ازدهار رحلات التنقل بين المدن وحزم العطلات الجماعية
الشركات تبتكر أساليب تجنب المستهلك الرسوم الإضافية
إذا كنت قد حجزت عطلة فى أى وقت خلال الـ15 عاماً الماضية، فإن الاحتمالات أنك تدرك تمامًا انتشار شركات الطيران منخفضة التكلفة.
وانفجر سفر الميزانية المنخفضة على نطاق واسع فى السنوات الأخيرة، ما أدى إلى فتح مجموعة متزايدة من وجهات السفر، واليوم فى المملكة المتحدة على سبيل المثال يوجد عدد ضخم من الرحلات الرخيصة التى تغادر كل يوم ومع تزايد عدد هذه الرحلات الجوية التى تقلع كل عام لا يبدو أنها فقاعة لها علامات على الانفجار فى أى وقت قريب بل تحولت إلى اتجاه راسخ فى سوق السفر.
ومعظم الناس يدينون لإنطلاق موجة ازدهار شركات الطيران الرخيض إلى شركة “ريان إير” والتى تأسست فى أيرلندا عام 1985 واضطرت إلى الانتظار لمدة 10 سنوات حتى ظهرت منافستها شركة “ايزيجيبت”، وبدأ عدد متزايد من شركات الطيران فى الازدهار، حيث كانت شركة طيران “ويز” فى المجر واحدة من أحدث شركات الطيران الرخيص، واليوم باتت قارة أوروبا تنعم بأرخص تذكرة ذهاب حتى أنها أصبحت أرخص من تذكرة ذهاب داخل داخل المملكة المتحدة وقد يتساءل البعض كيف يمكن بناء صناعة كهذه.
وتعتبر شركة “ريان إير” واحدة من الناقلات الجوية الأوروبية التى تركز على السفر بين المدن الأوروبية فهى أكبر شركة طيران فى أوروبا من حيث عدد المسافرين، وتعد باستمرار واحدة من شركات الطيران الأكثر ربحية فى العالم ويعود ذلك فى المقام الأول لخفض كبير فى التكلفة المتاحة للمستهلك.
وعلى سبيل المثال، قد تكلف تذكرة واحدة غير قابلة للاسترداد مع حقيبة أمتعة محمولة كتفاً فقط مبلغاً أقل بكثير من تذكرة أكثر مرونة تسمح بشحن حقائب إلى جهة الوصول والفارق هنا كبير بالفعل.
فى المقابل تبذل بعض شركات الطيران المزيد من الجهد للضغط على العملاء لدفع المزيد أو حتى مجرد محاولة تقليل التكاليف الإضافية فى الخدمات التى لا يريدون التخلى عنها، وعلى سبيل المثال، تفرض بعض شركات الطيران رسوماً باهظة إذا حاولت تسجيل الوصول لدى الوصول إلى مطار المغادرة وليس عبر الإنترنت مسبقاً.
كما أصبح من الشائع على نحو متزايد أن تقترح شركات الخطوط الجوية دفع مبلغ إضافى لضمان مكان للحقائب التى يحملها المسافر، وهى تعمل الآن على أساس من يأتى أولاً يُخدم أولاً فيما يتعلق بأمتعة المقصورة أو على الأقل تدعى ذلك مما يخلق حجة قوية لدفع مزيد من الأموال حيث يعتبر موضوع شائع إلى حد ما بين شركات الطيران ذات الميزانية المحدودة للتهديد بشكل متكرر بالرسوم إذا لم يلتزم المسافر بالأوزان المسموح بها أو عدد الحقائب.
وفى الواقع، عادة ما تكون هذه التهديدات لا معنى لها ومن الأفضل لطاقم الطائرة وموظفو مكتب السفر وضع راحة عملائهم بشكل عام قبل الأرباح الهامشية.
واليوم تقدم عدد من شركات الطيران المختلفة رحلات إلى مجموعة كبيرة من الوجهات، ففى المملكة المتحدة تتوجه غالبية الرحلات إلى مدن أوروبا مع أقلية منها تخرج إلى آسيا وشمال أفريقيا.
وبفضل خطوط الطيران النرويجية، أصبح من الممكن الآن حجز رحلات منخفضة بشكل مذهل إلى المدن الواقعة على الساحل الشرقى للولايات المتحدة وعادة ما تكون إما إلى بوسطن أو نيويورك، وبفضل انخافض تكلفة الرحلات الجوية التى تصل إلى النصف تقريباً، والتى تتوقع أن تدفعها من خلال شركة طيران متميزة فإنها تقدم عروض قوية لا يمكن قول لا أمام إغراءاتها، كما شهدت آسيا عدداً من الشركات التى فتحت خطوطاً للطيران منخفض الميزانية بما فى ذلك شركتى “تايجر للطيران” و”جيتستار”.
وقد ساعد تطوران رئيسيان شركات الطيران منخفضة التكلفة على الازدهار أولهما هو عودة برامج حزمة العطلات، وبفضل الرحلات منخفضة التكلفة باتت عروض العطلات الجماعية أكثر شعبية من ذى قبل، وتقدم العديد من شركات الطيران حزم خاصة بها، مثل نظام حجز غرف مع رحلات “ريان إير”، حيث يمكنك حجز إقامة اقتصادية مع الرحلة.
العامل الرئيسى الآخر فى رحلات الميزانية المنخفضة هو التوسع فى المطارات على مستوى العالم، وفى مقدمة هذه التوسعات الهائلة جاءت المملكة المتحدة التى تشهد مطاراتها رحلات اقتصادية من مطارات “هيثرو” و”جاتويك” و”لوتون” و”ستانستيد” و”ساوثيند”.
وتتعامل المطارات الثلاثة الأخيرة مع شركات طيران منخفضة التكلفة بشكل حصرى تقريياً، فى حين أن هذا يعنى بالتأكيد أنه على المسافر تحمل تكلفة السفر إلى المطار البعيد عنه لكنه لايزال رخيص بما يكفى لتكون الرحلة جديرة بالاهتمام.
ومع تزايد حركة المرور فى السماء تعتمد العديد من شركات الطيران منخفضة التكلفة الآن على هوامش زمنية ضيقة للغاية عندما يتعلق الأمر بالإقلاع والهبوط ولم يعد بإمكانهم تحمل المخاطرة بالغرامات الضخمة الناتجة عن المغادرة المتأخرة.
وهذا يعنى اتباع نهج لا يتساهل مع المسافرين الراحلين فى المطار وكذلك بعض البيئات الصعبة إلى حد ما بالنسبة للطيارين وموظفى الطيران، ومع ذلك لايزال يتم تمرير هذه المدخرات الهائلة يسير باتجاه العملاء.
ولا تظهر الرحلات منخفضة التكلفة أى علامة على التراجع فى أى وقت قريب وبالنسبة للمستهلك العادى هذا بالتأكيد شىء عظيم، وكثير من الناس يذهبون لرؤية العالم بطرق لا يمكن تصورها قبل 30 سنة أو نحو ذلك.