افتتحت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري “منتدى تحديد أثر طريق الحرير وإيجاد الفرص الاستثمارية بين الدول العربية والصين”، والذي تعقده الأكاديمية بمقرها بالإسكندرية على مدار يومين بالتعاون مع جامعة الدول العربية، بمشاركة عدد من الخبراء الدوليين والاستشاريين من مختلف الدول العربية، إضافة إلى دولتي الصين وإيطاليا. ويناقش المنتدى على مدار جلساته المبادرة الصينية تحت عنوان (حزام واحد – طريق واحد)، والتي تضم 67 دولة من مختلف أنحاء العالم، كما يركز المنتدى على جدول أعمال “الحزام والطريق” وكيفية استفادة الدول العربية من الطريق، بمشاركة الاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية واتحاد الغرف التجارية المصرية والأوروبية. ويشارك عدد من رؤساء شركات الأعمال الصينية ووفد جامعة GMU الصينية، إضافة إلى السفارة الصينية بمصر، وطرح رؤية إيطاليا حول فوائد استخدام طريق الحرير، خاصة أن طريق الحرير البحري ينتهي في إيطاليا.
قال الدكتور هشام عرفات وزير النقل، مشروع طريق الحرير يعبر ويخدم 60% من مساحة العالم، خاصة مع ارتباط الدول العربية بالعلاقات مع الصين ومصر التي بدأت عام 1956 إضافة إلى المنتدى العربي الصيني عام 2004. وأشار وزير النقل إلى تطور العلاقات بشكل مسبوق خلال السنوات الأربع الأخيرة، حيث شهدت اتفاقات بمجالات الكهرباء والنقل والتبادل التجاري، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين خلال الربع الأول من 2018 حوالي 2 مليار و800 مليون دولار، كما قدرت الاستثمارات الصينية المباشرة بـ 106 مليار دولار خلال النصف الأول من 2017.
وتابع عرفات، شهدت البنوك المصرية تعاون مع المؤسسات المصرفية والمالية الصينية في مجال العملة، خاصة بعد الاعتراف بالعملة الصينية في التجارة الدولية، لافتًا إلى المضي في المشروعات الداعمة لزيادة حجم التعاون التجاري، والتي من بينها بينها المشروع القومي للطرق، وتفعيل النقل متعدد الوسائط لن يتحقق إلا من خلال منظومة تضم الموانئ البحرية والبرية وشبكة الطرق. وأعلن وزير النقل عن تقدم تصنيف مصر في مجال الموانئ عالميًا إلى المركز 41 بدلًا من المركز 61 والذي تم إعلانه قبل 3 أسابيع.
وقال الدكتور إسماعيل عبد الغفار أن طريق الحرير بدأت التجارة عليه في الماضي وها هو يعود مجددًا لتحقيق التكامل الاقتصادي من خلال تعزيز الاتصالات وزيادة التجارة من خلال بناء ممر طريق الحرير البري والبحري، الذي يقلل تكلفة النقل والإمداد ووقت الشحن العابر.
وأضاف رئيس الأكاديمية خلال كلمته إلى أن المبادرة تهدف لبناء شبكة للتجارة والبنية الأساسية التي تربط آسيا بأفريقيا، وتعزز التبادل الثقافي والتجاري ودفع التنمية المشتركة بين كافة الأطراف، إضافة إلى خلق شبكة التعاون التي عملت خلال السنوات الأخيرة على الصياغة المشتركة للخطوط الإرشادية. واعتبر محمد أبو العينين رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، أن طريق الحرير مشروع محوري لجمع الشعوب حول مشروعات صناعية ولوجستية، وبناء عصر جديد من التكامل بين الصناعات، خاصة مع تركيز السلطات الصينية على الاستثمار في إفريقيا خلال الفترة الماضية.
وتابع، هناك بنوك عالمية وصينية تستعد لتمويل تقديم الدراسات والترويج للمشروعات في مصر، لما لديها من إمكانيات ومنها الطرق والمدن الصناعية والمناطق المحورية التي تجعلها تستطيع تعظيم عوائدها من خلال مبادرة طريق الحرير، لافتًا إلى تقديم المنظومة في صورة دراسات تعدها مكاتب استشارية عالمية متخصصة تجذب البنوك لتمويل المشروعات الخاصة بالربط بين الشمال والجنوب والشرق والغرب.
وشدد أحمد الوكيل، رئيس اتحاد غرف البحر المتوسط، على ضرورة تفعيل شراكة حقيقة للاستفادة من مبادرة الحزام والطريق من خلال خطوات تتضمن الاستثمار في الموانئ المحورية بالبحرين الأبيض والأحمر لتتكامل مع طريق الحرير، مشيرًا إلى أن الوطن العربي يعد مهد للنقل واللوجستيات منذ أكثر من 6 آلاف عام، كما تمر به أكثر من 26% من تجارة العالم، ويضم أكثر من 10 موانئ من الكبري في العالم.
ونوه الوكيل عن تنامى التبادل التجاري للصين والاستثمارات التي تجاوزت 80 مليار دولار، والذي يتزامن مع تضاعف أهمية الموانئ العربية بعد إنشاء ميناء الملك عبد الله و ازدواج قناة السويس، والذي يتطلب الاستثمار بتلك الفرص إضافة إلى المناطق الصناعية والمراكز اللوجستية بمحور قناة السويس وصلالة وطنجة، وكذلك تنمية الموارد البشرية بإنشاء معاهد ومراكز تدريب واستغلال المنح المقدمة من الصين. ويتناول المنتدى خلال جلساته رؤية وزارة النقل لمبادرة الحزام والطريق وتأثيرها على حركة التجارة المصرية الصينية والبنية التحتية للنقل، وطرح رؤية جمهورية باكستان نحو أثر طريق الحرير على حركة التجارة العالمية، كما يقدم خلال يومه الثاني مجموعة من التوصيات والنتائج التي ستقدمها اللجنة الفنية للنقل البحري والبري متعدد الوسائط.