%17 انخفاضاً فى قيمة صفقات الاستحواذ فى الأشهر الثلاثة الأولى وعمليات تصفية وإعادة هيكلة للتركيز على الاقتصادات المحلية
2 تريليون دولار رأسمال صندوق عصر ما بعد البترول السعودى
تراجعت صفقات صناديق الثروة بأبطأ وتيرة لها خلال الربع الأول من العام الجارى.
قالت هيلينا موريسى، الرئيس التنفيذى لنيوتن كابيتال مانجمنت المحدودة ومقرها لندن، إن السوق شهد عمليات تصفية أصول وإعادة رسملة لدعم الاقتصاديات المحلية التى اهتزت بتراجع أسعار البترول والسلع الأساسية.
ياتى ذلك استمراراً للوتيرة المتصاعدة منذ نهاية 2015 التى شهدت سحب كمية كبيرة من اموال الصناديق من الأسواق فى جميع أنحاء العالم بحسب وكالة بلومبيرج للأنباء الاقتصادية.
وسادت التكهنات بأن صناديق الثروة التى تعتمد على عائدات البترول سوف تتخلى عن أصولها فى الخارج مما أدى إلى الاضطرابات فى السوق حيث أكد صندوق أبردين لإدارة الأصول فى يناير الماضى ان أصول هذه الصناديق تقلصت بنحو 19 مليار دولار منذ اعلى مستوى لها بلغته فى عام 2013.
واوضحت موريسى، أن العالم سيرى فترات طويلة من تقلبات السوق جراء السياسات النقدية المتساهلة لدى البنوك المركزية فى العالم مشيرة الى أنه بما أن كل شئ يقوم على أساس السياسة النقدية فبالتأكيد أن التقلبات سوف تسيطر على الأسواق فى المستقبل القريب بسبب هشاشتها.
وحققت صناديق الثروة السيادية عمليات استحواذ فى الربع الأول بقيمة 19.2 مليار دولار، بانخفاض نحو %17 بالمقارنة بالربع الاخير من 2015 وبفارق 4.8 مليار دولار عن نفس الفترة من العام السابق.
وأظهرت بيانات مؤسسة طومسون رويترز أن صناديق الثروة السيادية التى تستثمر إيراداتها الهائلة من من عائدات البترول والسلع الاساسية الأخرى لصالح الأجيال القادمة شاركت فى 46 صفقة بانخفاض 5 صفقات عن الربع السابق لكن الخبراء يرون ان هذ التراجع المحدود لا يمكن اعتباره هبوطاً فى الأداء.
وأشار اليوت هينتوف رئيس قسم سياسات وبحوث المؤسسات الرسمية فى ستيت ستريت جلوبال للاستشارات الى أن عدد الصفقات يعطى مؤشر لاداء السوق أكثر من قيمة الاتفاقات حيث تخضع القيمة لتقلبات العرض والطلب.
وكانت أكبر صفقة لهذا الربع والتى لاتزال قيد العمل عرض شراء بـ9.5 مليار دولار لشركة تشغيل الموانئ الاسترالية والسكك الحديدية «اسكينو» والتى ستشهد تقسيم العمل إلى وحدتين.
وشارك كل من هيئة الاستثمار فى سنغافورة وهيئة الاستثمار القطرية فى تحالف فى لشراء الجزء الخاص بنشاط الموانئ فى حين يشارك صندوق كندا للمعاشات التقاعدية وشركة الصين للاستثمار فى مناقصة للاستحواذ على نشاط أعمال السكك الحديدية.
وكانت ثانى أكبر الصفقات فى الربع الاول من العام الجارى فى شركة إنترنت بلس تشينا التى تم إنشاؤها عن طريق دمج شركتى ميتوان وداينبينج، والتى جمعت أكثر من 3.3 مليار دولار فى جولة تمويل، وشاركت مؤسسة الاستثمار الحكومية السنغافورية تيماسيك القابضة فى تحالف دولى لإنهاء الصفقة.
لكن الملاحظ فى الربع الأول من هذا العام تراجع صفقات القطاع العقارى على الرغم من التوسع فى تغطية الاستثمارات المباشرة لشركات فى مجموعة واسعة من القطاعات بما فى ذلك خدمات الإنترنت والتجزئة والمعاملات المالية والمواد الكيميائية والمستحضرات الدوائية.
وقال سفين بهرندت، العضو المنتدب لجيوايكونوميكا وهى شركة استشارية مقرها جنيف، إن هذا الاداء أظهر استمرار انخارط صناديق الثروة السيادية بنشاط فى الأسواق العالمية على الرغم من انخفاض أسعار البترول التى اضرت بالإيرادات حيث حرصت إداراتها على تنويع محافظها الاستثمارية.
من جهته أكد اشبى مونك مدير الأبحاث فى مركز المشاريع العالمية فى جامعة ستانفورد، والخبير فى اتجاهات الاستثمار للصناديق السيادية، أن استثمار الاصول محليا كبديل استثمارى سيسهم فى تراجع الأداء لذلك كان المضى قدماً فى استثمارات الأصول الأجنبية مفضل لدى إدارة الثروة فى هذه الصناديق.
وشهدت الأسابيع الأخير اهتمام صندوق الثروة السيادية المدعوم بأموال البترول فى النرويج بمزيد من الاستثمار العقارى فى حين أعلنت السعودية أنها سوف تنشئ صندوقاً برأسمال تريليونى دولار لاستثمارات عصر ما بعد البترول.








