استكملت البورصة المصرية أداءها السلبى وتراجعت بنسبة %1.5 بجلسة أمس الأربعاء، لتقترب من إنهاء الأسبوع أدنى مستوى 13800 نقطة، حيث كان ذلك الأسبوع مكتظًا بالأحداث التى أثرت سلبًا على البورصات العالمية، وأدت إلى بداية موجة من التذبذبات جعلت محللين يتوقعون بعودة أزمة الأسواق الناشئة، فى الوقت الذى تقترب فيه الأسهم الآسيوية من أدنى مستوياتها فى أربعة أشهر فى تعاملات أمس، فى ضوء استمرار المخاوف من تداعيات الحروب التجارية.
وتوقع متعاملون أن يستمر تراجع البورصة المصرية بجلسة نهاية الأسبوع، بالتوازى مع التراجع الذى تشهده أحجام التداولات، والعواقب التى يؤكدون أنها تبعد أى رغبة لدى المستثمرين عن دخول السوق المصري.
وأغلق المؤشر الرئيسى للبورصة EGX30 على تراجع بنسبة %1.5 فى ختام تداولات أمس الأربعاء، ليستقر عند مستوى 13809.4 نقطة، وهبط مؤشر EGX50 متساوى الأوزان بنسبة %2.33 مستقرًا عند مستوى 2076.5 نقطة.
ونصحت رانيا يعقوب، رئيس مجلس إدارة شركة ثرى واى لتداول الأوراق المالية، بالابتعاد عن الشراء بالهامش فى الوقت الحالى، والاحتفاظ بالسيولة فى المحافظ الاستثمارية، وعدم فتح أى مراكز شرائية إلا فى حالة تجاوز قيم التداولات اليومية لمستوى المليار جنيه لمدة 5 جلسات متتالية، مع الوضع فى الاعتبار إمكانية عودة أزمة الأسواق الناشئة بالتزامن مع الحروب التجارية على الصعيد الأوروبى والآسيوي.
وسجل السوق أمس قيم تداولات 379.9 مليون جنيه، من خلال تداول 68.5 مليون سهم، بتنفيذ 13.2 ألف عملية بيع وشراء، بعد أن تم التداول على أسهم 165 شركة مقيدة، ارتفع منها 13 سهمًا، وتراجعت أسعار 108 سهمًا، فى حين لم تتغير أسعار 44 سهمًا أخرى، ليستقر رأس المال السوقى للأسهم المقيدة عند مستوى 755.7 مليار جنيه.
وترى رئيس مجلس إدارة شركة ثرى واى لتداول الأوراق المالية، أن ارتفاع تكلفة التعاملات سبب مباشر فى ركود سوق الأسهم المصرى، وابتعاد المستثمرين عنه بالمقارنة بالسوق السعودى على سبيل المثال، حيث أوضحت يعقوب رفضها التام لأى ضريبة ترفع تكلفة التعاملات فى البورصة المصرية، مشيرة إلى أن مثل هذه المعوقات أدت إلى فقدان السوق المصرى لجاذبيته.
وأضافت يعقوب، أن عودة ميزة الإعفاء الضريبى للشركات التى يتم قيدها فى البورصة أصبحت ضرورة حتمية على الأقل لمدة سنتين بعد طرح الشركة فى البورصة، فى ظل تراجع أعداد الشركات المقيدة بالبورصة المصرية، وأوضحت أن رأس المال السوقى الحالى للبورصة الذى يمثل %12 فقط من الناتج القومى الإجمالى، لذلك أصبح السوق المصرى عرضة للتذبذبات والتحركات العنيفة.
وتراجع مؤشر EGX70 للأسهم المتوسطة بنسبة %0.89 ليغلق عند مستوى 615.5 نقطة، وهبط مؤشر EGX30 capped بنسبة %1.73 ليغلق عند مستوى 17079.06نقطة، كما هبط مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة %0.9 مستقرًا عند مستوى 1563 نقطة.
وتوقع هشام حسن، مدير إدارة الاستثمار بشركة رويال للسمسرة فى الأوراق المالية، أن يستهدف مؤشر البورصة الرئيسى مستوى 13700 نقطة بجلسة اليوم، بعد أن فشل فى التماسك جلسة أمس الأول عند مستوى 14000 نقطة.
وأوضح أن معدل تدوير الأسهم مرتفع فى السوق المصرى، وهو مؤشر على انتقال عدد كبير من الأسهم بين المحافظ، بالذات بين الأجانب مشيرًا إلى أن استمرارهم فى السوق المصرى دلالة على إيجابية المستقبل، لكنه فى الوقت ذاته دلالة على عدم ملاءمة السوق للمستثمرين الأفراد حاليًا.
واتجه صافى تعاملات المصريين والأجانب نحو الشراء، مسجلًا 5.3 مليون جنيه و5.3 مليون جنيه على التوالى، بنسبة استحواذ %61.8، و%33.4، من عمليات البيع والشراء على الأسهم، بينما اتجه صافى تعاملات العرب وحده نحو البيع، مسجلاً 10.6مليون جنيه، بنسبة استحواذ %4.8 من التداولات.
وقام الأفراد بتنفيذ %43.6 من التعاملات، متجهين نحو الشراء، باستثناء الأفراد العرب الذين فضلوا البيع بصافى 6.3 مليون جنيه، واقتنصت المؤسسات %56.3 من التداولات متجهين نحو البيع، باستثناء المؤسسات الأجنبية التى سجلت صافى شرائى بقيمة 3.09 مليون جنيه، فيما سجلت المؤسسات العربية والمحلية صافى بيعى بقيمة 7.9 مليون جنيه، و 1.09 مليون جنيه على الترتيب.