إغراق مخلفات المصانع أصاب المحاصيل الزراعية وأسماك مريوط بالمعادن الثقيلة
محرم: الاهتمام بمرغم هو إنقاذ لـ800 مصنع ومائتى ألف عامل
تعانى منطقة مرغم الصناعية من عدم وجود الصرف الصحى والصناعى، فضلاً عن غياب التخطيط، وتدنى كفاءة الطرق والخدمات وعدم وجود خدمات بنكية أو نقطة للشرطة، الامر الذى اسقط المنطقة من قائمة اهتمام كبار المستثمرين، لغياب عوامل جذب الاستثمار بها.
انتقد محمد محرم رئيس مجلس ادارة محرم للصناعات الكيماوية وعضو جمعية مستثمرى مرغم، تقاعس الدولة عن حل مشكلة الصرف الصحى والصناعى بمنطقة مرغم الصناعية، على الرغم من أنها منطقة صناعية هامة وكبيرة انشئت بموجب قرار رئيس الجمهورية فى منتصف الثمانينيات، وتمتد من الكيلو 14 حتى الكيلو 32 طريق اسكندرية القاهرة الصحراوى.
وتابع: أن الاهتمام بمنطقة مرغم هو إنقاذ لأكثر من 800 مصنع ما بين مصانع رخام ومصانع نسيجية ونجارة وأغذية ومواد كيماوية وبتروكيماويات، فضلاً عن طاقة بشرية تصل الى مائتى ألف عامل، باستثمارات تصل الى 25 مليار جنيه.
وأضاف أن عدم وجود شبكة الصرف الصحى والصناعى أدى إلى الحد من عمليات التوسع للمصانع القائمة، مشيراً إلى أن معظم المصانع ترغب فى عمل توسعات لكنها توقفت لعدم كفاءة المنطقة، حيث إن الشركات والمصانع يلجأون الى الصرف عن طريق عمل بيارات شديدة العمق ثم تتعاقد هذه المصانع مع شركات الصرف الصحى لنزع المياه.
وتابع: أنه فى بعض الاحيان وخاصة خلال فصل الشتاء فإن حركة الانتاج تصاب بالشلل التام، فضلاً عن عدم قدرة سيارات نقل المواد الخام واستلام البضائع النهائية من الدخول الى المصانع، نتيجة نزوح مياه الصرف، مشدداً على ضرورة الرصف المؤقت لهذه الشوارع لحين الفصل فى مشروع الصرف بالمنطقة، لافتاً الى أن تلك المصانع تقوم بدفع كافة مستحقات الدولة من ضرائب وتأمينات وتلتزم بكافة القرارات والشروط التى تفرضها الدولة، وبالتالى على الدولة أن تعمل على ازالة المعوقات التى تؤثر بشكل سلبى على سير العمل بالمنطقة.
وأشار الى أن المنطقة يقطنها بعض البدو الذين يعيشون على زراعة اطراف المنطقة بمحاصيل زراعية كالقمح والارز وبعض اعلاف الماشية، ونتيجة لأن طبيعة التربة هناك مسامية متشعبة، فان التخلص من المخلفات عن طريق الاغراق ادى الى تشبع المياه الجوفية بمياه الصرف الصناعى ومن ثم تأثرت هذه المحاصيل.
وتابع: تم أخذ عينات من تلك المحاصيل ومن لحوم والبان الماشية وتم تحليلها، فكانت النتائج أنها تحتوى على نسبة كبيرة من المخلفات الصناعية والمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة ما يتسبب فى الاصابات العديدة بالتليف الكبدى والسرطان، فضلاً عن أن الظهير الخلفى للمنطقة بحيرة مريوط وبالتالى فإن الثروة السمكية تأثرت تأثرا بالغ الخطورة، أى أن نتيجة مسامية التربة وعدم وجود الصرف الصحى والصناعى وعدم معالجة المياه بيولوجياً وكميائياً بالطرق الحديثة المتبعة فإن الأخطار تحاصر صحة الانسان والثروات الطبيعية من ناحية وتهدد بغلق المصانع فى منطقة صناعية هامة من ناحيةٍ أخرى.
وقال أحمد اسماعيل مدير عام بشركة زمزم لانتاج الرخام بمنطقة مرغم الصناعية إن منطقة مرغم تعانى الكثير من المشكلات التى تؤثر على الكفاءة الانتاجية، مشيراً الى أن غياب الصرف الصحى والصناعى عن المنطقة خلق مناخاً طارداً للاستثمار، فضلاً عن العوائق التى يراها المستثمر من عدم وجود رؤية واضحة من الدولة لجذب استثمارات جديدة ونمو الاسثمارات القائمة بالفعل.
وأضاف «اسماعيل» أن كافة مصانع مرغم تعتمد فى التخلص من مخلفاتها عن طريق بيارات يتم نزحها بسيارات شفط.
وتابع أن شركة زمزم تتخلص من مخلفاتها الصناعية عن طريق عمل غرف ترسيب يتم ملؤها بالمياه، ويتم نزحها مرة كل 6 أشهر، مشيرا الى أن طبيعة صناعة الرخام تتطلب غرف ترسيب للتخلص من المخلفات العضوية والصلبة التى تتكون بسبب طبيعة تلك الصناعة.
وطالب «اسماعيل» الدولة بضرورة وضع حلول ناجعة وسريعة لمشكلة الصرف، مشيراً الى أن الشركات والمصانع بمنطقة مرغم تعانى كثيراً من العراقيل، مع حلول فصل الشتاء، حيث تتحول المنطقة الى برك من الوحل والمياه، بشكلٍ يؤثر على حركة نقل الخامات والمنتجات من والى المصانع.