها منذ تاسيسها فى القرن الـ17 على الرغم من الحجم الكبير.
ونظراً لاهتمام أصحاب المزرعة بالمناطق المحيطة بهم فليس من المفاجأة أن يسعوا إلى الحد من تأثيرهم البيئى من خلال فكرة توليد الحرارة عن طريق حرق مخلفات الدواجن باستخدام تكنولوجيا منخفض الانبعاثات.
الاستثمار فى المستقبل
وتتسع المزرعة لنحو 800 ألف دجاجة ولديهم تصريح بـ 830 الفا من الطيور، ولكن بدلاً من التوسع فى الإنتاج شهدت السنوات الأخيرة تركيز الادارة على إيجاد وتنفيذ حلول للاكتفاء الذاتى من الطاقة.
وتحرق المزرعة حاليا مخلفات الدواجن والتى تم إعادة تصنيفها مؤخراً من قبل الاتحاد الأوروبى كمنتج ثانوى وتستخدم الحرارة تدفئة حظائر الدجاج وهكذا اكتفت المزرعة ذاتية من احتياجات الطاقة عن طريق حرق المخلفات.
قال نايجل انه عندما تكون مخلفات طائر واحد كافية لإنتاج طاقة تكفى لتدفئة ثلاثة طيور فبالتالى تكون هذه الأرقام جيدة.
وتتمتع مزرعة “أبهاوس” العملاقة حاليا بإمدادات غير محدودة من الحرارة ليس هذا وحسب بل نظيفة وجافة، وهو ما يوفر للطيور ظروفا بيئية افضل بجانب ما توفره من تكاليف واستقرار فى تكلفة الطاقة بعيدا عن قفزات الاسعار.
وبحسب التقرير فإن هناك حاجة فى بعض الأحيان للغاز لكن بشكل احتياطى لا يتخطى الاعتماد عليه %5، وتستخدم خلال فترة توقف معدات حرق السماد للصيانة مثلا أو فى الطقس شديد البرودة حقا حيث تزداد الحاجة لمزيد من التدفئة.
انخفاض النفقات وعوائد أفضل
ويسهم تركيب محطة تدوير السماد فى تحقيق أهداف توفير تكلفة الوقود وكذلك تكلفة إزالة المخلفات ونقلها، كما ان تكلفة انشاء المحطة تأتى من الطيور نفسها لان البيئة الافضل جعلت الإنتاج يزيد ليعوض تكلفة التشغيل.
قال نايجل إن فريق العمل سجل زيادة فى معدل التحويل الغذائى بنحو %6 نقاط فى القطيع الأول، وقد تحسنت مع القطعان التالية، مشيرا إلى الفائدة الكبرى لزيادة حجم التدفئة أكثر من الفترة التى لم يكن فيه العمل يقوم على حرق المخلفات، كما استفادت المنازل المجاورة للطيور من فائض التدفئة الرخيصة.
وأضاف أن التجربة الجديدة تحتمل تطويرا أكبر للاستفادة من وفرة التدفئة الافضل للطيور ولتحقيق فترات أطول لتدفئة المنازل وهى إجراءات تتم تدريجيا، لكن التجربة اثبتت انها افضل من الاعتماد على الغاز الذى لا يمكنه إعطاء تدفئة بنفس المدة الزمنية.
وتنتج المزرعة 8 آلاف طن من السماد سنويا يتم حرق ثلثها تقريبا بنحو 2700 طن لغرض التدفئة على الرغم من أن المحطة يمكن رفع مستوى إنتاجها لتوليد مزيد من الطاقة والكهرباء لانها بنيت بقدرات اضافية.
ولا تتعجل المزرعة من الاستفادة الكاملة من المحطة، حيث انه لا حاجة اضافية بحسب بيانات التشغيل التى تظهرها اجهزة المراقبة. وتتميز المحطة بأنها تدار عن بعد عبر أجهزة تحكم متطورة بها لوحة البيانات الذكية.
بحث وإيجاد الحلول
قبل بناء محطة للطاقة، كان حرق الغاز المسال فى حظائر الدجاج يتسبب فى ارتفاع الرطوبة والغازات فى الغلاف الجوى والتى كان لا بد من إزالتها لكن النظام الجديد ومع ازدياد درجات الحرارة فى الحظائر عبر ضخ المياه الساخنة يعطى حرارة نظيفة وجافة مما يسهم فى تحسن الظروف الجوية المحيطة بالمزرعة.
وكان هناك العديد من العوامل التى دفعت نايجل وإدارته لاتخاذ قرار بشأن خيار حرق مخلفات الدواجن لتوليد الطاقة.
قال نايجل إنه لعدد من السنوات لم يكن للسماد قيمة تذكر، خصوصا أن المزارعين المحليين لا يريدونه لتخصيب التربة وعلى الرغم من قيامه بمناقشات مع مسئولى محطة الكهرباء المحلية لتبنى الفكرة إلا أن مسعاه لم ينجح.
وقال باتريك نايجل إنهم بدأوا بناء المحطة لحرق المخلفات فى نوفمبر عام 2010 وبدأت مرحلة التشغيل فى مارس 2011.
تصاريح الجهات الرقابية
أوضح باتريك أنهم فى البداية اعتمدوا على حرق رقائق الخشب بدلا من السماد ضمن خطة لمدة ستة أشهر فقط حتى الحصول على التراخيص لحرق السماد، لكن فى واقع الأمر استمر الحال لمدة 12 بسبب صعوبات الإجراءات.
فى عام 2012، تم منح المزرعة الرخيصة من قبل وزارة البيئة ووزارة الغذاء والشئون الريفية، وخلال ذلك الوقت، تم حل القضايا التنظيمية وفقا للمعايير الأوروبية لتبدأ عملية حرق المخلفات منذ ذلك الحين.
وجاء هذا التغيير بعد اعتماد الحكومة فى المملكة المتحدة والمفوضية الأوروبية لقواعد استخدام السماد الطبيعى كوقود فى المزرعة وقد صدرت التشريعات المنظمة فى 2014.
وأوضح باتريك أن الأمر لم يكن سهلاً فى البداية، ومن وجهة نظر تنظيمية كان على الادارة أن تقفز حاجزا مكونا من مجموعة واحدة من الشروط إلى حاجز آخر، لكن فى الوقت نفسه اظهرت الحكومة دعما كبيرا للفكرة.
ولفت الانتباه إلى كفاءة العمل بالمحطة حيث يتم حرق المخلفات فى درجة حرارة تصل إلى 850 درجة سيلزيوس ليتم تدمير مسببات الأمراض والروائح الكريهة، وليس هناك اى شىء مرئى يخرج من المدخنة.
وأضاف ان الاستثمار الجيد يكون فى إدارة المزرعة بأفضل طريقة ممكنة ومن ثم التمتع بفوائد ذلك، مشيرا إلى أن أحدث الاستثمارات كانت نظام حاسوب جديد يساعد على اعطاء اهتمام أكبر من أى وقت مضى بمعايير الأداء الرئيسية.
وأكد أن الحصول على مزيد من البيانات يسمح بالعمل بشكل وثيق مع الأطباء البيطريين وشركات الأعلاف لان وفرة التفاصيل والمعلومات تعطى أداء أفضل فى المحصلة النهائية.
معامل التفريخ فى اليابان تطور أسلوب التشغيل بالمعدات “الذكية”
تعتبر شركة أميوز أول معمل تفريخ يابانى يعتمد على التقنيات الذكية لتأسيس حضانة تفريخ ذات المرحلة الواحدة.
كلفت “أميوز” شركة سمارت برو بابتكار تقنية للحضانة ذات المرحلة الواحدة لتفريخ 5 ملايين فرخ من البيض فى جزيرة كيوشو فى اليابان.
ويتميز معمل التفريخ الجديد بأن طاقته الإجمالية تصل الى 12 مليون بيضة للتفريخ سنويا، حيث يتمتع النظام الذكى الجديد بتجهيز عال لملاحظة عملية التمثيل الغذائى والضبط التلقائى لبرامج الحضانة وتحديد دقيق حساس لاحتياجات نمو الكتكوت من غذاء وطاقة للتدفئة، وهى تسهم فى الحد من استهلاك الطاقة فى التفريخ.
وسيكون نظام “سمارتبرو ريفورم” أول نظام فى اليابان يعتمد على الاتصال بالانترنت لرصد وإدارة والتقاط البيانات فى كل مستوى من عمليات الانتاج بداية من الحضانة إلى التحكم فى الطقس وأنظمة التفريخ الآلى.
وتقوم الشركة أيضاً بتقديم الدعم المستمر لتطوير معمل التفريخ الجديد من خلال الخدمات الهندسية والتقنية، بما فى ذلك تركيب أنظمة التهوية.
وترتكز فكرة الابتكار لمعامل التفريخ الحديثة على الاهتمام بعنصر الحرارة المحيطة بالأجنة فى بيض الطيور لتحسين نسبة الفقس ومعدل التحويل الغذائى.
وتحتوى المعدات على الساعة البيولوجية فى الحضانة وتقيس معدل تلقى الأجنة خلال فترات يومية قصيرة من الحرارة أو المحفزات الباردة من 1-2 درجة سيلزيوس خلال الأسبوع الثانى أو الثالث من الحضانة.
ومن خلال هذه الاستراتيجية يحصل مدير معمل التفريخ على كتكوت عمر يوم لكنه يتمتع بقوة جيدة تجعله يتحمل الظروف البيئية المختلفة.
وتقول المجلة الصادرة عن الشركة المبتكرة للنظام إنه تم استخدامه على نطاق تجارى فى العديد من المفرخات فى أوروبا والبرازيل وقد شهدت جميع معامل التفريخ التجارية بأن تزويد المعامل بوحدات تحكم المناخ الدقيقة وقدرة تبريد كافية أحدث فارقا كبيرا فى الانتاج وتقليل نسبة الفاقد.
وقد تبين أن التكييف الحرارى قصير الأجل يؤدى الى تحسين نتائج الفقس فى معظم الحضانات التى شهدت التجارب الاولية وساهمت فى زيادة وزن الجسم النهائى 1 – %2 وتحفيز معدلات التحويل الغذائى بمقدار 1-2 نقطة.
لكن التوصية الرئيسة للمشروع هى التدريب الجيد للعاملين فى معمل التفريخ للوصول للنتائج المتوقعة والجيدة عبر تحقيق توقيت أمثل ومدة مناسبة للتحفيز بدرجة الحرارة خلال التكييف الحرارى.