أبوالفتوح: “الأهلى” مهتم بكبار العملاء لتوسيع قاعدة المتعاملين
الغمراوى: “البركة” يطور الخدمات الرقمية لجذب المزيد من “عملاء الصفوة”
“إرنست آند يونج”: 41% من عملاء الثروات حول العالم يفضلون التعاملات عبر الموبايل
يمثل كبار العملاء المعروفون بـ”أصحاب الياقات البيضاء” محور اهتمام البنوك التى كثفت اعتمادها على التكنولوجيا لجذب الأثرياء من خلال توفير الخدمات المصرفية المميزة وتطوير الخدمات الاستشارية، لكن قلة الأدوات المالية المتاحة وانخفاض نصيب الفرد من الثروات والمنافسة القوية يمثلون تحدى للقطاع خلال الفترة المقبلة.
وكشف مسح لـ”البورصة” على مركز الخدمة الهاتفية فى 30 بنكًا، تقديم 24 بنكًا لخدمات كبار العملاء، وتخصيص 3 بنوك إدارة للثروات هى “التجارى الدولى” و”الأهلى الكويتى” و”العربى الأفريقى” ومن المتنظر أن ينضم بنك “أبوظبى الأول” إلى قائمة البنوك المقدمة للخدمة بداية العام المقبل.
وتشابه العدد الأكبر من البنوك فى الامتيازات المقدمة من خلال فروعهم مثل الإعفاء من المصروفات والرسوم الخاصة بالحسابات والبطاقات وإصدار الشيكات بالإضافة إلى البطاقات البلاتينية والوورليد إيليت والانفينيت.
بجانب تخصيص فروع أو أماكن مميزة داخل الفرع وتوفير مستشار مالى خاص ورقم خدمة عملاء للرد على استفسارات العملاء وخدمات الإنترنت المختلفة بالإضافة إلى خدمات الرفاهية فى مطارات العالم والفنادق والتسوق، والحصول على قروض بدون ضمانات وفائدة مختلفة.
وقال يحيى أبوالفتوح، نائب رئيس البنك الأهلى، إن البنك مهتم بشريحة كبار العملاء، ويسعى لتطوير الخدمة المقدمة إليهم سواء شركات أو أفراد، عبر تطوير المنتجات التكنولوجية وخدمات ترتيب وضمان ووكالة القروض، والاستشارات المالية.
بجانب خدمة الأفراد عبر طرح منتجات ائتمانية ذات حدود مرتفعة، وتوفير الاستشارات المالية اللازمة وتوفير موظف مختص لكل عميل، وفروع مخصصة لهذه الفئة من العملاء.
وتوقع أبوالفتوح انتعاش صناعة إدارة الثروات، عبر الآليات الأخرى مع الاستقرار الاقتصادى الذى تمر به مصر، والاتجاه نحو تشجيع الاستثمار.
وقال أشرف الغمراوى، الرئيس التنفيذى لبنك البركة-مصر، إن كبار العملاء فى البنك يتم تصنيفهم ضمن باقة “الصفوة”، التى تتيح عددا من الخدمات المالية والحلول الاستثمارية تناسب هذه الشريحة من العملاء بجانب اعتمادها على تطوير البنية التكنولوجية والخدمات الرقمية للوصول إلى أفضل تجربة مصرفية للعملاء.
وقال أشرف القاضى، الرئيس التنفيذى لبنك المصرف المتحد، إن البنك أطلق مطلع هذا العام خدمة “يو بى دايموند”، بعد دراسة السوق وطبيعة الخدمات المُقدمة، ويتم تقديمها فى 9 فروع، ويتميز العميل فيها بالخصوصية والأمان والسرعة فى انجاز متطلباته عبرتطبيقات التكنولوجيا المالية.
أضاف أن البنك يخصص للعميل موظف خدمة عملاء يهتم بكافة متطلباته، ويقدم له الاستشارات المالية والفنية لتعظيم العائد على استثماراته.
أوضح أن القطاع المصرفى لا يقدم فقط خدمات متميزة لكبار العملاء لكن أيضًا الاستشارات المالية وآليات جديدة مثل إدارة السيولة والموبايل البنكى والمحافظ الذكية، وغيرها من المنتجات بجانب توفير بيانات كافية عن الأسواق العالمية وآليات الاستثمار.
وقال مسؤل بقطاع الاستثمار فى بنك مصر، إن الإجراءات المنتظرة من الحكومة لتنشيط أسواق المال ومنصة التداول الإلكترونية وربط الدين عبر “يوروكلير” سيكون لها عامل كبير فى زيادة فاعلية إدارات الثروات فى مصر، لكن يبقى هناك اختلافات جذرية فى حجم الثروات فى مصر ودول الخليج، وثقافة أصحاب الثروات الذين يفضلوا استثمار أموالهم بأنفسهم فى ظل امتلاكهم لأنشطة تجارية أخرى، بخلاف الوضع فى معظم الدول العربية.
أضاف أن إدارات الثروات فى مصر يقيدها أكثر من عامل أهمها هو أن عدد الأفراد أصحاب الثروات ليس كبير، بجانب متوسط دخل الفرد المنخفض نسبيًا، وبالتالى التنافس محتدم بين البنوك مع عدم وجود ديون متداولة للشركات أو آليات استثمار متنوعة بخلاف تلك المعتادة ومنها الأوعية الإدخارية أو صناديق الاستثمار، أو أدوات الدخل الثابت بصفة عامة بخلاف دول الخليج.
ووفقًا لتقرير “كريدى سويس” عن عام 2018، يسجل نصيب الفرد البالغ من الثروة فى مصر نحو 3717 دولارًا فى ظل أن إجمالى حجم الثروة بها يقدر بنحو 212 مليار دولار تمثل 0.1% من حجم الثروة العالمية، فى حين أن حجم الثروة في السعودية يقترب من 977 مليار دولار، ويبلغ نصيب الفرد منها 43.2 ألف دولار.
ويمتلك 96.3% من المصريين البالغين ثروة أقل من 10 آلاف دولار، فى حين أن 3.4% يمتلكون أقل من 10 إلى 100 ألف دولار، و0.3% يمتلكون أكثر من مليون دولار.
وعلى الصعيد العالمى قالت “إرنست آند يونج”، فى تقريرها السنوى عن آفاق الثروة خلال العام الحالى، إن ثلث العملاء أصحاب الثروات يرغبون فى تغيير الشركات أو البنوك التى يتعاملوا معها، وأن الأفراد الأغنى أكثر احتمالية لتغيير منصتهم المالية خلال السنوات الثلاثة المقبلة.
أوضحت أن ذلك يضع ضغوط على إدارات الثروات للحفاظ على عملاؤها لكن مازال هناك أمامها فرصة عبر استغلال التكنولوجيا فى تثقيف العملاء حيث أن الأكثر ثقة فى قدراتهم على إدارة شؤونهم المالية أقل قابلية لتغييرالمؤسسات التى يتعاملوا معها.
وقال التقرير، إن العملاء يتدفقون على المؤسسات التى تستخدم التكنولوجيا المالية مثل النصائح الآلية والأدوات المالية، وتوقعت زيادة العملاء الذين يعتمدون بشكل كبير على التكنولوجيا المالية لإدارة ثرواتهم من 38% إلى 45% خلال السنوات الثلاثة المقبلة.
وأشار إلى أن نتائج الاستبيان الذى أجراه عن عام 2018 كشفت ارتفاع تفضيل العملاء للاعتماد على الهاتف الذكى فى إدارة ثرواتهم إلى 41% مقابل 18% فى 2016، فى حين تراجع تفضيل الموقع الإلكترونى من 38% من العملاء إلى 24%.