تحولت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة، إلى مزيد من الحذر أكثر من أي وقت مضى، منذ الأزمة المالية العالمية على الأقل.
وأصبح التحيز الشديد المؤيد لتخفيف السياسة النقدية ملفتا للنظر ، إذ إن البنوك المركزية بما في ذلك البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا وتركيا ، خفضت بالفعل أسعار الفائدة العام الحالي، مما يشير إلى أن المجال لمزيد من تخفيف السياسة النقدية يجب أن يضيق.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” ، أن مؤشر الحالة المزاجية النقدية فى الأسواق الناشئة لبنك “أوف أميركا ميريل لينش” ، و بناءً على المسح الآلي للكلمات الرئيسية المستخدمة في 11 بنكا مركزيا في الاسواق الناشئة، عند ذروته القصوى منذ الأزمة المالية عام 2009.
قال رئيس إستراتيجية الأصول المشتركة والاقتصاد في “بنك أوف أميركا”، ديفيد هونر: “هناك عدد قليل من الأسواق الناشئة تشعرنا بالارتياح ومنها روسيا والبرازيل. ولكن نعتقد أن بنوكا مركزية أخرى ستخفض سعر الفائدة أكثر مما نتوقع ومنها الصين وجمهورية التشيك”.
وأضاف هونر ، أن أسعار الفائدة الحقيقية في الأسواق الناشئة لا تزال مرتفعة للغاية.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، ان تركيا احتلت المركز الأول بين البنوك المركزية الكبرى في الأسواق الناشئة العام الحالي، إذ خفضت أسعار الفائدة الأساسية بمقدار 750 نقطة أساس إلى 16.5% في حين خفضت الهند بمقدار 110 نقاط أساس إلى 5.4%.
ومنذ بداية عام 2017 تراجعت اسعار الفائدة فى البرازيل بنسبة 775 نقطة أساس إلى 6% وروسيا بمقدار 300 نقطة أساس إلى 7%.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن السلطات النقدية تستجيب للنمو المتعثر .و يتوقع صندوق النقد الدولي، أن يتباطأ النمو على مستوى الأسواق الناشئة إلى مستوى منخفض بعد الأزمة المالية العالمية بنسبة 4.1% العام الحالى.
وقال هونر ، إن العديد من الدول تخلصت من عجز الحساب الجاري الذي قيد السياسة في الماضي.. وبالتالي فإن لديهم مساحة أكبر لخفض أسعار الفائدة دون أن تنهار عملاتها.
وأشار إلى أن التشاؤم المفرط ينبغى أن يكون داعمًا لأسهم وسندات الأسواق الناشئة، ولكنه فى الوقت نفسه يكون عبئًا محتملًا على العملات.
