منذ إطلاق أهداف التنمية المستدامة فى 2015، تعهدت نحو 193 دولة وأكثر من 10 آلاف شركة ومستثمر يمتلكون أصول تزيد قيمتها على 4 تريليونات دولار، بدعم تلك اﻷهداف، ولكن رغم الدراسات الحديثة التى تشير إلى إمكانية توفير ما يصل إلى 12 تريليون دولار و380 مليون وظيفة بحلول عام 2030، إذا وضعت أهداف التنمية المستدامة فى قلب الاستراتيجيات الاقتصادية العالمية، لاتزال الشركات العاملة على نطاق واسع تكافح لتطوير وتنفيذ نهج شامل ويندرج ضمن الأهداف العالمية.
وقدم عدد من الخبراء، العاملون فى سلسلة «هيلتون» العالمية للفنادق والمنتجعات، وشركة «ثاى يونيون»، و«Asia Pulp & Paper»، و«سنتريكا بيزنس سوليوشنز»، خلال ندوة «Power Hour»، نصائح تدور حول إمكانية موائمة استراتيجيات الشركات مع أهداف التنمية المستدامة وإطلاق مبادرات جديدة تتماشى مع تلك اﻷهداف.
«اختر معاركك بحكمة».. هى النصيحة الأولى، أى انه ليس من الضرورى أن يتبنى مشروعك تنفيذ أهداف التنمية المستدامة الـ 17 والأهداف الفرعية الـ 239 المندرجة ضمنها، خصوصاً أن تبنى جميع الأهداف سيكون أمراً طويلاً ومكلفا للغاية، كما أنه قد يمنع المنظمة من العمل فى مجالات قد تساعد فى إحداث تغيير جذرى فى المجتمع.
وقال داريان ماكباين، المدير العالمى لقسم الاستدامة لدى «ثاى يونيون»، إن أهداف التنمية المستدامة الـ 17 تبدو كثيرة، وكل هدف له أهميته الخاصة، ولكن «ثاى يونيون» اتخذت نهجاً ينطوى على اختيار بعض الأهداف التى ترتبط بشكل خاص بالشركة وأعمالها العالمية، وهذا لا يعنى أن الأهداف الأخرى ليست مهمة، بل إن الأشياء التى حددتها الشركة سلفاً كانت بمثابة أداة مشاركة مع موظفيها كما أنها ساعدتها فى التركيز على تحقيق التقدم ضمن الأولويات المحددة والطريقة التى يمكن بها إحداث أكبر تغيير ممكن.
«ابدأ بالأمور ذات الأهمية الجوهرية».. هى النصيحة الثانية، إذ حددت شركة «هيلتون» العالمية للفنادق والمنتجعات هدفاً استراتيجياً واحداً فقط يعرف باسم «السفر بهدف»، الذى يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، للعمل عليه، وينطوى هذا الهدف على 23 هدفاً شاملاً للاستدامة حتى عام 2030، نتيجة عمليات تقييم الأمور المهمة بشكل مستمر ومتكرر.
وتتمثل النصيحة الثالثة فى تجنب المدى القصير، إذ أفادت ليز ويلكس، مدير الاستدامة وإشراك أصحاب المصلحة لدى شركة » Asia Pulp & Paper» بضرورة عدم تجاهل حقيقة أن أهداف التنمية المستدامة تقدم رؤية لما يمكن أن يكون عليه المستقبل المستدام فى عام 2030 وإمكانية استخدامها فى مساعدة أى منظمة على اتباع نهج طويل الأجل لتحقيق الاستدامة.
أعلن أهدافك وحدد أهداف مؤقتة هى النصيحة الرابعة، فهناك وجهة نظر تحتفظ بها العديد من الجهات الفعالة الرئيسية فى مجال الاستدامة، وهى أن الشركات بحاجة لنشر أهدافها، لكفالة وجود نوع من المساءلة وإشراك أصحاب المصلحة الرئيسيين فى مواجهة التحديات الرئيسية، وهى نقطة أكد عليها أندرو دونالد، من «سنتريكا بيزنس سوليوشنز»، مرة أخرى، كما حث أيضاً على ضرورة تحديد الشركات لأهداف مؤقتة، موضحاً أن هذين الأمرين يساعدان فى تحميل الأشخاص مسئولية تحويل طموحاتهم إلى أفعال.
وتقول النصيحة الخامسة «استخدم الأهداف العالمية لتمكين الأفراد».. فعلى سبيل المثال، قالت سيلفيا لو، مديرة سلسلة فنادق «هيلتون»، أن إدراك الموظفين بأنهم يساهمون بشكل إيجابى فى التقدم العالمى قد أثبتت أنها تمنح الموظفين مزيداً من الصلاحيات فى جميع أنحاء العمل.
وأشارت إلى أن كل شخص تحدثت إليه فى «هيلتون» يهتم بأمر واحد مندرج ضمن الأهداف، سواء كان تغير المناخ أو إهدار الطعام أو إعادة التدوير، مما يعنى تنوع أفكار الموظفين فى سلسلة القيمة وهو أمر ساعد فى تحرك مسئولية الشرك إلى الأمام.
ويوضح الخبراء، أن النصيحة السادسة تتمثل فى «التعاون مفتاح النجاح»، بداية من الشركات متعددة الجنسيات والدول الكبيرة المتقدمة ووصولاً إلى المستهلكين الأفراد، على اتخاذ إجراءات طموحة وموحدة، وفى الواقع ستجد أن الهدف السابع عشر مخصص للشراكات والعمل الجماعى فقط، لذا كان هناك حرص كبير على التأكيد على أهمية التعاون على المستوى الداخلى والخارجى فى رحلة تطبيق أهداف التنمية المستدامة.
وتتمثل النصيحة السابعة والأخيرة فى «الصدق التام»، ففى واحدة من الندوات السابقة التى ركزت على أهداف التنمية المستدامة، ناقش الخبراء ما إذا كان ينبغى على الشركات الإعلان عن مساهماتها السلبية فى أهداف التنمية المستدامة أو على الأقل أن تكون أكثر شفافية بشأن التحديات المتعلقة بها.
وشجع كلا من سيلفيا لو، وليز ويلكس، و داريان ماكباين، المستمعين على الكشف عن مزيد من المعلومات حول التحديات والفرص المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة على الصعيدين الداخلى والخارجى.
وقالت سيلفيا لو: «كونك صريحاً بشأن بعض التحديات والفرص التى مازلنا نراها على طول الطريق أمر مهم، فهى رحلة تعليمية بالنسبة لنا، وأنا متأكد من أنها تعتبر كذلك بالنسبة لكثير من الأشخاص الآخرين»، مسلطة الضوء على «هيلتون» التى تتيح الفرصة لجميع موظفيها لتتبع التقدم المحرز فى أهدافها من خلال منصة يتم تحديثها بشكل منتظم عبر شبكات الإنترنت.