هيمنت الصفقات الاستثمارية وسوق البترول والحرب السورية، على المحادثات التاريخية بين قادة المملكة العربية السعودية وروسيا.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن وفد السعودية برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقع صفقات بأكثر من 3 مليارات دولار بين شركات الطاقة السعودية والروسية.
وأضافت أن هذه أول زيارة يقوم بها العاهل السعودى إلى روسيا، وتعكس فترة صداقة جديدة بين أكبر مصدرين البترول فى العالم بعد اتفاق خفض الإنتاج الذى ساعد فى دفع أسعار البترول.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة سلمان، أدت إلى استبدال العلاقة التى سبق أن تميزت بعدم الثقة خلال العام الماضى، من خلال التعاون الاستراتيجى المرتبط بالاقتصاد والتجارة والجغرافيا السياسية.
وتحسنت العلاقات بين البلدين منذ تدهور علاقات موسكو مع الغرب، بعد اتساع نفوذها فى الشرق الأوسط بعد تدخلها فى الصراع السورى.
وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إن العلاقة مع السعودية تتطور سريعاً، مشيراً إلى وجود إمكانيات جيدة.. وتطلع روسيا إلى تعزيز الثقة مع السعودية ودول الشرق اﻷوسط بشكل عام.
وكانت موسكو قد صدقت فى ديسمبر الماضى على اتفاق خفض إنتاج البترول مع دول منظمة «أوبك» التى تقودها السعودية.. اﻷمر الذى ساعد على رفع سعر البترول فوق 50 دولاراً للبرميل، مما يخفف الضغط على ميزانيات البلدين التى تعتمد على البترول.
وقال وزير الطاقة الروسى الكسندر نوفاك، إن قنوات الاتصال الكبيرة من مشروعات التعاون التى سيتم بحثها فى المستقبل فرصة لتحقيق الاستقرار.
وأوضحت هيليما كروفت، الرئيس العالمى لاستراتيجية السلع الأساسية فى «كابيتال ماركيتس» أن صفقات الطاقة بين الرياض وموسكو تعد أحد مكونات العلاقات الثنائية الروسية السعودية فى وقت تسعى فيه موسكو إلى المشاركة فى إدارة سوق البترول بجانب المشاركة فى إدارة الشرق الأوسط من وجهة نظر جيوسياسية.
وقال مارك كاتس، أستاذ السياسة فى جامعة جورج ميسون فى الولايات المتحدة، إن السعوديين لجأوا إلى موسكو لأنها قادرة على احتواء النفوذ الإيرانى فى سوريا وأماكن أخرى فى المنطقة.
وأضاف أن السعوديين مستعدين للقيام بأعمال تجارية مع موسكو إذا تحركت بعيداً عن طهران.
وفى الوقت الذى تتأثر فيه موسكو بالفوائد التجارية والاستثمارية التى تقدمها المملكة، قالت كروفت، إن الرياض تستخدم قطاع الطاقة فى تأمين دعم استراتيجى جديد.
وقال محللون إن ولى العهد الأمير محمد بن سلمان الذى يقود الجهود الرامية إلى إصلاح الاقتصاد السعودى يسعى إلى سياسة خارجية أكثر حزماً من خلال إنشاء علاقات جديدة مع روسيا.
وأكدت كروفت، أن روسيا ستكون شريكاً تجارياً كبيراً للسعودية، وصديقاً قوياً وثقل موازن للولايات المتحدة.
وأعلن وزير الطاقة الروسى توقيع صفقات بأكثر من 3 مليارات دولار تضمنت صندوقاً استثمارياً مشتركاً للطاقة تبلغ قيمته مليار دولار، واستثمار 200 مليون دولار فى البنية التحتية الروسية، واتفاق لشركة «سيبور» الروسية للبتروكيماويات للنظر فى الفرص المتاحة فى المملكة العربية السعودية.
وقال نوفاك، إن الشركات السعودية التى رفض ذكر اسمها، كانت تجرى محادثات للاستثمار فى مشروع للغاز الطبيعى المسال فى القطب الشمالى بقيادة شركة «نوفاتيك» الروسية.
وأضاف أن شركة «ارامكو» السعودية و«جازبروم» الشركة النفطية المملوكة للدولة، أجريتا محادثات لإنشاء مركز البحوث والتكنولوجيا المشترك.
وجاءت زيارة الملك سلمان إلى روسيا، فى وقت يواجه فيه البلدان تحديات مماثلة، والتعاون سيكون مفيداً للطرفين من خلال اشتراكهما فى مشاريع كبرى.
وتبحث الدولتان استكشاف وتطوير وإنتاج الهيدروكربونات والعمليات التجارية فى قطاع البترول والمنتجات النفطية والغاز الطبيعى المسال بجانب تطوير التعاون التكنولوجى.
وتسعى المملكة العربية السعودية إلى جذب الاستثمارات من الشركات الروسية لدعم تنمية المهارات للشباب السعودى ودعم برنامج التحول الاقتصادى.
وأكد أمين ناصر، الرئيس التنفيذى لشركة «أرامكو»، وجود فرص كبيرة فى عدد من المجالات للتعاون بين أرامكو السعودية والشركات الروسية الرائدة.
وأضاف أن خدمات البترول والغاز والبتروكيماويات والطاقة المتجددة والمواد المتقدمة وغيرها من التكنولوجيات المتقدمة كلها مجالات واعدة للتعاون الثنائى بين البلدين.