أكدت وكالة “بلاتس” الدولية للمعلومات النفطية أن استمرار ارتفاع أسعار النفط في الأسابيع الماضية أدى إلى حالة من الثقة المتنامية في السوق، التي انعكست بشكل كبير على كثير من شركات مشاريع المنبع النفطية التي تخطط حاليا لموازانات رأسمالية أكبر في عام 2018.
ولفت تقرير حديث للوكالة إلى مواصلة عدد المنصات في الولايات المتحدة زحفه التصاعدي للأسبوع الثالث على التوالي، حيث ارتفعت الأسبوع الماضي بنحو منصتين لتصل إلى مستوى 751 منصة في مؤشر على انتعاش الاستثمارات النفطية في الولايات المتحدة.
وكشفت الوكالة الدولية عن انخفاض محتمل في صادرات المكسيك من النفط في 2018 ما سيؤدى إلى رفع درجة القلق بين مختلف مصافي شمال شرق آسيا وسيدفع الشركات إلى تحويل تركيزها مرة أخرى إلى الشرق الأوسط بالنسبة إلى معظم احتياجاتها من النفط الخام خاصة الخام المتوسط.
ونوه التقرير الدولي إلى أن مصادر المصافي تؤكد أن الشركات تستعد لانخفاض صادرات الخام المكسيكي إلى آسيا إلى أقل من 100 ألف برميل يوميا فيما يعد واحدا من أسوأ السيناريوهات في العام المقبل.
ونقل التقرير عن أحد مصافي التكرير في كوريا الجنوبية أن صادرات المكسيك من النفط الخام تراجعت ببطء، متوقعا أن تشهد الإمدادات المكسيكية على المدى القصير حالة من الانكماش بشكل كبير خاصة في العام المقبل بسبب الأضرار الناجمة عن الزلزال.
من جانبه، قال ديف سانيال المدير التنفيذي للطاقة البديلة في شركة بريتيش بتروليوم “بي بي”، إن تقلبات أسعار النفط سمة أساسية في سوق الطاقة، لكن ما يمكن التأكيد عليه هو الدور المهم للنفط والغاز في منظومة الطاقة العالمية ما زال قويا وسيستمر وأن التراجع سيكون قاصرا على الفحم.
وأضاف سانيال أن “بي بي” تعمل على زيادة النمو في استثمارات مصادر الطاقة المتجددة، لكننا نأخذ بعين الاعتبار أن النفط والغاز سيظلان يمثلان 48% من منظومة الطاقة الأولية حتى عام 2035.
وأشار المدير التنفيذي للطاقة البديلة في “بي بي” أن الاعتماد على الغاز سينمو بنسبة قدرها 1.6% سنويا في المتوسط حيث من المتوقع أن ينمو الغاز بسرعة أكبر من كل من النفط والفحم ليكون ثاني أكبر مصدر للوقود بحلول عام 2035.
ويرى ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن التأثيرات القوية لجهود “أوبك” في مقابل الزيادات الواسعة في الإنتاج الأمريكي ستظل تؤثر بقوة في السوق وتتجاذب تطورات الأسعار.
وقال هوبر إن التفاؤل يحيط بمستقبل السوق خاصة في ضوء التطورات الاقتصادية الإيجابية لدى كبار المنتجين وأبرزها خطة الإصلاح الاقتصادي الكبيرة في السعودية التي تتسم أيضا بأنها جريئة.
ويؤكد جوران جيراس مساعد مدير بنك “زد إيه إف” في كرواتيا، أن النفط الخام سيظل المكون الأبرز في معادلة الطاقة العالمية، على الرغم من جهود التحول السريع نحو مصادر الطاقة المتجددة خوفا من تأثيرات الانبعاثات الضارة، مشيرا إلى أن سوق النفط تستعيد حاليا عافيتها خاصة بعد نجاح جهود تقييد الإنتاج.
وأوضح جيراس أنه في الفترة من خمس إلى عشر سنوات مقبلة سنلحظ التغيرات الجذرية في منظومة الطاقة العالمية، مرجحا أن تنخفض أسعار النفط والغاز على المدى الطويل.
وأضاف جيراس أن أسعار النفط مرشحة للارتفاع على المدى القصير بسبب نمو الطلب في مقابل جهود تقييد الإنتاج التي تقودها “أوبك” وروسيا وعدد جيد من المنتجين المستقلين.