قالت وكالة بلومبيرج إن المكاسب التى حققتها الأسهم المصرية فى الأيام الثلاثة التالية نتيجة خفض قيمة الجنيه قد تكون مجرد بداية فقط للدولة المصرية.
وأشارت وكالة أنباء «بلومبيرج» إلى أن المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية «إيجى إكس 30» سجل ارتفاعًا بنحو 10% منذ قرار يوم الاثنين الماضى بخفض قيمة الجنيه بنسبة 13%، وتعيد تلك المكاسب ذكريات ما حدث فى يناير عام 2003، عندما أدى نقص العملة الأجنبية إلى ظهور سوق سوداء للدولار وتراجع الاستثمارات، واضطر صانعو السياسات خفض قيمة العملة بنسبة 14%، وفى تلك الأثناء، ارتفعت الأسهم إلى أكثر من ضعف قيمتها فى ضوء انعاش الاحتياطيات الأجنبية.
وقال، صلاح شما، مدير إدارة الأصول لدى مؤسسة «فرانكلين تمبلتون» للاستثمار بمقرها فى دبى: «يمكننا استخلاص الكثير من أوجه الشبه مع ما حدث عام 2003، وخفض قيمة العملة تعد خطوة فى الاتجاه الصحيح لبدء جذب التدفقات الأجنبية إلى سوق الأسهم».
وأضافت الوكالة أن مؤشر «إيجى إكس 30» حقق مستويات قياسية، طيلة ثلاثة أيام بعد صدور قرار البنك المركزى بخفض الجنيه، تقريبًا خمسة أضعاف المكاسب التى جناها المؤشر البرتغالى، الذى يعد ثانى أفضل أداء ضمن المؤشرات الأوروبية.
وقالت الوكالة إن قيمة التداولات فى البورصة خلال تلك الأيام الثلاثة بلغت المتداولة بلغت 3.5 مليار جنيه (391 مليون دولار) تعادل حجم ما تم تداوله على مدار أسبوعين من نشاط التداول العادى خلال العام الماضى.
وإذا حالفت استراتيجية البنك المركزى النجاح، فإن رخص الجنيه ربما يجذب المزيد من الاستثمارات والسياحة وزيادة الصادرات، ولكن هذا لن يتأتى دون مخاطر، فقد قاوم المحافظ طارق عامر فى البداية دعوات تخفيض قيمة العملة منذ توليه منصبه فى نوفمبر خوفًا من أن الارتفاع المتوقع فى معدل التضخم من شأنه أن يؤثر سلبًا على الفقراء.
وجدير بالذكر، أن ما يقرب من نصف المصريين يعيشون بالقرب أو تحت خط الفقر، فى حين أن التضخم بلغ متوسط 10.1% على مدى السنوات الخمس الماضية.
وفى حين خفض البنك المركزى قيمة الجنيه عدة مرات منذ عام 2011، كانت هذه التحركات حينها توصف بالصغيرة لكونها تستمر عادة على مدى عدة أيام أو حتى أسابيع قليلة، وبالإضافة إلى قرار تخفيض قيمة العملة يوم الاثنين، رفع المركزى المصرى تقريبًا جميع القيود المصرفية بالعملات الأجنبية على الأفراد والشركات وضخ 2.4 مليار دولار فى السوق على مدى أسبوعين – تقريبا خمسة أضعاف كمية الدولارات التى تباع عادة فى غضون شهر.








