علقت وكالة أنباء بلومبيرج على مأساة طائرة مصر للطيران، وقالت إنه عادة ما تثير حوادث الطيران بعض مشاعر القلق العميق لدى البشر، ولكن سقوط طائرة مصر للطيران رقم 804 ـ والتى تحطمت فى طريقها من باريس إلى القاهرة، ما تسبب فى مقتل 66 شخصا، من بينهم 3 أطفال ـ ربما يكون مقلقا أكثر من غيره.
ويعود ذلك إلى أن الطائرة كانت جديدة نسبيا، ولم يكن بها أى مشاكل صيانة معروفة، وكانت تطير على الارتفاع المناسب فى ظروف مناخية معتدلة، كما كان الطياران ذوا خبرة، ولم يشر أى منهما إلى وقوع أى شىء خاطئ، وفى النهاية، قامت الطائرة بانعطافين حادين قبل هبوط سريع ومريع.
ويشير كل ذلك للاحتمالية المؤسفة لعمل إرهابى، وبشكل خاص قنبلة على متن الطائرة، وعادة يكون من الأكثر حكمة انتظار الحقائق، وهذه الحالة ليس استثناءً، ولكن فى الوقت الذى تجرى فيه التحقيقات، يوجد ثلاث نقاط مهمة ينبغى وضعها فى الاعتبار.
الأولى هى أن أطقم العمل فى المطارات أصبحت تشكل نقطة ضعف متزايدة فى الطوق الأمنى العالمى، وعلى الأرجح ساعد العاملون فى المطار تنظيم تابع للدولة الإسلامية لإسقاط طائرة فوق سماء مصر فى أكتوبر الماضى، كما ساعد عاملان فى مطار مقديشيو على وضع جهاز لاب توب مفخخ بقنبلة على متن طائرة فى فبراير الماضى.
ولطالما خشى مسئولو الاستخبارات لسنوات من التطرف بين طاقم العمل فى مطار شارل ديجول من حيث أقلعت رحلة 804، وسوف يتطلب معالجة هذه المخاوف تحريات أفضل فى خلفيات الأشخاص، ورقابة مشددة، ويقظة هائلة، وذلك لن يكون سهلا.
والثانية، أن الكثير من المطارات لا يزال ينقصها التكنولوجيا الأمنية المعقدة، والفريق المدرب جيدا، فى الوقت الذى أصبح فيه الإرهابيون أكثر مهارة فى صنع المتفجرات، ومع ذلك، فإنه من المستحيل تقريبا تهريب المتفجرات إلى الطائرات عندما تستخدم المطارات معدات متطورة للكشف عن القنابل، وتطبق نهج متعدد المراحل لفحص المسافرين.
وينبغى على الدول الغنية أن تساعد الدول التى تبذل مجهودات فى هذا الشأن، وأن توضح أنه سيكون هناك عواقب لمن لا يبذل.
أما النقطة الأخيرة فهى أن نتذكر أن نحافظ على هدوئنا، فرغم كل عناوين الأنباء الأليمة، كان العام الماضى هو الأكثر أمنا على الإطلاق بالنسبة للسفر جوا، وتستهدف العمليات الإرهابية الجوية إثارة المخاوف غير العقلانية فى الشريحة، التى تسافر بالطائرات كثيرا، وحث الحكومات على اتخاذ ردود أفعال مبالغ فيها ومكلفة.
وفى النهاية، يعد رفض الاستسلام لهذه الدائرة المظلمة، أفضل رد على الإرهابيين، كما أن تحسين الدفاعات هو أفضل طريقة لضمان عدم نجاح مخططاتهم الرهيبة.








