المشروعات الصغيرة المستفيد الأول من الوحدات الرخيصة
قال رئيس نيجيريا محمدو بوهارى، إن الإمداد المستقر للطاقة أمر بالغ الأهمية لمساعدة الشركات الصغيرة فى أكبر دول أفريقيا من حيث عدد السكان، فى وقت لا يزال العديد من الشركات الصغيرة بما فيها محلات الحلاقة ومحلات الأسواق التجارية تفتقر إلى إمكانية الوصول لإمدادات مستقرة من الكهرباء، حتى فى المناطق التى تغطيها الشبكة الكهربائية فى البلاد.
وهذه مشكلة يأمل مصنعو الألواح والبطاريات الشمسية فى حلها، من خلال توفير وحدات مستقلة يمكنها أن تحل محل مولدات الديزل وتزويد الشركات الصغيرة بقدرة آمنة على تعويضها عن الأوقات التى تتوقف فيها الشبكة عن العمل.
وأشار تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إلى أنه بعد طفرة مبدئية فى مجال الطاقة الشمسية كانت تهتم فى الغالب بتوفير الطاقة للقرى الريفية النائية، أصبح سكان المدن والشركات هم محور الموجة الثانية من الطاقة الشمسية فى أفريقيا عموماً.
ومن المتوقع أن يزداد عدد الأشخاص الذين يعيشون فى مدن أفريقيا من حوالى 500 مليون شخص اليوم إلى أكثر من 1.4 مليار شخص فى العقود القليلة المقبلة وبحلول عام 2025، سيكون هناك 100 مدينة أفريقية تضم أكثر من مليون شخص، وفقاً لمؤسسة «ماكينزى البحثية».
ويقول أليستير جوردون، الرئيس التنفيذى لشركة «لوموس»، التى توفر 80 وات عبر الألواح الشمسية والبطاريات فى نيجيريا، إن شبكة الكهرباء الحكومية لا يمكنها مواكبة النمو السريع لسكان المناطق الحضرية.
أضاف أن تركيز الاستثمار الرسمى فى نيجيريا بمجالات بعيدة عن الشبكة لإنهاء انقطاع التيار الكهربائى، وكلما تحركت الشبكة لتغطية أبعد من وسط المدن، فإن الأمر يزداد سوءاً.
أوضح أن تخوم المدن هى المكان الذي يوجد فيه الكثير من الناس لديهم شبكة ضعيفة لا تلبى الكثير من طلباتهم، وفى حين أن %60 من سكان نيجيريا يمكنهم الوصول إلى شبكة الكهرباء، فإن %33 فقط يمكنهم الحصول على كهرباء بوتيرة مستقرة.
ويساعد استخدام الألواح الشمسية والبطاريات صغيرة الحجم فى دعم عمل الشركات الصغيرة بدءاً من مصففى الشعر إلى تسويق مصابيح الطاقة والمراوح وأجهزة التليفزيون الصغيرة وشواحن الهواتف المحمولة خاصة مع الانخفاض السريع فى تكلفة الألواح الشمسية والتحسينات فى كفاءة بطاريات أيونات الليثيوم، كما ساعدت أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة على تقديم الخدمات بأسعار معقولة للغاية.
كما أدى الاستخدام المتزايد لمدفوعات الهاتف المحمول إلى تسهيل إجراءات التأجير لوحدات الطاقة الشمسية أو الملكية بسهولة تنافسية من حيث التكلفة مع الكيروسين وأكثر كفاءة من المولدات التى تعمل بالديزل.
وتعتبر المولدات الكهربائية غير فعالة؛ نظراً إلى أنه يجب تشغيلها بقوتها الكاملة بغض النظر عن مقدار الطاقة اللازمة، ما يؤدى إلى تبديد الوقود والطاقة المنتجة، فضلاً عن خلق أبخرة ملوثة للبيئة.
وبدأت شركة «زولا» بيع مجموعات صغيرة من الطاقة الشمسية والبطارية فى خمس دول بأفريقيا وهى شركة متخصصة فى الطاقة الشمسية ومقرها أمستردام، وتركز الشركة الهولندية جهودها على توفير الطاقة للشركات الصغيرة فى المدن الأفريقية.
ويقول بيل لينيهان، الرئيس التنفيذى لشركة «زولا”، إنهم يختارون أكثر أشكال الطاقة استقراراً فى أى وقت من الأوقات، كما أن أنظمة التشغيل تحمى الأجهزة من ارتفاع التيار الكهربائى المفاجئ، ويمكن للعملاء تركيب بطاريات إضافية لتلبية الأحمال الكبيرة أو زيادة وقت تشغيل النظام.
وتتصل الوحدات، أيضاً، بشبكة الهاتف المحمول لخدمة أكبر قطاع فى المدن، ما يجعلها سوقاً ضخماً لوحدات الطاقة الشمسية، فالهدف لم يعد تلبية طلب استهلاك الطاقة، ولكن دعم عدد من الشركات التى تعانى طاقة غير مستقرة، ولا يمكنها تحمل الفوضى الناجمة عن ذلك.
وعلى حافة المدن، يتصل الكثير من الناس بشبكة الكهرباء الحكومية، لكنها لا تفعل الكثير من أجلهم، فى حين أن أنظمة الطاقة الشمسية والبطارية يمكن أن توفر الكهرباء للشركات الصغيرة والأسر الحضرية، فضلاً عن النمو الصناعى فى المدن الأفريقية الذى يتطلب الكثير من الطاقة بكميات أكبر وبسعر تنافسى.
ويقول تود موس، الذى يدير مؤسسة غير ربحية تسمى «الطاقة من أجل النمو”، إن على البلدان أن تستثمر الآن فى إمدادات الطاقة على نطاق أوسع لضمان تطوير الصناعة وخلق فرص عمل.
وفى حين أن نيجيريا لديها 12 جيجاوات من القدرة المولدة، لكن ما جرى تركيبه فقط على الشبكات الوطنية 4 جيجاوات مقارنة بـ1000 جيجاوات فى الولايات المتحدة.
ويقول «موس»، الذى عمل سابقاً فى الحكومة الأمريكية ويركز على أفريقيا تحت قيادة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس: «ستكون بطاريات Solar Plus مفيدة فى بعض الأماكن، لكنها لن تكون الحل فى كل مكان».
أضاف أن أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية ستكون جزءاً من مزيج الأسر الريفية، وربما لن تكون جزءاً من مزيج صناعى أو حضرى.