قطاع السياحة يتكبد الخسارة الأكبر للاضطرابات الداخلية
%23 تراجعاً فى أعداد الزائرين فى الأشهر الخمسة الأولى من 2016
%200 زياد سنوية فى النشاط خلال العقد الماضى
تكبدت أسهم شركات السفر خسائر كبيرة فى أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة فى تركيا فى وقت تصاعد فيه مخاوف المستثمرين جراء مأساة هجوم نيس فى فرنسا وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لتجتمع الظروف السلبية معاً ضد مستقبل القطاع المهدد بالانهيار.
وتراجعت أسهم تومسون وفيرست تشويس صاحب 2% كما هبط مؤشر فاينانشيال تايمز لأكبر 250 شركة سفرة مدرجة 0.55% بينما انخفض مؤشر بورصة أسطنبول 100 بنسبة 7.1% فى أسوأ تراجع له منذ يونيو 2013.
وكانت تركيا وجهة مهمة لشركتى توى وتوماس كوك، لكن سلسلة من الفظائع الإرهابية التى شهدتها البلاد فى الأشهر الأخيرة تعنى أن الحجوزات انهارت.
وجاءت أحدث أعمال العنف مع اقتراب موسم عطلة الصيف من ذروته، مما يضعف الأمل فى إمكانية إحياء قطاع السياحة التركى وتعويض جزء من خسائره هذا العام وهو ما سيضيف إلى قطاع السفر مزيد من المعاناة.
قال المحلل نوميس وين اليس لصحيفة ديلى تيلجراف البريطانية، إن الأحداث المروعة فى نيس يوم الخميس والاضطراب السياسى فى تركيا الناجم عن محاولة انقلاب فاشلة يوم الجمعة لها تداعيات سلبية على شريحة السفر تعانى بالفعل من تأثير الهجمات الإرهابية المتعددة وعدم اليقين المحيطة بقرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبى فى تصويت الشهر الماضى، مشيراً إلى أنه فى رأيه أن آمال التعافى المتأخر للسوق قد تبخرت تماماً.
ووصف تقرير مجلة «تريداربيا» الانقلاب التركى، بأنه كارثى لقطاع السفر هناك حيث أكدت ناديدا بوبوفا، مديرة مشروع السفر فى مؤسسة يورومونيتور الدولية، أن توقعات الطلب على السفر والسياحة فى تركيا من المرجح أن تتأثر فى المدى القصير والمتوسط.
وقالت إنه من المتوقع أن يتحول الاهتمام من المسافرين القادمين إلى تركيا إلى وجهات أخرى، والتى سوف تتضمن الآن أيضاً السفر بعيداً عن أوروبا، حيث عامل الخوف بين السياح وصل إلى مستوى عال رغم جهود أنقرة فى طمأنة شركات الحجوزات السياحية.
فى عام 2015 سجلت أنقرة نحو 35 مليون زائر، ولكن من المتوقع أن تتأثر بشدة جراء الأحداث التى وقعت فى عام 2016 سواء التفجيرات المتتالية أو محاولة الانقلاب من قبل الجيش.
ووفقاً لأحدث بيانات مؤشر باروميتر لمنظمة السياحة العالمى فقد انخفضت السياحة الدولية إلى تركيا بنسبة 10% فى الربع الأول من 2016 وهذا الأداء سوف يتفاقم بسبب الأحداث الأخيرة.
وغيرت الأحداث الاخيرة تصورات المسافرين عن مدى سلامة السفر لتركيا هو ما سوف يؤدى لاستمرار الأزمة على المدى المتوسط والطويل إذا لم يتم اتخاذ تدابير أمنية كافية من قبل الحكومة.
وتأمل «بوبوفا»، أن تنحصر أزمة السوق فى المدى القصير مشيرة إلى أنه مع النهج الصحيح من قبل الحكومة لتثبت تعزيز الأمن وطمأنة السياح فإنه يمكن أن يتعافى بشكل أسرع، مما يمكن الآن التنبؤ به.
ولكن تكرار هذه الهجمات والاضطرابات السياسية سوف يؤدى إلى تأثير أطول بكثير على هذا القطاع كما يتضح من الأمثلة فى الشرق الأوسط مثل تونس، حيث تعرضت لهجوم معزول لم يؤدى إلى شلل تام للقطاع برمته، ولكن الهجمات المتكررة تمنع بالتأكيد تطوير أداء السياحة.
وقد سجل بالفعل اللاعبين الكبار فى مجال السفر مثل توى وتوماس كوك انخفاضاً كبيراً فى الحجوزات إلى تركيا بأكثر من 35%.
كانت السوق التركية قد استقبلت النبأ السار قبل الانقلاب الفاشل بأيام قليلة بوصول أول قافلة من السياح الروس منذ 8 أشهر إلى منتجع شاطئ انطاليا التركى.
لقد كان عاماً صعباً بالنسبة لتركيا بسبب الإرهاب، وأزمة اللاجئين والتوتر الدبلوماسى خارجيا، وحدث انهيار شبه كامل فى حجم السياحة الروسية إلى تركيا بداية من أكتوبر الماضى عندما فرضت موسكو عقوبات اقتصادية وحظراً على السفر لتركيا، بعد إسقاط طائرة حربية روسية على الحدود مع سوريا.
فى الشهر الماضى حصل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على اعتذار طالب به منذ فترة طويلة من قبل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فأذن بوتين بالتخفيف التدريجى للعقوبات ورفع حظر السفر المدمر الذى تسبب فى انهيار وفود السياحة الروسية إلى تركيا بأكثر من 90%.
عموماً، عانت تركيا من انخفاض مذهل بنسبة 23% فى عدد السياح من جميع البلدان فى الأشهر الخمسة الأولى من عام 2016، وهو انعكاس مدمر على الدخل الأجنبى بعد أكثر من عقد من النمو السياحى السنوى وصل 200%.