البحث عن تنمية الإيرادات يقود إلى خسائر
“الخطوط القطرية” تشترى حصصاً عالمية و”التركية” منافس عنيد
تعيش شركات الخليج سياق تنافسى ساخن يؤكد على صعوبة معركة تدور رحاها منذ فترة طويلة غير أن أعمدة الدخان سدت الآفاق فى الأشهر الأخيرة.
وانطلقت شركة الاتحاد للطيران قبل 15 عاماً بدعم من إمارة أبوظبى وهى أغنى إمارة فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وكانت المرحلة الأولى تركز على شراء حصص فى شركات الطيران بجميع أنحاء العالم لبناء شبكة سريعة تتناسب مع المنافسين الإقليميين خاصة شركة الإمارات ومقرها دبى والخطوط الجوية القطرية بالدوحة.
وتعثرت الخطة عندما انهارت 2 من استثماراتها، وهما إير برلين وأليتاليا فى عام 2017 وخسرت شركة الخطوط الجوية البريطانية مبلغ 808 ملايين دولار وهو ما يعد اعترافاً بأن الاستثمارات لم تكن تساوى الأموال التى أنفقت عليها، وعلى مدى عامين متتالين عانت طيران الاتحاد من خسائر بلغت أكثر من 3.5 مليار دولار منها 1.52 مليار دولار لعام 2017 و1.95 مليار دولار فى عام 2016، لكن فى 2018 أعلنت الشركة عن هيكلة إدارية واسعة شملت تعيينات إدارية وهيكل جديد لتنفيذ استراتيجية تهدف للخروج من دائرة الخسائر مما دفع بها إلى المرتبة 15 العام الماضى بين أفضل 100 شركة فى تقديم الخدمات على متن الطائرة.
وقال تيم كومبس، مدير قسم اقتصاديات الطيران إنه فى صناعة الطيران يجب أن يكون المحرك الأول جاهز دائماً وقد تأخرت الاتحاد للطيران قليلاً فى بدء الحفل لكنه لم يفشل بعد.
وأشار إلى أن إدارة الاتحاد تحاول تكرار تجربة طيران الإمارات فى دبى فكانت نقطة انطلاقهم هى التركيز على عقلية تنمية الإيرادات بدلاً من التركيز على الربح.
وأضاف أنها عقلية مألوفة لكثير من الشركات الناشئة لا سيما فى الاقتصاد الرقمى الحديث حيث يتم جمع المليارات ثم يجرى إنفاقها على اكتساب العملاء الجدد لكن شركة الاتحاد قررت الاستثمار فى شركات الطيران الموجودة التى كانت بالفعل فى ورطة.
وتركز الاستراتيجية الجديدة لشركة الاتحاد على التخلص من المسارات غير المربحة وتغيير حجمها لتصبح أكثر من مجرد شركة طيران متوسطة تخدم أبوظبى.
ويواجه الطيران الإماراتى منافسة شرسة من الخطوط الجوية القطرية التى اشترت ما يقرب من 10% من أسهم شركة “كاثى باسيفيك” ومقرها هونج كونج بقيمة 622 مليون دولار وهذه الحصة تمنحها موطئ قدم فى الصين، والتى من المتوقع أن تكون أكبر سوق للطيران فى العالم خلال عقد من الزمان.
لكن محاولات شراء حصة فى الخطوط الجوية الأمريكية تم رفضها بصوت عال من قبل شركة الطيران التى تتخذ من تكساس مقراً لها، والتى اتهمتها وغيرها من الشركات الخليجية بالاستفادة من دعم الدولة.
وتواجه الشركات الخليجية شكاوى شركات الطيران فى الولايات المتحدة من الدعم الذى تلقاه شركات الشرق الأوسط متجاهلة الإعفاءات الضريبية والقوانين التى تحمي شركات الطيران التى مقرها الولايات المتحدة من الإفلاس.
ومع انهيار الحجوزات بسبب الحصار الذى تفرضه السعودية والإمارات العربية المتحدة، تأمل قطر فى إتاحة الصفقة مع كاثى باسيفيك لتمكينها من توجيه المزيد من المسافرين عبر مطار الدوحة الدولى، الذى يعتبر من أفضل المطارات فى العالم منذ افتتاحه عام 2014.
ومن المتوقع أن تستمر شركة طيران الإمارات فى النمو وأن تلعب دوراً رئيسياً فى مجال الطيران العالمى بفضل تحالفاتها الخارجية.
ولكن فى الوقت الذى قد تكون فيه متاعب الاتحاد للطيران بمثابة نعمة بالنسبة إلى طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية، فإن كليهما يواجهان تهديداً جديداً.
فمع افتتاح تركيا لمطار اسطنبول الجديد الذى يمكنه التعامل مع 90 مليون مسافر سنوياً تتطلع الخطوط الجوية التركية إلى استهداف ركاب أكثر يتنقلون بين أوروبا وآسيا وقد يستقبل اكثر من 200 مليون راكب بحلول 2028.