تعد شركة «كوكاكولا»، واحدة من كبرى الشركات التى تدرك المسؤلية المجتمعية، وتشارك فى هذا النشاط بقوة.
قالت الدكتورة غادة مكادى، المدير الاقليمى لقطاع الاتصالات والعلاقات الخارجية والاستدامة بشركة كوكاكولا العالمية، إن استراتيجة المسؤلية المجتمعية للشركة تتوافق مع مخطط الدولة لتحقيق التنمية المستدامة.
وأوضحت مكادى فى حوار لـ«البورصة»، أن المسؤلية المجتمعية فى مصر لم تعد عملا اختياريا، بل أصبحت التزاما واجبا على جميع الشركات.
وأضافت أنه لابد أن تكون المسؤلية المجتمعية، فلسفة لعمل الشركات خصوصا الكبيرة منها بالسوق المحلى، وتقوم بتخصيص موارد ثابتة من ميزانيتها السنوية لهذا القطاع التنموى للمساهمة فى تحقيق اهداف التنمية المستدامة.
وأوضحت أن المشكلة الأساسية فى مصر، تتلخص فى أن كل شركة تعمل بجهود فردية، أى تقوم بتنفيذ أنشطة وتقديم خدمات ومساعدات مالية أو تعليم وغيرها من الأعمال بشكل منعزل عن غيرها، ودون تنسيق.
ولفتت المدير الاقليمى لقطاع الاتصالات والعلاقات الخارجية والاستدامة بشركة كوكاكولا العالمية، إلى أن الوعى تجاه المسؤلية المجتمعية، بدأ يزداد خلال السنوات الأخيرة، سواء فى المجتمع المدنى أو القطاع الخاص، بجانب تنفيذ مشروعات تخدم التنمية المستدامة. ولكن عدد من ينفذون التنمية المستدامة بالطريقة الصحيحة، يمثلون نسبة ضئيلة.
واقترحت إنشاء كيان موحد مستقل لتوحيد جهود كافة الجهود العاملة فى المسؤلية المجتمعية من قطاع حكومى وخاص ومجتمع مدنى، وتوجيهها للقطاعات الأكثر احتياجاً، لتجنب عمل كل شركة بشكل منفرد لتحقيق إيجابيات ملموسة.
ولفتت إلى أهمية تكثيف الجهود فى هذا القطاع الفترة المقبلة، وتوحيدها، وتكاتف جميع الجهات والمؤسسات سواء فى المجتمع المدنى او القطاع الخاص، مع الجهات المنوطة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
قالت مكادي، إن الشركات لابد أن تكون على دراية بخطة الدولة وأهداف التنمية المستدامة قبل البدء فى تنفيذ مشروعات خدمية فى إطار المسؤلية المجتمعية، حتى يتم الوصول للنتائج المرجو تحقيقها.
واقترحت إنشاء كيان واحد مستقل، يعمل على التنسيق بين القطاعين الخاص والمدنى وبين الدولة، لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال مشروعات المسؤلية المجتمعية.
أضافت، أن أبرز القطاعات التى تحتاج مشاركة القطاع الخاص للنهوض بها، هما الصحة، والتعليم، فضلاً عن تنفيذ مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، وتشجيع دور ريادة الأعمال محالياً، بجانب تمكين المرأة اقتصادياً.
وأوضحت أن شركة كوكاكولا، بدأت تنفيذ خطتها فى المسؤلية المجتمعية منذ 8 سنوات من خلال مبادرة مشروع 100 قرية و توصيل المياه النقية إلى مليون شخص من غير القادرين.
وتابعت: «تعمل المبادرة على توصيل المياه للفئات الأكثر احتياجاً، فضلاً عن أعمال تطوير المدارس، والوحدات الصحية وإمدادها بالمعدات والأجهزة المطلوبة. وتعمل الشركة أيضاً على تنفيذ مشروعات متناهية الصغر».
ولفتت إلى أن الشركة تستهدف توحيد الجهود فى المناطق التى تعمل بها وتلبية احتياجاتها، إذ تم تنفيذ أعمال تنمية وتطوير لنحو 60 قرية فى 14 محافظة، وجاءت محافظات الصعيد فى مقدمة قائمة الأولويات.
قالت المدير الإقليمى لقطاع الاتصالات والعلاقات الخارجية والاستدامة بشركة كوكاكولا العالمية، إنه تم توصيل المياه النقية لنحو نصف مليون شخص من الفئات الأكثر احتياجاً، وتسعى الشركة للوصول لنحو مليون اسرة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وأوضحت أن الشراكة هى أساس نجاح التنمية المستدامة، ولذلك تتتعاون «كوكاكولا» مع 7 ـ 10 مؤسسات خيرية من ضمنها «مصر الخير»، و«بنك الطعام»، و«صناع الخير»، «وأهل مصر»، و«اليونسيف»، و«مؤسسة كيرالدولية» وغيرها.
ولفتت إلى قرب توقيع بروتوكول تعاون مع مؤسسة «حياة كريمة» للمساهمة فى تنفيذ البرنامج الرئاسى «حياة كريمة» لمدة 3 سنوات، موضحة أن إستراتيجة المسؤلية المجتمعية للشركة تتوافق مع مخطط الدولة و أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وتابعت: «يستهدف البروتوكول تطوير 40 قرية ضمن مبادرة الشركة والتى تهدف لتطوير 100 قرية ولكن تحت مظلة مبادره حياة كريمة، من خلال الاستعانة بقاعدة بيانات والدراسات الميدانية والخرائط التى أعدتها المبادره والخاصة بالمناطق الأكثر فقراً واحتياجاً».
وأكدت أن «كوكاكولا» تخصص ميزانيات ثابتة لقطاع المسؤلية المجتمعية رافضة ذكر تلك الأرقام، حتى لا يؤثر على دورها التنموى لأن ما تحققه الشركة من تنمية أهم من التكلفة على حد وصفها.
ولفتت إلى أن الشركة استثمرت فى السوق المحلى خلال السنوات الثلاث الأخيرة نحو نصف مليار دولار، وتستهدف الوصول بحجم إستثماراتها لـ 8 مليارات جنيه بنهاية 2022 من خلال خطوط إنتاج جديدة ومشروعات جديدة محلياً.
أوضحت مكادي، أن الشركة تمكنت من توفير 110 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة فى السوق المحلى، من خلال عمل الشركة فى مصر، مشيرة إلى مصنع المركزات الذى يقع فى المنطقة الصناعية الحرة بمدينه نصر، وتصدر منه لنحو 46 بلدا بقيمة تصل إلى نصف مليار دولار سنوياً.
وتابعت : «تعد الشركة دراسات دورية مع شركاءها فى الأعمال الخيرية للوصول للمناطق الأكثر احتياجاً، من خلال استبيانات للوصول للفئات الأكثر فقراُ والتأكد من مدى استحقاق الأسرة المستفيدة».
وقالت إن الشركة لها دور كبير فى تنفيذ مشروعات تساعد على تمكين المرأة، إذ ساهمت فى توفير مشروعات متناهية الصغر تتمثل فى أكشاك كمنافذ بيع بها ثلاجات ومشروبات متنوعة لنحو 25 ألف سيدة بقيمة تصل لـ 100 مليون جنيه على مدار السنوات الثلاث الماضية.