يقول بيوش جوبتا، الرئيس التنفيذى لبنك دبى الإسلامى، أكبر بنك فى سنغافورة، إنَّ النمل يُظهر أكثر من طريقة لجلد القطة فى إشارة لمنافسة موقع «على بابا» لتجارة التجزئة مع المؤسسات المصرفية.
وأضاف أنه من المسلمات «استحالة تغيير الثقافة»، لكنه عندما عاد لزيارة والده فى نيودلهى وهو فى الثمانينيات من عمره وجده يتعامل مع البنك عبر الإنترنت، ويدفع ضرائبه عبر الإنترنت، ويشترى عبر شركة أمازون، لذا لا يوجد سبب للاعتقاد بأن عميلاً عمره 40 إلى 50 عاماً لن يقبل بالتغيير.
وقبل عامين تم إطلاق «ديجى بنك» فى الهند، وهو بنك للهواتف المحمولة فقط يستهدف الشباب فى المقام الأول، وفتح فرعاً له العام الماضى فى إندونيسيا ليصل مجموع عملائه الآن 2.9 مليون عميل فى هذين البلدين.
ويتكلف الحصول على عميل من «ديجى بنك» عبر العروض الترويجية والإعلانات على الإنترنت من 8 إلى 10 دولارات أمريكية تقريباً أى أقل بكثير من 60 إلى 70 دولاراً التى يتطلبها الحصول على عميل غير متصل بالإنترنت، ويعنى عدم وجود فروع ميدانية أن تكلفة فتح حساب جارٍ رخيصة للغاية ومع ذلك، سوف يستغرق الأمر الكثير من الوقت حتى يصبح هذا البنك مربحاً.
وينظر خبراء القطاع على أن الربح يقبع فى المستقبل مما دعا بنك «يونايتد أوفرسيز»، ثالث أكبر بنك فى سنغافورة من حيث الودائع إلى إنشاء بنك رقمى لدعم توسعه الإقليمى وأطلق بنك رقمى باسم «tmrw» للهواتف المحمولة فقط يستهدف آلاف المستخدمين فى تايلاند خلال مارس الماضى.
ويحصل البنك الرقمى على مجموعة من بيانات العملاء، ما يعنى أنه فى حاجة لتحليلها فجرى إنشاء مختبر لاستخدام الأفكار السلوكية والذكاء الاصطناعى لدراسة العادات والاحتياجات المصرفية للعملاء.
ويوضح دينيس خو، الذى يقود عملية التوسّع، أن التركيز على الشباب يبسط الأشياء؛ نظراً إلى أنهم يفكرون رقمياً بالفعل واحتياجاتهم المالية عادة ما تكون واضحة بداية من المدفوعات وبطاقات الائتمان إلى المدخرات.
وتعتبر الهواتف المحمولة هى الطريقة التى يمكن للبنوك من خلالها تخفيض التكاليف مع الاستمرار فى تقديم خدمة عملاء ممتازة.
وكانت بنوك سنغافورة بالتأكيد طموحة، لكن نجاحها ارتبط بدعمها، أيضاً، من قِبل جهة تنظيمية تريد أن يكون كبار قطاعها المصرفى فى وضع جيد للبقاء على قيد الحياة فى المنافسة القادمة.
ووفقاً للنمط السنغافورى التكنوقراطى قامت سلطة النقد فى سنغافورة بتشجيع البنوك على تحديث برامجها والانتقال إلى فضاء الإنترنت ومخازن السحابة لحفظ البيانات وبناء خدمات على غرار التكنولوجيا الفائقة من أجل الانتصار على المنافسين قبل أن يتمكنوا من كسب موطئ قدم.
وفى عام 2016، استدعت السلطة النقدية «ماس» البنوك الكبرى فى الجزيرة وطلبت منهم إنشاء نظام «نظير إلى نظير» لنقل الأموال بين حسابات الأفراد ويجب أن يكون أى صاحب حساب فى سنغافورة قادراً على تحويل الأموال مجاناً إلى أى شخص آخر دون الحاجة لما يزيد على بضع نقرات على الهاتف.
وتمت إضافة مزيد من حقول المعلومات إلى «Singpass»، نظام الهوية الرقمية الوطنى، وإنشاء نظام لتمكين الأشخاص من إعطاء المؤسسات المالية إمكانية الوصول المباشر إلى ملفاتهم الشخصية.