تخفيض السعر المستهدف لـ«العربية للأسمنت» إلى 11.7 جنيه و«السويس للأسمنت» الأرخص
الدولار ومخاوف فرض ضريبة على الفحم أبرز المخاطر
قالت بحوث شركة «النعيم القابضة»، إن شركات الأسمنت المصرية تواجه تحدياً جديداً جراء رفع الحظر عن تصدير الأسمنت فى المملكة العربية السعودية، متوقعةً أن تتأثر أسعار الأسمنت فى السوق الإقليمي سلباً.
وأشارت «النعيم» إلى أنه على الرغم من أن خيار استيراد الأسمنت نادراً ما كان يُطرح فى السوق المحلي مسبقاً، فإن هناك مخاوف بشأن تداعيات ذلك القرار على السوق المصري، خاصة فى ظل ما يتمتع به المنتجون فى السعودية من مزايا فيما يتعلق بالتكلفة.
على الجانب الآخر، أوضحت الورقة البحثية، أن اختلال التوازن بمعادلة الطلب/ العرض، فى قطاع الأسمنت والناتجة عن إتاحة الفحم باعتباره أقل مصادر الطاقة تكلفة، فإنه يتوقع زيادة أسعار الأسمنت الذى تنتجه شركة «العربية للأسمنت» بنسبة 5- 6% فى الفترة 2016-2017.
كما توقعت «النعيم» العودة لاستخدام الغاز تدريجياً فى ظل الارتفاع المتوقع فى معدلات الطلب وتراجع العجز فى الطاقة، (بسعر يصل إلى 6 دولارات/ مليون وحدة حرارية بريطانية مقابل 8 دولارات/ مليون وحدة حالياً) بشركة العربية للأسمنت، اعتباراً من عام 2018.
واستبعدت «النعيم» عودة مصانع الأسمنت للعمل بالغاز بشكل كلى مرة أخرى بديلاً عن الفحم، إلا فى حالة وصول سعر الغاز إلى أقل من 6 دولارات/ مليون وحدة حرارية.
وترى «النعيم»، أن سعر تداول سهم شركة «العربية للأسمنت»، حالياً، يعكس قيمة المنشأة للطن تصل إلى 870 جنيهاً خصماً بنسبة 40% فى مقابل 1400 جنيه/ طن بصفقة بيع أسيك المنيا التى أجرتها أسيك للأسمنت مؤخراً، وخصم 45% مقارنة بتكلفة الإحلال.
جدير بالذكر، أن عمومية الشركة اعتمدت توزيعاً نقدياً بقيمة 0.53 جنيه/ سهم عن أرباح عام 2015، ما يعكس نسبة توزيعات 72%، وعائد 6.1%. هذا وتتمتع الشركة بميزانية عمومية متزنة تبلغ نسبة الرفع المالى فيها 47%.
وتوقعت «النعيم»، أن تحقق الشركة الطاقة الإنتاجية القصوى للكلنكر فى الفترة من 2016 إلى 2020، على أن يتوزع مزيج الطاقة المستخدم بين الفحم بنسبة 78% والوقود البديل (وقود مشتق من النفايات) بنسبة 22% بحلول 2017، ما يقى الشركة من العجز فى إمدادات الغاز الطبيعي، ويخفف من اعتمادها على واردات الكلنكر.
وبداية من 2018، نتوقع أن تعاود الشركة استخدام الغاز الطبيعى كمصدر للوقود بشكل تدريجى (نسبة تصل إلى 10- 15%) بسعر 6 دولارات/ مليون وحدة حرارية بريطانية، مقابل السعر المحدد من إيجاس حالياً، والبالغ 8 دولارات/ مليون وحدة حرارية، الأمر الذى يجعلها تحقق استفادة من تكلفة الفرصة البديلة، مقارنة باستخدام الفحم والمازوت فى الوقت الحالي.
وخفضت «النعيم» السعر المستهدف لسهم «العربية للأسمنت» من 19.6 جنيه إلى 11.7 جنيه بزيادة 34% على السعر السوقى الحالى للسهم، والبالغ 8.8 جنيه.
من جانبها، قالت باكينام الأتربى، محلل قطاع الأسمنت بشركة «النعيم»، إن الأسعار مرشحة للارتفاع بنسبة 5- 6% خلال عامى 2016 و2017، وبنسبة 8% فى الفترة من 2018 إلى 2020.
كما توقعت «الأتربى»، أن تشهد أسعار الأسمنت ارتفاعاً كبيراً بدعم من عجز مفاجئ فى معروض الأسمنت، خاصة فى ظل ندرة حالات طرح رخص أسمنت جديدة مؤخراً.
تضمنت التقديرات تكلفة استيراد للفحم تصل إلى 90- 105 دولارات/طن فى الفترة 2016-2020، لكن الأسعار العالمية انخفضت عن هذه المستويات بفارق ملحوظ، ما قد يؤدى إلى تحقيق هوامش أرباح مرتفعة.
وحددت «الأتربى» المخاطر التى تواجه صناعة الأسمنت فى حالة فرض ضرائب باهظة على الفحم المستورد، وهو ما لا يمكن استبعاد احتمالية فرض رسوم مرتفعة.
كما أن استمرار انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار تحدٍ آخر، حيث ستتأثر هوامش الأرباح سلباً بأى قرار آخر للبنك المركزى يتضمن خفض قيمة الجنيه (نظراً إلى ارتفاع تكلفة الفحم المستورد) خاصةً بعدما تم تخفيضه الشهر الماضى بنحو 14%، ووصل فى السوق السوداء لمستوى نحو 11 جنيهاً.
تابعت «الأتربى»: «نتوقع ارتفاع معدلات الطلب مستقبلاً وتعافى الأسعار فى الفترة بين 2016 و2020، لا يمكن استبعاد حدوث سيناريو مخالف لذلك، وفى ظل التوقعات باستخدام جميع شركات الأسمنت الفحم السنوات المقبلة، قد تنشأ ضغوط تسعيرية جراء انخفاض التكلفة النقدية للإنتاج».








