تحولت المملكة العربية السعودية نحو الهند بعد سلسلة من الأزمات التى اجتاحت المملكة فى موجة من اللوم الدولى فى أعقاب مقتل الصحفى جمال خاشقجى، أكتوبر 2018، وتسعى المملكة إلى إبراز أوراق اعتمادها باعتبارها أثقل استثمار عالمي ووجهة للتدفقات النقدية الأجنبية بما فى ذلك طرح شركة “أرامكو” أكبر شركة منتجة للبترول فى العالم فى البورصة.
وفي المقابل، تمكنت الهند المشغولة بأمن الطاقة الخاص بها من الحصول على صفقة طويلة الأجل عندما اهتزت الإمدادات العالمية بفعل الاضطرابات فى إيران وفنزويلا، حيث من المقرر أن تكون “أرامكو” أحد أكبر الاستثمارات الأجنبية فى تاريخ البلاد.
وبعد العديد من المناقشات التى شملت كبار المسؤولين السعوديين وكبار المسئولين التنفيذيين فى الشركة السعودية كشف المسئولون عن شراكة مع شركة “ريلاينس” الهندية التى يديرها الملياردير موكيش أمبانى، والذى يرأس واحدة من اكبر تكتلات الطاقة فى الهند.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أنه فى الوقت الذى يتراجع فيه الطلب على البترول فى الغرب تحرص “أرامكو” السعودية على التوسع فى جميع أنحاء آسيا وتطوير شراكات فى مصافى التكرير حيث أن نمو الاستهلاك فى الاقتصادات الناشئة يعززه تضخم الطبقات المتوسطة.
وبموجب اتفاقية التوريد الجديدة من قبل الشركة السعودية والبالغة 500 ألف برميل يوميًا ستمثل حوالى 40% من طلب “ريلاينس” للخام وهو ضعف ما قدمته “أرامكو” تقليديًا للشركة الهندية قبل سنوات.
وقال آلان جيلدر، خبير التكرير والكيماويات في شركة “وود ماكينزى” لاستشارات الطاقة “تواصل “أرامكو” السعودية إبداء اهتمامها الشديد بالوصول إلى السوق الهندية التى تتمتع بأقوى فرص النمو على المدى الطويل”، وبالنسبة للشركة الهندية تعد الصفقة جزءاً مهماً من هدفها لخفض صافى الدين إلى الصفر بحلول مارس 2021.
ذكرت الصحيفة أن كومة ديون الشركة الهندية تضخم مع إطلاق ذراعها الجديد “جوا” للخدمات الرقمية الطموحة مع 340 مليون مشترك فى الهاتف المحمول.
وقامت “ريلاينس” ببناء أكبر شركة للبيع بالتجزئة في الهند حيث تقوم بالتحول إلى الشركات التي تواجه المستهلكين.
وخضعت بيانات “ريلاينس” المالية لمزيد من التدقيق حيث قام بنك “كريدي سويس” الأسبوع الماضي بخفض تصنيف أسهم الشركة وخفض السعر المستهدف للسهم مما يعكس المخاوف بشأن كومة ديونها البالغة 22 مليار دولار.
وقالت “ريلاينس”، إن الشراكات الأجنبية كانت جزءاً رئيسياً من خفض هذا الدين، وبالإضافة إلى الصفقة مع “أرامكو” السعودية وافقت شركة “بى بى” البريطانية الأسبوع الماضى على تشكيل شبكة من محطات الوقود وتزويد شركات الطيران بالوقود بالتعاون مع شركة “ريلاينس”.
ومع توسع هؤلاء الشركاء الجدد في الهند يأمل بى إم إس براساد، الرئيس التنفيذى لشركة “ريلاينس” فى أن تستخدم “أرامكو” شبكة الإنترنت فائق السرعة من قبل “جيوا” لبناء مشاريع جديدة بسرعة.
وقال براساد، “لدينا وجود محلى قوى للغاية ويمكن لشركة “أرامكو” الاستفادة من ذلك حيث إنهم سيحصلون على كل شىء مجاناً.”
وأضاف أن استخدام صفقة “أرامكو” السعودية لخفض الديون لم يكن سوى جزء من دافع أوسع لتعزيز الشركة، حيث أنها صفقة استراتيجية وليست صفقة لخفض الديون.