تحسن مستوى العرض يحتاج إلى مزيد من الطلب القوى
تشهد الأسواق الناشئة حالياً مرحلة تحول كبيرة من الاعتماد على السياسة النقدية المتشددة بطريقة غير تقليدية إلى النمط التقليدى من المحفزات المالية.
ويقول سيرجيو تريجو باز، رئيس الأسواق الناشئة لاستثمارات الدخل الثابت فى بلاك روك، أكبر صندوق إدارة أصول فى العالم أن العام الماضى لم يخذل من توقعوا موجة صعود السندات فى الأسواق الصاعدة.
وأضاف أن هذا التحول مفيد لأصول الأسواق الناشئة ففى حين أن أسعار الفائدة قد ترتفع من المستويات المنخفضة جداً أو حتى السلبية فإن التضخم أيضا سيرتفع، ولذلك فالمستثمرون يعقدون آمالاً كبيرة لعودة حقيقية إيجابية.
ويتوقع تقرير صحيفة فاينانشيال تايمز، أن يكون التحفيز المالى فى ظل إدارة ترامب مهماً بالنسبة للولايات المتحدة والمصدرين الأجانب لها خصوصاً مصدرى الأسواق الناشئة.
ورغم أن هناك خطراً كامناً فى السياسة الشعبوية إلا أن مديرى الشركات يمكنهم التخطيط للتدفقات النقدية للسنوات الثلاث المقبلة على أساس المحفزات والإنفاق على البنية التحتية.
ويرى بانو باويجا، رئيس استراتيجية الأصول الأسواق الناشئة فى بنك يو بى إس، أن الدور الأمريكى فى تحفيز التجارة العالمية حيوى فى إحداث التوازن فى حال اهتزاز الأداء الصينى.
وأشار إلى أن التحسن فى أسعار الخامات يعود جزء منه إلى مشكلات الإنتاج، مثل ارتفاع أسعار النحاس جراء الاضرابات العمالية فى أكبر منجم للنحاس فى العالم فى شيلى بينما لم يكن تحسن إنتاج شركة فالى من الحديد قياسياً وكان أقل من المتوقع فى العام الماضى.
وأضاف أن نمو الطلب الصينى على خام الحديد انتعش بسبب نقص توريد الحديد الخردة وليس لزيادة الطلب من قبل المستخدم النهائى على الصلب.
وأضاف أن نمو العرض لا يمكن اعتباره مؤشراً على صعود الطلب فالعبرة فى النهاية بطلبات الشراء محذراً من الترويج إلى أن ازدهار الاقتصاد العالمى خصوصاً فى الولايات المتحدة سيكون كافياً وحده لحمل جميع القوارب فى الأسواق الناشئة. ولفت الأنظار إلى أن التغيرات فى أسعار السلع الأساسية سنويا تضفى ضبابية على توقعات الأداء مستقبلاً.
وشدد بوجا، على أنه سيكون من الحماقة التقليل من تأثير ارتفاع مؤشرات مديرى المشتريات أو نفى التحسن فى نشاط طرق التجارة لكنه يريد فقط التأكد من أن البيانات الإيجابية هى انعكاس حقيقى لتغذية كبيرة فى النشاط العالمي.
وتاريخياً فإنه ينبغى أن يكون مستوى الطلبيات الجديدة فى الولايات المتحدة وفق المسار الصحيح سببا فى زيادة صادرات الأسواق الناشئة بنسبة 25%، وهو ما ينتظر الخبراء مشاهدته على ارض الواقع، وحتى الآن أظهرت أحدث بيانات معهد إدارة التوريدات أنه فى حين ترتفع أوامر المصنعين الأمريكيين فإن الواردات لم تنم بشكل ملحوظ.
ويتوقع الخبراء نمو القوة الشرائية بمقدار نصف نقطة مئوية فقط فى عام 2017 فى الأسواق الناشئة بفضل تحسن الناتج المحلى الإجمالى فى البرازيل وروسيا والأرجنتين وفنزويلا وهى أول الدول الخارجة من مرحلة ركود استمرت عامين.
إلا أن أصول الأسواق الناشئة ستعانى على المدى القصير على العكس من ذلك، ويقول: «وفى سياق السنوات الخمس الماضية، تبدو أرباح الشركات فى الربعين الأول والثانى ممتازة.»
وتحذر الصحيفة البريطانية المستثمرين من أنه سيكون من الغباء عدم الانضمام إلى المسيرة الصاعدة فى الدول الناشئة ولكن يجب أن تكون الخطوات حذرة حول مدى استمراريتها.