ازدادت التحديات التى تواجه مديرى الأصول المتخصصين فى صناديق الأسهم النشطة بعد نشر القطاع لنتائج أعماله.
وقالت صحيفة «فاينانشال تايمز» إن مديرى الأصول الذين يركزون على مجموعة ضيقة من الأسهم هم أصحاب أكبر التدفقات الخارجة فى الربع الثانى، فى الوقت الذى يتجه فيه المستثمرون إلى الصناديق السلبية التى تتتبع المؤشرات، ويفضلون فيه الشركات التى توفر مجموعة أكبر من المنتجات.
وكانت التدفقات الخارجة أكثر حدة فى الصناديق ذات الأداء الهزيل فى الآونة الأخيرة، وبلغ صافى التدفقات الخارجة من شركة «وادل آند رييد» الأمريكية، التى يعود تاريخها إلى 1937 نحو 9.8 مليار دولار فى الربع الثانى، وهو ما كان يشكل أكثر من 10% من أصولها فى بداية العام.
أما فى صناديق الاستثمار السلبية كانت حركة التدفقات النقدية – سواء الداخلة أو الخارجة – أقل حدة، وعلى رأسها «برينسيبال جلوبال انفيستورز» ذراع إدارة الأصول لشركة «برينسيبال فاينانشال»، التى تدير نموذج الاستثمار الذى يطلق عليه «البوتيك المتعدد» والذى يقوم على إدارة صناديق تتخصص فى فئات أصول مختلفة، وتكون عمليات الاستثمار فى هذه الصناديق منفصلة، بينما تتم عمليات المبيعات وتوزيع الأصول معًا على مستوى الشركة بأكملها.
وبلغت التدفقات الداخلة فى «برينسيبال جلوبال انفيستورز» فى الثلاثة أشهر المنتهية فى 30 يونيو 5.7 مليار دولار، ما رفع أصولها تحت الإدارة إلى 383 مليار دولار.
وقال جلين شور، محلل فى مجموعة «آى إس آي»، إن هناك أنواع أصول بديلة، مثل الصناديق السلبية والدخل الثابت، تجذب الكثير من الأموال، ولذلك، لا يمكن القول بأن قطاع إدارة الأصول بأكمله يعانى، ولكن يوجد بعض الأجزاء به تتعرض لتحديات كبيرة.
وأضح أنه بالنظر إلى أن عمليات الأسهم التقليدية تخضع لضغوط كبيرة حاليا، فإن أنباء نتائج الأعمال السيئة فى الربع الثانى ليست جديدة.
وقالت مجموعة «ليج ماسون»، وهى مجموعة أخرى تستخدم نموذج «البوتيك المتعدد» وجاءت فى المرتبة الثانية فى التدفقات الداخلة بين الصناديق السلبية، إنها حققت ذلك بفضل المنتجات النقدية قصيرة الأجل، رغم أن صندوق الأسهم المملوك لها عانى من تدفقات خارجة بقيمة 3 مليارات دولار.
وقال جو سوليفان، المدير التنفيذى لدى «ليج مايسون»: «يخضع قطاعنا لتحول كبير، وهو فى المراحل الأولى للاضطرابات التى ستتسم بازدياد المنافسة، والرسوم، وتراجع الأرباح، وتباين الأداء، وتحديات التدفقات النقدية لمديرى الصناديق النشطة».
ورغم اتجاه بعض المجموعات لتنويع منتجاتها مثل «ليج مايسون»، فإن البعض الآخر يضاعف من استخدام الاستراتيجيات التقليدية، ويقول ابراهيم بشيرى، مدير الاستثمار فى «مانينج آند نابير»، التى استحوذت على حصة أغلبية فى صندوق «راينر» النشط فى الربع الأول من العام الجارى، إن الصناديق النشطة عانت لتحقيق أداء جيد بعد الأزمة الائتمانية، ولكنها ستقف على قدميها من جديد.
وعلى مدار الأربعة أسابيع الماضية، خفض المحللون توقعاتهم لأرباح قطاع إدارة الأصول، ما يعكس الضغوط التى تتراكم على بعض أكثر المنتجات ربحية فى قطاع الاستثمار.
ومع ذلك، فقد ارتفعت أسهم الشركات الاستثمارية مع صعود الأسواق المالية منذ بداية يوليو، ويساعد ارتفاع قيم الصناديق على المدى القصير فى تخفيف بعض آثار التدفقات الخارجة.