تخصيص طائرات لخط السفر يزيد سرعة العمل ويقلل الرسوم
الاستثمار فى إرضاء الموظفين ينعكس على الركاب
كان “وارن بافيت” يمزح ذات مرة قائلاً إنه كان على الرأسمالى البعيد النظر إسقاط “أورفيل رايت”، رائد الطيران فى العالم، فى “كيتى هوك” لإنقاذ المستثمرين من خسائرهم فى شركات الطيران ولكن هذا يغفل سنوات نمو أرباح غير منقطعة لهذا القطاع خاصة أن شركته “سيج أوف أوماها” الإعلامية لها استثمار فى شركة طيران “ساوث ويست” التى توفى مؤسسها “هيرب كيليهر” قبل شهور، ويعد كيليهر أحد رواد خطوط الطيران منخفضة التكلفة مثله مثل “الأخوين رايت” صاحباً أول رحلة بالطائرة.
وفى عصر “فيس بوك” الذى أرسى قاعدة “تحرك سريعاً واكسر الثوابت قدم كيليهر وشركته مثالاً على كيفية تحدى نهج العمل التقليدى الذى غير شكل صناعة كاملة، وأدخلت شركة “ساوث ويست” الابتكارات القياسية لقطاع الطيران منخفض التكلفة.
وقللت الشركة من التعقيدات وبالتالى التكاليف والموظفين عن طريق استخدام نوع واحد فقط من الطائرات على الطرق من نقطة إلى نقطة محددة وفى كثير من الأحيان كان العمل يجرى فى مطارات من الدرجة الثانية.
وتتميز هذه المطارات بتكلفة خدمات أقل وسمحت أوقات العمل السريع لطائراتها بالحصول على عدد رحلات جوية أكثر فى اليوم الواحد ما يعنى توزيع أفضل للرسوم.
واعتماد شركة الطيران من قبل قطاع الطيران الأمريكى الذى كان ولايزال يخضع لقواعد تنظيمية صارمة فى ذلك الوقت تطلب صلابة وتصميم لمواصلة قتال قانون دام 4 سنوات، ولكن على نفس القدر من الأهمية، أنشأ كيليهر وزملاؤه نموذجاً تجارياً يضع موظفيه فى المقام الأول اعتقاداً منه بأن الموظفين السعداء سيضمنون رضا الركاب أيضاً.
وعندما أجبرت الدعاوى القضائية شركة “ساوث ويست” على خفض نشاطها بعد عام واحد فقط ألغت عقد إيجار على إحدى طائراتها الأربع بدلاً من الاستغناء عن الموظفين.
وفى المقابل، طلب من الموظفين أن يخفضوا فترات التناوب بين الطائرات المتبقية من 55 دقيقة إلى 15 دقيقة فقط، ولم تكن هذه فكرة كيليهر ولكنه قال كان لدى إحساس جيد بالحفاظ على العمل من الدخول إلى فوضى عندما كان الجميع فى عالم الاستثمار يدعونا للتغيير.
وفى صناعة تشتهر بصراعاتها العمالية كانت الشركة رائدة فى تقاسم أرباح الموظفين، حيث أنفق على هذا البند وحده 4.5 مليار دولار على مدار 44 سنة الماضية، ومن بين أولئك الذين كانوا يمدحون كيليهر فى الأيام الأخيرة رئيس اللجنة النقابية للطيارين بالشركة، كما جعل رئيس شركة الطيران الموظفين يشعرون بالثقة والتفاؤل.
وعادة ما يستحوذ قادة عظام مثل كيليهر على اهتمام وسائل الإعلام، إلا أنه كان يعمل على تعزيز ثقافة داخلية سمحت للآخرين أن يكونوا فى المشهد أكثر منه وكان الرئيس التنفيذى ينافسه فى الظهور الدعائى، وراء روح المرح التى تميزت بها الشركة تكمن أخلاقيات العمل الجادة والفهم الواضح لكيفية البقاء على قيد الحياة فى فترات الركود التى أفلست العديد من شركات الطيران المنافسة.
وباعتباره قارئاً للأحداث استعد كيليهر لدعم نشاطه عندما واجهت صناعته أزمتين على الأقل فى عقد واحد وتأكدوا من أن ميزانيته ستكون جاهزة للنجاة، وأثرت فلسفة كيليهر على رواد شركات الطيران فى وقت لاحق من فيرجين ريتشارد برانسون إلى ريانير مايكل أوليرى وقد تطبق دروسه على نطاق أوسع.