«الأبلكاش» يرتفع 100% فى روسيا و18% عالمياً
فائض الـ«MDF» ينقذ السوق.. و«الرومانى» يسجل 8700 جنيه
مستورد: «الرقابة» رفضت 70 رسالة من الصين خلال 3 أشهر
أثرت التغيرات المناخية على السوق الروسى، ومنعت برودة الشتاء من الاكتمال الموسم الماضى، فتأثرت عملية قطع الأشجار، وانعكس ذلك على الأسعار العالمية للأخشاب خصوصاً فى موسكو.
قال عماد فرح، مستورد أخشاب، إن الأسعار العالمية لـ«الأبلكاش» تحركت صعوداً بشكل كبير منذ بداية العام الحالى، إذ ارتفعت بنسبة تصل إلى 100% داخل روسيا، فى حين زادت عالمياً بنسبة 18% على الأقل حتى نهاية شهر مارس الماضى.
وأضاف أن المعروض من «الأبلكاش» محليًا يواجه نقصًا حادًا منذ بداية 2018، بسبب ضعف الواردات لتلبية احتياجات الورش ومصانع الأثاث، موضحاً أن السوق فى العادة يستقبل شحنات تتراوح بين 40 و50 ألف متر «أبلكاش» شهريًا، 20 ألف متر منها عبر روسيا بصورة ثابتة، وما بين 20-30 ألف متر من الصين.
أشار فرح، إلى أن ميناء دمياط، استقبل شحنة «أبلكاش» واحدة قادمة من روسيا منذ بداية العام، ووصلت الأسبوع قبل الماضى تقدر بـ 12 ألف متر، فى حين أن الكميات المعتادة التى تحتاجها السوق تصل إلى 60 ألف متر.
ولفت إلى أن موسم الشتاء فى روسيا، لم يكتمل فى صورته المعتادة.. فلم تكتمل دورة الجليد حتى نهايتها، لذلك لم تتمكن السوق هناك من قطع أشجار كافية من الغابات.
ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار «الأبلكاش الروسى» من 360 دولارًا للمتر مطلع يناير الماضى إلى 640 دولارًا فى تعاقدات أبريل الحالي، بزيادة تتخطى 300 دولار فى المتر.
وأثر نقص المعروض الروسى عالميا، على أسعار الأخشاب فى الصين، ورومانيا، ويوغوسلافيا، لتصعد الأولى والثانية بقيمة 60 دولارًا فى المتر، والثالثة بقيمة 85 دولارًا فى المتوسط بحسب النوع والجودة.
وزاد سعر متر «الأبلكاش» فى الصين إلى 380 دولارًا فى المتوسط، والخشب الرومانى إلى 420 دولارًا، فى حين يتراوح سعر اليوغوسلافى بين 380 و450 دولارًا.
أضاف فرح: «الأمور ازدادت سوءًا بعد رفض الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، نحو 70 رسالة مستوردة من الأبلكاش الصينى خلال الشهور الثلاثة الماضية، بواقع 500 متر للواحدة».
وأوضح أن الهيئة ترفض الرسائل، معللة الرفض بـ«عدم مُطابقتها للمواصفات المصرية»، رغم أن المستوردين يتعاملون مع العملاء أنفسهم فى الصين، ويمرون عبر سلسلة الإجراءات نفسها.
وأشار إلى أن الرسائل المرفوضة، يُعاد تصديرها مرة أخرى بواسطة المستوردين، وهو ما يضيف عليها تكلفة إضافية لتتسبب فى خسائر كبيرة، مما جعل المستوردين يحجمون عن التعامل مع السوق الصينى الفترة الماضية.
أضاف: «إجراءات الإفراج الجمركى فى ميناء دمياط أيضاً، أصبحت صعبة وتستغرق فترة طويلة، تصل إلى 20 يوماً بعد ان كانت 48 ساعة فقط، ما أثر على المعروض وبالتالى أثر فى الأسعار«.
وكشف أن الكميات المستوردة من روسيا بواقع 12 ألف متر مكعب، محجوزة فى ميناء دمياط منذ 22 مارس الماضى.. والعملاء فى الخارج لا يعملون وفقًا لهذه المنظومة، مضيفاً: »لا نعلم متى سيتم الإفراج عنها”.
وارتفعت الأسعار المحلية كرد فعل على الأوضاع المُشار إليها سلفًا، بنسب تتراوح بين 23 و25% وجاءت تدريجيًا منذ بداية العام الحالى، لترفع التكلفة على ورش الأثاث والمصانع.
وارتفع سعر «لوح الأبلكاش» الروسى ليبلغ نحو 100 جنيه فى المتوسط مقابل 75 جنيهًا فى ديسمبر 2017، فى حين ارتفع سعر الصينى إلى 45 جنيهًا فى المتوسط مقابل 35 جنيهًا نهاية شهر ديسمبر 2016.
واستثنى فرح سعر الأبلكاش من نوعية الـ«MDF»، والذى لم يرتفع سعره محليًا لوجود فائض من واردات العام الماضى، وبالتزامن مع حالة الركود التى ألمت بالسوق، استقر سعره عند 7500 جنيه للمتر المكعب.
وقال سيد الخضرى، رئيس شعبة المستوردين بغرفة دمياط التجارية، إن سعر الخشب الرومانى ارتفع فى 2018 بقيمة 600 جنيه فى المتر ليصعد إلى 8700 جنيه فى المتوسط، واليوغوسلافى بواقع 500 جنيه ليتراوح بين 6 و7.5 ألف جنيه.
وأوضح أن شكل سوق الأخشاب والأثاث اختلف كثيرًا خلال العام ونصف العام الماضى، تحت ضغط القرارات الاقتصادية التى طبقتها الحكومة، وأبرزها تحرير أسعار الصرف فى نوفمبر 2016.
وأشار إلى أن سعر أخشاب الزان الرومانى زادت من 3500 جنيه للمتر قبل «التعويم» إلى 8500 جنيه بعد القرار، فى حين ارتفع سعر الأبلكاش الروسى من 37 جنيهاً فى اللوح إلى 75 جنيهًا أواخر العام الماضي.
كما أن تكلفة الشحن وتصنيع الخام عالميًا زادت بنسبة لا تقل عن 30%، بعد إرتفاع أسعار البترول من 50 إلى 75 دولارًا للبرميل، وكل تلك التخبطات تسببت فى توقف نسبة كبيرة من ورش الأثاث خلال الفترة المشار إليها.
وقال محمد الشبراوى، عضو مجلس إدرة غرفة الأخشاب وصناعة الأثاث باتحاد الصناعات، إن ارتفاع أسعار الأخشاب منذ بداية العام الحالى، أدى إلى زيادة فى أسعار الأثاث بنسبة تتراوح بين 15-20%.
وأضاف: «ارتفاع سعر أى نوع من مدخلات الإنتاج يؤدى إلى زيادة سعر المنتج النهائى، خصوصاً فى الأبلكاش الذى يُمثل نسبة 35% من صناعة الأثاث».
أشار الشبراوى، إلى أن إسماعيل طه محافظ دمياط، اجتمع بمستوردى الخشب، منتصف مارس الماضى، لخفض سعر الأبلكاش، وأسفر الاجتماع عن إلزام التجار بتخفيض سعر اللوح من 110 جنيهات إلى 95 جنيهًا، وإلزام التجار بوضع السعر على لوحات إعلانية.
أجرت «البورصة» عددا من الإتصالات الهاتفية، وطرحت أسئلة على اللواء إسماعيل جابر رئيس هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، للرد على أسباب رفض الهيئة لشحنات «الأبلكاش»، لكننا لم نتلق رداً حتى الآن.
