استضافت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون بين مكتب الأمم المتحدة الإنمائي، ملتقى “قمة المعرفة” في 8 مارس 2018 بقاعة نجيب محفوظ بمبنى المؤسسة.
وأوضح جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة “محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة”، أن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء، أمر بأن ينتقل متحف نوبل إلى مصر؛ لتعريف الطلاب والشباب وتسليط الضوء على إنجازات علماء الكيمياء خلال المائة عام السابقة، وذلك لأن الفضل يعود إلى أهل مصر، لأن تاريخ الكيمياء بدأ من الفراعنة ومن أتى من بعدهم، وفى هذا العام اختارت نوبل العالم المصري الراحل، أحمد زويل، الذي أبهر العالم تخليدًا لذكراه.
وأضاف بن حويرب: “أردنا خلق حوار معرفي بناء بيننا وبين الأكاديميين وطلبة الجامعات في جمهورية مصر العربية، ومشاركتهم نتائج مؤشر المعرفة العالمي، ونتائج وتوصيات مشاريع المؤسسة المعرفية الأخرى عبر تنظيم مجموعة من ورش العمل المتخصصة واللقاءات والجلسات النقاشية”.
وأشار إلى أن المؤسسة حرصت أن تواكب قمة المعرفة بدورتها الأخيرة في نوفمبر الماضي، نهج وتوجهات الحكومة الرشيدة، فجاء اختيار “المعرفة والثورة الصناعية الرابعة”، عنوانًا رئيسًا للحدث، فشكلت القمة منصة معرفية عالمية، جمعت صناع القرار والعقول والمفكرين.
وقال حويرب: “شهدت القمة إطلاق نتائج إنجاز جديد لمشروع (المعرفة العربي) وهو (مؤشر المعرفة العالمي)، والذي يهدف إلى تقديم أداة معيارية جديدة ترصد الواقع المعرفي على مستوى دول العالم، بمشاركة 131 دولة، وتتيح الفرصة لاستقصاء سبل تطوير مجالات النشر ونقل المعرفة، كما شهدت القمة بدورتها الرابعة إطلاق مشروع نوعي وهو (تحدي الأمية) في الوطن العربي، ومن جانب آخر، تم تكريم الفائزين بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة”.
وفي حديثه، أكد الدكتور معتز خورشيد، وزير التعليم العالي الأسبق إن البحث العلمي والتطوير، هو نشاط منظومي وإبداعي يهدف إلى زيادة مخازن المعرفة واستخدامها في تطبيقات متنوعة، فيما يعد الابتكار هو نشاط يستخدم في تطوير منتجات سلع وخدمات وأساليب تسويق وأنساق تنظيمية جديدة، فالابتكار يتعين أن يطبق كي يحدث التأثير المجتمعي المرغوب.
ويرى أن مراكز البحث والتطوير في مصر محدودة، منوهًا إلى أن الاستقرار السياسي والمناخ الثقافي والاجتماعي والمؤسسي يرتبط بمدة فعالية الابتكار.
وفي حديثه أكد الدكتور هانى تركى، مندوب الأمم المتحدة ومدير مشروع المعرفة، على ضرورة أن يقوم قطاع التعليم العالى بإكساب الطلاب فكرة التعليم المستمر لتحقيق متطلبات الثورة الصناعية.
وأضاف أنه من المتوقع فى ظل الثورة الصناعية أن يفقد الطالب بسهولة مكانه فى سوق العمل اذا لم يكن حريصا على اكتساب المعرفة عن طريق التعليم المستمر، وأشار إلى أن قطاع البحث والتطوير والابتكار له الإسهام الرئيسى فى زيادة المخزون المعرفى وهو المحرك للنمو الاقتصادي.
يتضمن برنامج الملتقى ثلاث جلسات بعنوان “الثورة الصناعية الرابعة والإعلام”، “وتحدى الأمية”، “ومؤشر المعرفة حول مصر” بمشاركة خبراء كمتحدثين منهم الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم سابقا والدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالى والبحث العلمى السابق وكرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة.
ويهدف الملتقى إلى خلق حوار مباشر وفعال بين الخبراء والجمهور للوصول الى بناء تنمية مستدامة مبنية على المعرفة .
وفي كلمته بالملتقى أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إن اهمية استعادة قوة وتأثير الصحافة الورقية باعتبارها العمود الفقري لصناعة الصحافة في مصر.
وأشار إلى أن الثورة الرقمية الرابعة تتميز عن الثورات الماضية في انها تقتحم العقول بقوة ولن يستطيع أحد أن يوقفها، لأنها تنتج وتدير المعرفة وتركز على العقول والأفكار.
ويرى جبر أن الثورة الرقمية لها بعض الآثار السلبية، أولها تهميش بعض الفئات التي لا تستطيع أن تتجاوب مع التكنولوجيا، والأمر الثاني، لها مخاطر أمنية واجتماعية، فمع كل ثورة يتم الاستغناء عن العمالة وكذلك الانفصال الاجتماعي داخل الأسرة الواحدة، وفيما يخص جانب الصحافة الورقية، فقد أدت الثورة الرقمية إلى التراجع الشديد في معدلات التوزيع، وازدياد الخسائر بمرور الوقت.
وفي كلمته خلال الجلسة الختامية لملتقى “قمة المعرفة” اوضح جمعة مبارك الجنيبي سفير الإمارات بالقاهرة أن مؤشر المعرفة العالمي هو المؤشر الأول من نوعه في العالم الذي يعني بالمعرفة كمفهوم شامل يتّصل بمختلف جوانب الحياة الإنسانية والأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية،ويلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق التنمية الإنسانية الشاملة والمستدامة.
وأضاف أن مؤشر المعرفة يعتمد تركيبة من ستة مؤشرات قطاعية هي: التعليم قبل الجامعي، والتعليم التقني والتدريب المهني، والتعليم العالي، والبحث والتطوير والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاقتصاد.
وأكد الجنيبي أنه في ظل التحولات المعرفية والتكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، تحرص دولة الإمارات على حجز مكانة متقدمة في نادي الدول التي تستفيد من الثورة التكنولوجية خاصة ما بات يعرف بالذكاء الاصطناعي.
وتشير المعطيات إلى أن الإمارات من أكثر دول المنطقة استعدادًا لتبني إستراتيجية مستدامة للذكاء الاصطناعي، بعدما نجحت من قبل في أن تكون أول دولة في المنطقة تتبنى “الحكومة الإلكترونية”، ثم سرعان ما تم تحويلها إلى “الحكومة الذكية” في 2013.
وأشار إلى أن حرص مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على اختيار القاهرة لاستضافة ملتقى المعرفة هو دليل دامغ على ما تشهده العلاقات بين الإمارات ومصر. مشددا على أن الإمارات ترى أهمية وضرورة أن تتبوأ مصر مكانتها المرموقة على كافة الأوجه الأصعدة خاصة في مجالي المعرفة والثورة التكنولوجية بما يصب في النهاية في مصلحة الأمة العربية.
ومن جانبه قدّم الدكتور يسري الجمل، وزير التربية والتعليم الأسبق، محاضرة موجزة حول مؤشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأشار الى التطور السريع للتكنولوجيا وتنامي أهميتها حاليا.
وأضاف أن التكنولوجيا هي نموذج جديد للعمل في تطبيقات الاتصال ومجالات الأنشطة، حيث أحدثت نقلة نوعية وتغييرات جوهرية في الإنتاج والخدمات، وأصبحت تمثل قاعدة أساسية لطرائق البحث، ولها ارتباطا وثيقًا بالإنتاج كثير المعرفة الذي يرتبط بطبيعة الحال بالتقنيات المتوفرة في الدولة، فقد أتاح الإنترنت فرصة غير مسبوقة لتجميع المعرفة وربطها ونشرها.
وأكد أن الرقمنة ساهمت كثيرًا في التقدم الاقتصادي والاجتماعي في العديد من البلدان وأدى استخدامها إلى تحسين فرص المعيشة، كما نجح رجال الأعمال في الاستفادة من التكنولوجيا النقالة عبر تحسين الاتصالات على طول سلسلة القيمة المضافة.
وأكدت شمسة البلوشي، مديرة إدارة الشراكات بمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، في حديثها، أن ملتقى المعرفة منبثق من قمة المعرفة التي تقام سنويا في دبي إنه تم اختيار مصر لتكون المحطة الأولى لتنفيذ اتفاق الشراكة والتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المسؤول عن “مشروع المعرفة العربي”، ضمن فعاليات “أسبوع المعرفة” .
وأوضحت أن الهدف نشر المعرفة ونقل الموضوعات المهمة والقرارات السياسية.