قالت مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس” للاستشارات فى لندن، إن النمو الاقتصادى فى دول أفريقيا جنوب الصحراء يمكن أن يتراجع العام الجارى للمرة الأولى منذ مطلع الألفية، ما يفاقم معدّلات الفقر فى أفقر قارات العالم.
وتوقعت «كابيتال ايكونوميكس»، أن ينخفض النمو فى أفريقيا جنوب الصحراء إلى 2.9% العام الجارى، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي، التى ستكون بمثابة أضعف وتيرة نمو منذ عام 1999.
وذكرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز»، أن مؤسسة البحوث الاقتصادية توقعت أن يبلغ النمو العالمى نسبة 2.8% باستخدام تقديراتها الخاصة من النمو الصينى أو 3% استناداً إلى بيانات النمو الصينى الرسمية، ما يثير احتمال تخلف نمو أفريقيا جنوب الصحراء عن باقى أجزاء العالم للمرة الأولى منذ عام 2000.
وأوضحت المؤسسة فى تقريرها، أن أكبر اقتصادين فى دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهما نيجيريا، وجنوب أفريقيا، يسيطران على أكثر من نصف الناتج المحلى الإجمالى فى المنطقة، ويواجهان خطر تراجع نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى العام الجارى.
وجاءت توقعات إيفون ماهانجو، الاقتصادى من جنوب الصحراء فى «رينيسانس كابيتال» متشائمة على نحو مماثل، قائلاً: «إننا قد نواجه أبطأ معدل نمو مقارنة بما شاهدناه سابقاً، على الأقل منذ الألفية، يرجع ذلك إلى حد كبير بسبب تراجع أكبر اقتصادين فى المنطقة».
وأضاف: قدمت الدولتان أداءً مخيباً للآمال، وتراجعت أرقام معدلات النمو منذ العام الماضي، وليس هناك ما يشير إلى أننا سنرى الانتعاش العام الجارى.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يقوم «صندوق النقد الدولي» بمراجعة توقعاته السابقة للنمو العام الجارى فى اجتماعات الربيع المقبلة.
وتوقع بنك الاستثمار «رينيسانس كابيتال» فى يناير الماضى نمو الاقتصاد العالمى بنسبة 3.4% العام الجارى، مع توسع أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 4%.
وتتوقع «كابيتال إيكونوميكس» أن يتباطأ النمو فى ستة من أكبر 10 اقتصادات فى دول أفريقيا جنوب الصحراء، العام الجارى وعلى رأسها تراجع حاد فى أنجولا، التى أصبحت الأسبوع الماضى ثالث بلد أفريقى يلجأ لطلب خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولى بعد غانا وموزمبيق.
ومن المتوقع أن تشهد غانا، وكينيا، فقط بعض أوقات التعافى فى النشاط الاقتصادى العام الجارى.
وقال جون أشبورني، الاقتصادى فى «كابيتال إيكونوميكس»، إن تأثير تراجع أسعار السلع فى العام الماضى يدفع إلى تقويض النمو، لا سيما فى أنجولا، وزامبيا، حيث خفضت شركات التعدين الإنتاج منذ منتصف العام الماضى.
وعلى مدى السنوات الـ20 الماضية تأثر معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى فى أفريقيا جنوب الصحراء بالتغيرات فى معدلات التبادل التجارى التى تدهورت مؤخراً بفضل تراجع أسعار السلع الأساسية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تعانى فيه جنوب أفريقيا، انخفاض ناتج قطاع التعدين، إضافة إلى الجفاف الشديد، والأزمة السياسية المتصاعدة.
وتوقع أشبورني، أن نيجيريا، سوف تتأثر العام الجارى من تراجع العملة، وسوف تتخلف عن تحقيق التوازن فى ميزان المدفوعات.
وتنبأت «كابيتال إيكونوميكس» بأن دولاً مثل ساحل العاج، وغانا، وكينيا، ستكون من بين عدد قليل من النقاط المضيئة الإقليمية العام الجارى.
ومن المتوقع أن تكون كينيا، الأسرع نمواً فى أفريقيا على مدى السنوات القليلة المقبلة، وسوف يساعدها على ذلك انخفاض أسعار البترول حيث تعد مستورداً صافياً بجانب المستويات العالية من الاستثمار فى البنية التحتية.