خفّض المستثمرون فى المملكة العربية السعودية وروسيا مقتنياتهم من الأوراق المالية الأمريكية بأكثر من 50 مليار دولار بين منتصف عام 2014 وعام 2015 بسبب تداعيات هزيمة أسعار السلع الأساسية من الأسواق العالمية.
وذكرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» أن المستثمرين السعوديين والروس باعوا أسهم وسندات الشركات الأمريكية بعد تراجع أسعار البترول وانخفاض العديد من عملات الأسواق الناشئة بما فى ذلك الروبل الروسى أمام الدولار الامريكى.
وأظهر مسح سنوى أجرته وزراة الخزانة الأمريكية صدر أمس الثلاثاء أن دول الخليج خفضت حيازاتها من الأسهم الأمريكية بحوالى 26 مليار دولار لتسجل 52.4 مليار دولار خلال العام.
وفى وقت سابق من هذا الشهر كشفت وزارة الخزانة لأول مرة حجم مشتريات السعودية من الديون الحكومية فى الولايات المتحدة بما فى ذلك البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية والمقيمين التى تراجعت بحوالى 3 مليارات دولار لتبلغ قيمتها حوالى 116.8 مليار دولار من فبراير إلى مارس من العام الجارى.
وانخفض سعر خام برنت 57% من أعلى مستوى له عام 2014 وهذا التراجع دفع وزراء المالية فى كلا البلدين للبحث عن مصادر جديدة للتمويل بهدف سد العجز فى الميزانية.
ونقلت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للبترول فى العالم، أجرت محادثات مع البنوك لأجل بيع سندات من المتوقع أن تبلغ قيمتها 15 مليار دولار فى وقت لاحق العام الجارى.
جاء ذلك فى الوقت الذى باعت فيه روسيا ديون بقيمة 1.75 مليار دولار الاسبوع الماضى للمرة الأولى منذ فرض العقوبات.
وخفض المستثمرون فى روسيا بشكل كبير حيازة الأصول الأمريكية منذ الأزمة المالية وتراجعت بأكثر من النصف عن ذروتها فى عام 2008 إلى ما يقرب من 73 مليار دولار بنهاية يونيو الماضى.
وأكد التقرير الصعوبات التى تواجه الحكومتين إضافة إلى انخفاض شهية المشترين الأجانب للأصول الأمريكية مع تراجع العائد على الديون السيادية الأوروبية واليابانية إلى المنطقة السلبية.
وسجل ملكية الأجانب للسندات الأمريكية رقما قياسيا بلغ إجمالى 17.1 تريليون دولار نهاية يونيو 2015 بزيادة 4% عن العام السابق.
وذكرت المؤسسات المالية والوسطاء قفزة حيازات الأصول الأمريكية من قبل المحافظ فى المملكة المتحدة إلى نحو 159 مليار دولار وهى أكبر زيادة فى العام الماضى.