حذرت مجلة الإيكونوميست من خطورة الاستحواذات بين شركات تكنولوجيا المعلومات، وما ينتج عنها من ممارسات احتكارية تضر بهذه القطاع الناشئ، ودعت أجهزة المنافسة، حول دول العالم، للتدخل لمراقبة تلك العمليات ووقفها.
وذكرت المجلة، فى تقريرها، أن استحواذ الشركات الكبرى العاملة فى مجال تكنولوجيا المعلومات على الشركات الصغرى والناشئة يمثل خطورة كبيرة فى المستقبل القريب، ويجب الانتباه لتلك الصفقات لوقف الممارسات الاحتكارية التى قد تتم، ما يؤثر على عملية الابتكار.
وأكد جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية المصرى، أنَّ قطاع تكنولوجيا المعلومات يأتى ضمن أولويات الأسواق التى يهتم بها الجهاز فى الفترة الحالية، خاصة ما يسمى الاقتصاد التشاركي، والاقتصاد الرقمى، وهذا لأنه قطاع ملىء بالأفكار الجديدة والابتكارات التى تضيف لاقتصادات الدول، ولا بد لهذا الابتكار من حماية وبيئة منافسة جيدة، تسمح له بالنمو والتوسع والنجاح؛ لأن المنافسة هى التى ستشجع على الاجتهاد، وابتكار أفكار جديدة من أجل الصمود أمام المنافسين، فبدون مناخ للمنافسة لن يكون هناك ابتكار.
وأضاف الجهاز، فى بيان، أنه وجد هذا النوع من الاقتصاد الرقمى، قادراً على تشغيل عدد كبير جداً من الشباب، وتقديم حلول لكثير من القطاعات المهمة فى البلد.
كما أكد أن التركيز على قطاع تكنولوجيا المعلومات يأتى باعتباره من القطاعات الناشئة التى يمكن أن تحقق نقلات نوعية كبيرة للاقتصاد المصرى، خاصة أن تكنولوجيا المعلومات هى التى تقود الثورة الصناعية الرابعة.
ولن يسمح الجهاز بخلق احتكارت فى قطاع الاقتصاد الرقمى وتكنولوجيا المعلومات، وتكرار حالات التركز الاقتصادى.
ويأتى فحص ودراسة آثار عملية استحواذ شركة أوبر على كريم، إحدى أبرز العمليات التى يراقبها الجهاز فى الوقت الحالى، ومن المتوقع أن يصدر قراره بشأن الصفقة خلال الفترة المقبلة، بعد انتهائه من إعداد الدراسة وتلقى ردود الشركتين، وسيكون قراره إما رفضها تماما إذا تبين أن أضرارها لا يمكن تداركها، وإما الموافقة عليها بشروط لتقليل الضرر، وإما الموافقة دون شروط، على أن يتم تجديد الموافقة كل سنتين.
كما يأتى ذلك بالتوافق مع ما أجمعت عليه مجموعة العشرين التى انعقدت فى اليابان بحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى؛ حيث أكدوا ضرورة حماية هذا القطاع من الممارسات الاحتكارية، وحماية التنافسية فيه.