بدأت أسواق وشوادر اللحوم فى الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى بزيادة المعروض من اللحوم بأنواعها المختلفة.
ورصدت البورصة فى جولة على «أسواق الماشية» تراجع أسعار اللحوم القائمة بنسب تتراوح بين 4 و15% للأبقار والضأن والماعز.
وجاء تراجع الأسعار على الرغم من ارتفاع أسعار الأعلاف والتكاليف على المربين مع زيادة الواردات من الماشية الحية بداية من العام الحالى حتى أبريل الماضى.
إلا أن تراجع القوى الشرائية ساهم فى خفض الأسعار وسط توقعات بارتفاع تكلفة الذبح خلال الموسم نظرا لتراجع أعداد الأضاحى وأسعار الجلود، فى الوقت الذى كثفت وزارتا التموين والزراعة المعروض من اللحوم بانواعها بكميات كبيرة فى المنافذ التابعة لها بجميع المحافظات.
«أضاحى 2019».. أسعار أقل وطلبات أضعف
«الجاموس» يبدأ من 43 جنيهاً لـ”الكيلو القائم» و«الأبقار» 52 جنيهًا و«الخراف» بـ62 جنيهًا.. و«مزارع» تتجه لاستقبال الأضاحى من المستهلكين لتجهيزها قبل الموسم
استقبل سوق اللحوم موسم عيد الأضحى بظروف مختلفة نسبيًا عن العام الماضى على مستوى الأسعار وطلبات المُستهلكين، اللتان انخفضتا مدفوعة بتراجع القوى الشرائية بالتزامن مع الإصلاحات الاقتصادية التى بدأتها الدولة قبل 3 سنوات تقريبًا.
وفى جولة لـ”البورصة» بأسواق الماشية بدأت بسوق السبت فى منطقة إسنا بمُحافظة الأقصر، رصدنا تنوع أساليب التسويق فى محاولة للتغلب على حالة الركود فى المبيعات.
وقال فتحى السيد، تاجر ماشية، إن أسعار بيع الأضاحى خلال العام الجارى تشهد تراجعًا واضحًا بالمقارنة مع أسعار الموسم الماضى، والنتيجة كانت خسارة كبيرة تكبدها مربى الثروة الحيوانية، خاصة الصغار.
أضاف أن أسعار البيع تتراوح بين 52 و56 جنيهًا للكيلو «قائم» من الأبقار، مقابل نحو 60 جنيهًا فى المتوسط العام الماضى وتراوحت بين 42 و45 جنيهًا فى كيلو الجاموس.
أوضح السيد أن سعر كيلو الخرفان «قائم» تراجع العام الحالى إلى 62 جنيهًا مُقابل 65 جنيهًا العام الماضى، والماعز إلى 65 جنيهًا، وكان يتخطى 70 جنيهًا فى العام الماضى.
أشار إلى خفض أسعار الماشية للقدرة على تسويق الإنتاج، رغم الارتفاعات المتتالية التى تُسجلها مدخلات الإنتاج، كانت أخرها مع ارتفاع أسعار المحروقات وزيادة تكلفة النقل.
وفى سوق إدفو بمُحافظة أسوان، يغلب على السوق بيع الأضاحى بالتقييم الإجمالى للماشية وليس بـ”الكيلو”، وهو ما وصفه التجار بالأسلوب الأفضل لتجنب الجزء الأكبر من الخسائر التى يتكبدها المربين بسبب زيادة تكاليف الإنتاج مُقابل تراجع أسعار البيع النهائية.
وقال صالح محمد، تاجر ماشية فى سوق إدفو، إن أسعار البيع فى السوق ليست ثابته، وتتغير يومياً بحسب عدد الرؤوس المعروضة مقابل طلبات المشترين.
أضاف أن أغلب المبيعات فى السوق تعتمد على نظام التقييم الإجمالى للرأس، فإذ بلغ متوسط وزن الماشية من الأبقار 250 كيلو يصل سعرها إلى 20 ألف جنيه، و265 كيلو 22 ألف جنيه، و280 كيلو 24 ألف جنيه.
وتابع محمد: «فى أيام ارتفاع المعروض داخل الأسواق تنخفض الأسعار بقيمة تصل فى بعض الأحيان 2000 جنيه فى الرأس الواحدة، ويتم بيع الماشية زنة 240 كيلو مثلاً بسعر 14 ألف جنيه».
أشار إلى أن التاجر يحسب تكلفة المربى والنقل وتكلفته الخاصة، ثم يُحدد السعر النهائى للبيع، لكنه يحصل على الماشية من المربى فى النهاية بسعر منخفض، واعتبر أن المربى هو الخاسر الأوحد بمنظومة الثروة الحيوانية.
وقال محمد إمام، صاحب مزارع «الإمام للتسمين”، إن أغلب مزارع الثروة الحيوانية تعمل فى موسم عيد الأضحى بنظام الحجز، وتبدأ الأسعار فى الموسم الحالى من 56 جنيهًا لكيلو الأبقار، و44 جنيهًا للجاموس، و62 جنيهًا للخراف.
أضاف أن المزارع فتحت أبوابها العام الحالى ليس للتربية الخاصة فقط، ولكن لتربية وتجهيز الأضاحى للغير من المستهلكين، والتى يشترونها من أماكن متفرقة، لكنهم لا يستطيعون توفير المكان والرعاية المناسبة لها.
وتابع إمام «تكلفة التربية للغير يتم تحديدها بأسلوبين، الأول تحديد القيمة حال تواجد الأضحية قبل بدء الموسم بأيام قليلة، وفى المتوسط تبلغ 500 جنيه على الرأس الواحدة، ويتم متابعة صاحبها باستمرار، أو تحديد التكلفة قبل حصول صاحب الأضحية عليها من المزرعة”.
أشار إلى أن هذا الأسلوب يُعتبر جديد نسبيًا على الأسواق، وانتشر الموسم الحالى بكثرة مدفوعًا بما يدور فى أسواق الماشية من ركود المبيعات وخفض الإنتاج لعدم القدرة على تسويق الأعداد التى تم تربيتها.
تراجع أسعار «الجلود» يرفع تكلفة ذبيح «الأضاحى»
«العربى»: 300 جنيه زيادة فى التكلفة الموسم الحالى
«الجباس»: استمرار انخفاض أسعار الجلد لزيادة المعروض
توقع قصابون ارتفاع تكلفة ذبيح الأضاحى خلال الموسم الحالى مدفوعة بتراجع أعداد الأضاحى وخسارة الجلود نحو %50 من قيمتها خلال الـ12 شهراً الأخيرة، وتراوحت القيم الإجمالية لذبيح العجول بين 1000 و2500 جنيه شاملة جميع المصروفات.
وأرجع القصابين ارتفاع أسعار الذبيح بسبب تباطؤ بيع الجلود وتراجع سعره، خاصة أنه خلال المواسم الماضية يتم تسعير جلد الأضاحى ضمن أسعار الذبيح.
وتوقع محمد العربى، نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، ارتفاع تكلفة الذبح خلال موسم عيد الأضحى 2019، مدفوعة بتراجع أسعار الجلود عالميًا، لكن الزيادة ستتفاوت بحسب المكان والمطلوب من الجزار، سواء الذبيح والتشفية، أو زيادة تقسيم الذبيحة ووزنها.
أضاف أن أسعار الذبيح تتراوح بين 2000 و2500 جنيه للعجل البقرى، و200 و350 جنيهاً للخراف والماعز، كما أن %60 من المواطنين يُفضلون ذبح الأضحية لدى الجزارين، و%40 يفضلون الذبح فى المنازل.
أوضح العربى، أن الزيادة فى تكلفة ذبيح الأبقار قد تتراوح بين 300 و500 جنيه على الرأس الواحدة، مدفوعة بتراجع أسعار الجلود 200 جنيه، كما تتفاوت تكلفة ذبح الأضحية لدى «القصابين» من محل لآخر، ولا تقتصر على المنطقة الواحدة فقط.
وقال عبدالرحمن الجباس، رئيس مجلس إدارة مدبغة الرواد، إن أسعار الجلود تراجعت تدريجيًا بعد موسم الأضحى الأخير، لتسجل 200 جنيه للجلد البقرى، و170 جنيهًا للجاموسى، مدفوعة بتراجع الأسعار العالمية، حيث أثرت عليها الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
توقع الجباس، تراجعات جديدة لأسعار الجلود مع زيادة المعروض منها خلال موسم الاضحى المُقبل، لتتراوح بين 150 جنيهًا للأبقار، و130 جنيهًا للجاموسى، و100 جنيه لـ«العزب».
قال محمد شرف، نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة، إن أى تراجع أسعار الجلود سيتم إضافته فوق تكلفة الذبيح التى يحصل عليها الجزار، حيث تدخل فى حسابه النهائى، كما سترتفع التكلفة أيضًا حال تراجع أعداد الأضاحي، حيث يُوزع الجزار تكلفته على عدد الأضاحى، وستظهر الرؤية النهائية للسوق قبل دخول موسم الأضحى رسميًا بـ3 أيام.
وقال محمد عبدالظاهر، جزار بمنطقة مدينة نصر، إن أسعار ذبح الأضحية، تتراوح بين 1000 و1500 جنيه للعجول البقرى للقطعة ، والخراف بين 200 و300 جنيه، ويحدد الجزار سعر الذبح وفقاً لحجم الأضحية ونوعها.
وفى المقابل كانت منطقة السيدة زينب هى الأرخص من حيث تكلفة ذبح الأضحية، وفقًا لما أدلى به محمد ريحان، جزار، وتتراوح أسعار الذبيح 1000 جنيه للعجل البقرى، و200 جنيه للخراف والماعز، وفى مصر الجديدة تتراوح الأسعار بين 1500 و2500 جنيه للعجل البقرى، وبين 350 و500 جنيه للضأن.
وقالت أمل عبد العاطي، ربة منزل، تسكن فى عين شمس : بحثت عن أكثر من جزار فى الشارع الذى أقطن به، لذبح الأضحية «عجل بقرى» ووجدت الفارق كبير، حيث يوجد جزار بـ1300جنيه، وآخر بـ 2000جنيه.
أضافت: «الجزار الأول يذبح ويشفى ويقطع ويزن، والثانى يُقدم خدمات أكثر مثل تقسيم اللحم وتقيسمة حسب «مفروم» و”بوفتيك» وللشوى» ومكعبات”، فضلا عن باقى الأضحية فى عبوات فويل، بالإضافة إلى لحوم التوزيع”، لكنها فضلت الأول لأن ميزانيتها لا تسمح بذلك».
«الزراعة والتموين» تكثفان المعروض من اللحوم استعداداً لعيد الأضحى
«القرش»: طرح 50 ألف أضحية.. والأسعار تبدأ من 43 جنيهاً لـ«القائم»
“اﻻتجاهات السودانية”: توريد 34 ألف رأس من لحوم الخراف والأبقار الأسبوع الماضى
تكثف وزارتا «الزراعة» و«التموين» عروضهما الترويجية للحوم الطازجة والضأن والمجمدة بالمنافذ والشوادر التابعة، تمهيداً لاستقبال عيد الأضحى المبارك.
وقال محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة، إن الوزارة ستعرض أعداداً كبيرة من الأضاحى الموسم المُقبل لتلبية احتياجات المستهلكين، وسيتم تحديد الأسعار النهائية للبيع بما يقل عن أسعار البيع فى الأسواق.
أوضح القرش، أن الأعداد المُقترحة للعروض تتخطى 50 ألف رأس ماشية، وتُجهز الوزارة حاليًا لإنشاء شوادر لعرض الأصناف والأنواع التى سيتم طرحها من الأضاحى «الماشية، والأغنام، والماعز”.
أضاف القرش، أن أسعار كيلو اللحوم (قائم) سيبدأ من 42 جنيهًا «الجاموس»، كما أن جميع أسعار المنتجات سيكون أقل من مثيلتها فى الأسواق.
أوضح أن الوزارة طرحت نحو 3000 رأس ماشية الأيام الماضية عبر مزارع قطاع الإنتاج التابعة لها، لكن يتم التجهيز حاليًا لطرح أعداد كبيرة من الرؤوس عبر الجمعيات التعاونية المختلفة، ووفقاً لمصادر مطلعة فى وزارة الزراعة، تتجه الوزارة لتحديد أسعار العجول البقرى بنحو 60 جنيهًا للكيلو، و«الخراف» قد تصل 65 جنيهًا.
وأتاحت الوزارة لراغبى حجز الأضاحى، تقديم طلب إلى قطاع الإنتاج التابع لوزارة الزراعة يشمل نوع الأضحية، وعدد الرؤوس، لحجزه من المزارع.
ويتم الحجز بدفع جزء من قيمة الأضاحى، والتى تصل الدفعة الأولى منها إلى 10 آلاف جنيه للعجل البقرى أو الجاموسى، أو 1000 جنيه لحجر الرأس الواحدة من الخراف، على أن يتم استلام باقى المبلغ عند التسليم فى اليوم الذى يحدده العميل.
تتراوح أوزان الخراف والماعز التى تطرحها وزارة الزراعة بين 40 و90 كيلو للرأس، وتتراوح أوزان العجول بين 350 و550 كيلو، وستتواجد الرؤوس المُعدة للبيع في جزيرة الشعير بالقناطر ومحطة قها فى مُحافظة القليوبية.
وقال عمر عوض، مدير مشروع الأبقار بشركة الأتجاهات السودانية المتعددة، إن الشركة متعاقدة مع وزارة التموين على توريد اللحوم، وبدأت طرح 20 ألف رأس ضأن بجانب 14 ألف رأس من الأبقار بإجمالى 34 ألف رأس، منتصف الأسبوع الحالى بجانب الاتفاق مع وزارة الأوقاف على توفير 6 آلاف رأس لصكوك الأضاحى وتستمر فى ضخ الكميات حتى رابع أيام العيد.
أضاف عوض، أن الشركة ضاعفت الكميات التى يتم طرحها للشركة القابضة للصناعات الغذائية استعداداً لعيد الأضحى، وأن الأسعار يتم تحديدها من قبل الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية.
أوضح أن السعر خلال موسم العيد الماضى للحوم الضأن بلغ 85 جنيهاً للكيلو، متوقعاً أن ترتفع الأسعار بنسبة طفيفة الموسم الحالى، نظراً لزيادة التكاليف من النقل والوقود.
وكشف محمد عبدالمنعم، مدير إداره التبريد بشركة النيل للمجمعات الاستهلاكية، أن الشركة ستطرح بالفروع التابعة لها نحو 6 ألف رأس ماشية لتباع اللحوم البلدية الطازجة بسعر 110 جنيهات للكيلو البرازيلى و85 جنيهاً للكيلو السودانى.
وأوضح أنه سيتم طرح ما يقرب من 8 آلاف خروف بلدى حى بسعر 62 جنيهاً للكيلو القائم وذلك فى 15 شادراً مقسم على فروع الشركة.
أضاف أنه سيتم طرح أيضاً 120 طن لحوم مجمدة سعر الكيلو 60 جنيهاً، بينما اللحوم المجمدة المصنعة بـ 64 جنيهاً، و8 آلاف طن دواجن مجمدة بـ37 جنيهاً للكيلو، وطرح كيلو الضأن المبرد بـ90 جنيهاً.
وذكر خالد فكرى، رئيس القطاع لشركة المصرية لتجاره الجملة، أن الشركة ستطرح 500 طن لحوم طازجة بسعر 85 جنيهاً للكيلو، و300 طن دواجن مجمدة بـ37 جنيهاً للكيلو، و1100 خروف مذبوح، وطرح كيلو الضأن المبرد بـ90 جنيهاً.
وأوضح فكرى، أنه سيتم طرح ما يقرب من 900 رأس خروف بلدى حى سعر الكيلو قائم 62 جنيهاً، وذلك فى 25 شادراً مقسم على فروع الشركة بمحافظات الوجه القبلى.
«الأعلاف».. أكبر أعباء المربين
«السيد»: ارتفاع تكلفة التربية تجبر مزارع على الخروج من السوق
يُمثل تضخم أسعار الأعلاف منذ بداية أزمة العملة الصعبة منتصف العام 2016، شكوى طالت مربى الثروة الحيوانية من الفلاحين ومزارع الإنتاج، فى ظل تدنى الأسعار لمستويات لا تتناسب مع التكاليف، والتى مثلت أزمة أجبرت المزارع على خفض أعداد التربية تدريجيًا منذ بدايتها، وغلق مزارع أخرى عدة.
قال بُرعى أبوالمجد، تاجر ماشية إن الأعلاف تُمثل حجر العثرة الأكبر أمام تنمية الإنتاج الحيوانى، والتى تضاعفت منذ منتصف العام 2016 بما يزيد على %150 بموجب تحرير أسعار الصرف وخسارة الجنيه أكثر من %50 من قيمته أمام الدولار.
وخلال نوفمبر 2016، حرر البنك المركزي أسعار صرف العملة المحلية أمام سلة العملات الأجنبية، ليرتقع سعر صرف الدولار أمام الجنيه من 8.88 جنيه إلى 18 جنيهًا، قبل أن يتراجع نسبيًا الأسابيع الأخيرة إلى 16.50 جنيه تقريبًا.
أوضح أن أسعار أعلاف الماشية قبل قرار تحرير أسعار العُملة كانت تتراوح بين 2000 و2500 جنيهًا للطن على أقصى تقدير، وبعض الأنواع تنخفض إلى 1800 جنيه، لكنها بعد القرار تضاعفت لتصل إلى 5200 جنيه للطن فى المتوسط.
قال محمد زايد، تاجر أعلاف، إن أزمة الأعلاف تزامنت مع أزمة ارتفاع أسعار الصرف فى السوق السوداء وقتها، مع عدم قدرة البنوك على توفير كامل احتياجات مصانع الأعلاف لاستيراد خامات التصنيع من الذرة الصفراء والفول الصويا والإضافات.
وتُقدر احتياجات مصانع الأعلاف من خامات التصنيع سنويًا بنحو 7 ملايين طن من الذرة الصفراء ومليون طن من الفول الصويا، وهى فى تزايد مستمر مع تنامي أعداد المصانع الصغيرة الجديدة.
تكمن الأزمة فى اعتماد المصانع على خامات مستوردة بما يزيد على %90 من الاحتياجات السنوية، ما يضع المنتج محليًا تحت طائلة الأسعار العالمية في بورصة شيكاجو للحبوب، والتى ترتفع وتنخفض بحسب المعروض العالمى أمام الطلبات الدولية والأسعار المحلية للدولار.
أضاف زكريا السيد، صاحب مزرعة، إن ارتفاع تكلفة تربية الثروة الحيوانية مع بقاء أسعار البيع عند مستويات متدنية رفع من الأعباء على المربين، وتعظم الخسائر، ما أجبر العديد من المزارع على الخروج من السوق، وبالتالى تراجع الإنتاج المحلى.
ارتفاع الواردات يُربك سوق «الماشية»
“الوزراء” يشكل لجنة لتنظيم طلبات المستوردين وفقاً لاحتياجات السوق
أدى نمو واردات الماشية الحية لتراجع أسعار البيع فى السوق المحلى، ما دفع المربين إلى تقديم شكاوى لوزارة الزراعة ومجلس الوزراء، الذى شكل لجنة لمراجعة الطلبات التى يُقدمها المستوردين وتنظيمها وفقًا لاحتياجات السوق.
وقال محمد العراقى، مستورد ومربى ماشية، إن أعداداً كبيرة من الماشية المستوردة دخلت السوق منذ بداية العام الماضى، خاصة من سوق البرازيل.
أضاف أن زيادة الواردات انعكست على السوق المحلى بوفرة فى المعروض، ما تسبب فى تراجع أسعار الماشية الحية “القائم” و”التربية” لمستويات أضعف من أن تُحقق مكاسب مقبولة للمربين من الفلاحين ومزارع الإنتاج، مُقابل تكلفة الإنتاج المتنامية.
أوضح العراقى، أن استيراد كميات كبيرة من الماشية، خطوة استفاد منها بعض مُربى الماشية المستوردة محليًا؛ عبر ارتفاع مُعدلات نموها مقارنة بالماشية البلدية، والذى يبلغ الضعف تقريبًا، مدعومة بتمتعها بالتحصينات اللازمة فى دول المنشأ، وهو ما يدعم مكاسب مربيه بعكس “البلدى”.
ورغم ذلك لم تتراجع أسعار بيع اللحوم للمستهلكين، وهو ما فسره المستوردين بثبات الأسعار لدى الجزارين، وعدم وجود رقابة لحساب تكلفة الإنتاج وأسعار البيع من المربين والمزارع، وارتفاع الحلقات الوسيطة وصولاً إلى الجزارين.
وأرجع رُشدى هلال، مستورد ماشية حية، انخفاض أسعار الماشية الحية إلى أسباب عدة بدأت بتراجع مشتروات المستهلكين، مع دخول كميات كبيرة من الماشية المستوردة، بخلاف رغبة صغار المربين فى التخلص من الماشية لديهم بعد ارتفاع التكلفة وزيادة أسعار الأعلاف.
وقال إن 80% من تربية الماشية البلدية يملكها صغار المربين، وتوقع تصاعد أسعار اللحوم مرة أخرى بعد انتهاء عيد الأضحى بسبب توقف أعداد كبيرة من صغار المربين عن العمل، وضعف الواردات خلال الشهور الأخيرة على خلفية “التحجيم” الذى تُجريه الحكومة حاليًا.
وشكلت الحكومة لجنة لتنظيم عملية استيراد الماشية بعد ارتفاع أعداد الواردات خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الحالى، الأمر الذى أثر على أسعار بيع الماشية الحية.
وقال أحمد عبدالكريم، رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطرى، إن الوزارة استقبلت عدة شكاوى من مزارع التربية وصغار المربين، تٌفيد بتضررهم من نمو الواردات، ما أثر على الأسعار فى النهاية وجعل العديد منهم يتوقفون عن العمل بسبب الخسائر المتلاحقة.
أضاف أن الشكاوى وصلت مجلس الوزراء، ما دفعه لتشكل لجنة لتنظيم الواردات عبر الطلبات التى تستقبلها الإدارة من شركات الاستيراد وفقًا لحاجة السوق والمواسم التى يرتفع فيها الطلب.
ويظهر تأثير اللجنة فى أعداد الواردات خلال شهرى مايو ويونيو الماضيين، حيث بلغت أقل مستوى لها فى الشهر الماضى بواقع 9274 رأساً فقط، مُقابل 46 ألفًا فى أبريل، و45 ألفًا فى مارس، و31 ألفًا فى فبراير، و40 ألفًا فى يناير.
وأصدرت وزارة الزراعة الأمريكية تقريراً عن السوق المصرى بداية العام، توقعت فيه نمو واردات اللحوم الحية بواقع 90 ألف رأس خلال 2019، لترتفع إلى 340 ألف رأس مُقابل 250 ألفًا فى 2018، وأرجع التقرير ارتفاع الاستيراد إلى استقرار سعر صرف الجنيه أمام سلة العملات الأجنبية، بخلاف توجهات المستهلكين نحو المنتجات المستوردة لرخص أسعارها مقابل اللحوم المحلية.