فواتير المياه باهظة والمواصلات ترفع أجور العمالة
حرب: بعض المدابغ مطالبة بـ100 ألف جنيه رغم أنها لا تعمل
رغم قرب انتهاء المرحلة الأولى من نقل مدابغ الجلود، من منطقة سور مجرى العيون إلى مدينة الروبيكي، إلا أن المدابغ التى نفذت عملية النقل واجهت تحديات كثيرة فى موقعها الجديد.
وتأتى أسعار الخدمات فى مقدمة التحديات التى تواجه المدابغ خصوصا «فواتير المياه»، بالإضافة إلى نقص وسائل المواصلات من وإلى القاهرة واللازمة لنقل العاملين، بجانب مشكلات أخرى.
قال حمدى حرب، عضو غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إن المدابغ التى انتقلت بالفعل إلى الروبيكى تعانى عدة مشكلات من شأنها أن تعطل الهدف الذى قامت على أساسه مدينة الروبيكى لرفع تنافسية المنتج المصرى فى السوق العالمى.
وهذة المشاكل كفيلة بأن تقتل حلم الروبيكى فى نفوس أصحاب المدابغ.
أشار حرب، إلى أن ارتفاع أسعار المياه أكبر تحد يواجه المدابغ، مشيرا إلى أن عدد المدابغ التى انتقلت بالفعل إلى المدينة وبدأت الإنتاج مازال محدودا.
وأول مشكلة تواجه هذه المدابغ، هو ارتفاع أسعار المياه، إذ سجلت فاتورة المياه لمدبغته خلال الأشهر الستة الأولى من العمل هناك ، مليونا و100 ألف جنيه، أى بمتوسط 183 ألف جنيه فاتورة شهرية، مقارنة بنحو 500 جنيه فقط فاتورة شهرية اثناء عمل المدبغة فى منطقة مجرى العيون.
أضاف حرب أن بعض المدابغ التى انتقلت إلى الروبيكي، لم تعمل .. ورغم ذلك جاءتها هى الأخرى فاتورة استهلاك المياه بحوالى 100 ألف جنيه.
ولم تسلم المدابغ الصغيرة من فواتير المياه الباهظة، إذ جاءتها فواتير لا تقل عن 200 ألف جنيه لاستهلاك 6 أشهر، مضيفا: «هذه المدابغ الصغيرة لم تتنتج بـ200 الف جنيه، ولا يتناسب المبلغ مع حجم أعمالهم لأنها مازالت فى بدايتها».
وأوضح أن مدينة الروبيكى للجلود، تعد أكبر مشروع لهذه الصناعة فى الشرق الأوسط، إذ تعتمد على تكامل الصناعة و التكنولوجيات الحديثة التى تضاهى الصناعة فى الدول الأوربية، مؤكدًا ارتفاع أسعار الخدمات من كهرباء ومياه، وغيرها من المرافق مما سيرفع تكلفة الإنتاج على أصحاب المدابغ، وبالتالى سيرتفع سعر منتجات مدابغ الروبيكى وتقل تنافسيتها فى السوق العالمى.
أوضح حرب، أن ارتفاع تكلفة الإنتاج يمثل أكبر عقبة يمكن أن تنفر المستثمرين من التواجد فى الروبيكى، لافتًا إلى أهمية مراجعة فواتير المدابغ ومقارنتها بفواتير نفس المدابغ قبل انتقالها للروبيكى. ووجود المدينة فى الصحراء جعل فكرة حفر آبار للمياه مكلفة جدا، إذ إن منسوب المياه تحت الأرض يصل لحوالى نصف كيلو متر.
وأشار إلى انتقال 60 مدبغة إلى الروبيكى تعمل 12 منها فقط حتى الآن، نظرا لعدم توافر الإمكانيات التى تتيح لهم العمل، وعدم الانتهاء من الإنشاءات الداخلية فى باقى المدابغ.
وقال محمد مهران، رئيس شعبة أصحاب المدابغ بالغرفة التجارية للقاهرة، إن المدابغ التى بدأت العمل فى الروبيكى تواجه مشكلة عدم توافر وسائل مواصلات كافية لنقل العمالة من القاهرة إلى الروبيكى والعكس، وتم تخصيص أتوبيسين فقط للمدينة من هيئة النقل العام التى تعللت بارتفاع التكلفة وعدم توافر أتوبيسات كافية فى الهيئة لمد الخط الجديد بأعداد إضافية.
أشار مهران إلى عدم وجود رؤية واضحة للانتهاء من المرحلة الثانية، أو حتى وقت محدد للمرحلة الأولى.
فوزارة التجارة والصناعة أكدت أن المرحلة الأولى ستنتهى بعد 5 أشهر.. لكن هذه المدة الزمنية مستبعدة فى ظل عدم اكتمال الإنشاءات فى باقى المرحلة.
أضاف أنه خاطب وزارة التجارة والصناعة لتشغيل المدينة بالاعتماد على الطاقة الشمسية بتمويل من شركة انجليزية.. إلا أن الوزارة لم تعد طرح هذه الدراسة أو حتى مناقشتها.
أوضح أن المشروع كان مقرر أن يوفر سكنا للعاملين. لكن لم يتم تخصيص سكن حتى الآن لأى وحدة.
ولفت مهران، إلى أهمية فتح باب الاستثمار فى الروبيكي، من خلال توفير وحدات للتمليك والإيجار لجذب صناعات مكملة، وزيادة الاستفادة من المدينة.
وأشار إلى أهمية حل أزمة المستأجرين الذين يمثلون %50 من مدابغ مجرى العيون، حيث تشمل وحدات تشطيب وعمليات تصنيعية على الجلود، موضحا أن هؤلاء بمثابة ثروة يتم القضاء عليها بدلا من الاستفادة منها، إذ تم تخصيص وحدات فقط لملاك المدابغ دون وضع المستأجرين فى خطة الروبيكى.
وقال عادل قيراط، عضو المجلس التصديرى للجلود والمنتجات الجلدية، إن ارتفاع أجور العمالة أبرز التحديات التى تواجه المدابغ فى الروبيكي، لافتًا إلى أن أجر العامل ارتفع لـ200 ـ 250 جنيها فى اليوم، مقارنة 80 ـ 100 جنيه قبل الانتقال إلى الروبيكي؛ نتيجة بعد المسافة بالإضافة إلى تحمل تكلفة نقل العمالة.