تعتبر أسهم البنوك القطرية أعلى سعراً من نظيراتها السعودية أو الإماراتية حتى بعد أن عانت من أكبر الخسائر التى شهدتها منذ أكثر من عقد من الزمان.
وتفيد بيانات جمعتها وكالة أنباء «بلومبرج»، أن أسهم مصارف الدوحة البالغ عددهم 9 بنوك تم تداولها عند مستوى يعادل 11 مرة الأرباح المتوقعة ويقارن هذا الرقم بـ10.5 و9 بالنسبة إلى نظرائهم فى السعودية والإمارات العربية المتحدة التى قطعتا العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة فى مطلع يونيو الماضى بسبب مزاعم دعمها للإرهاب.
وسحبت بعض البنوك الأجنبية الأموال من قطر فى أعقاب هذه المقاطعة، مما أدى إلى انخفاض مؤشر «بلومبرج» لأسهم التسعة بنوك فى قطر هذا العام بنسبة 12% ومحو حوالى 7 مليارات دولار من إجمالى قيمتهم السوقية.
وقال جاب ميجير، رئيس قسم الأبحاث فى شركة «أرقام كابيتال» للاستثمار فى دبى إن هذه التقييمات ليست مبررة وأن الأسهم لديها مجال أكبر لتصحيح هذا الانخفاض.
واضاف أن المخاطر ربما لا تظهر فى نتائج البنوك، ولكن تكاليف التمويل آخذة فى الارتفاع وهذا من شأنه أن يضغط على هوامش الأرباح ونمو القروض سيكون أبطأ بكثير.
وقد أدت هذه المقاطفة إلى تفاقم أزمة السيولة لدى البنوك فى أكبر مصدر للغاز الطبيعى المسال فى العالم حيث شكل النقد الأجنبى ما يقرب من ربع الودائع وأرسلت أسعار الفائدة بين البنوك فى البلاد لمدة 3 أشهر فى يوليو إلى رقم قياسى.
وتتناقض خسارة مؤشر بلومبرج لمصارف قطر هذا العام مع مكاسب تقارب 10% بالنسبة لمؤشر مقرضين سعوديين و22% بالنسبة لمؤشر «إم إس سى آى» للمقرضين فى الأسواق الناشئة.
ومع ذلك، كانت أرباح الربع الثانى مرنة نظراً للظروف، وحقق بنك قطر الوطنى، ارتفاعاً بنسبة 2% فى الأرباح ليصل إلى 3.45 مليار ريال وهو ما يعادل 934 مليون دولار فى حين سجل بنك قطر الإسلامى، ارتفاعاً بنسبة 8% وبنك الدوحة، زيادة بنسبة 1%.
وقالت إيلينا سانشيز كابيزودو، العضو المنتدب لدى شركة الوساطة المالية «هيرميس»، إن التقييمات الأعلى فى قطر قد يتم تفسيرها من خلال انخفاض ملكية المؤسسات الأجنبية النشطة فى الأسهم فى وقت دعمت فيه المؤسسات المحلية السوق منذ يونيو الماضى.
ويبلغ متوسط مساهمة الأجانب فى المصارف القطرية نحو 10% مقارنة بنحو 15% فى الإمارات وفقاً للبيانات التى جمعتها بلومبرج.
وقال سانيالاك مانيباندو، رئيس قسم الأبحاث فى بنك أبوظبى الوطنى، إن استمرار المواجهة مع الائتلاف الذى تقوده السعودية يدفع البنوك القطرية للمعاناة من تخفيضات التقييم مضيفاً أنه قد يخفض تصنيفاته لبنك قطر الوطنى، و4 مقرضين آخرين فى وقت لاحق من الشهر الجارى.
