شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء انطلاق فعاليات النسخة الأولى لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في أفريقيا المنعقد بمدينة أسوان عاصمة الشباب الأفريقي.
يشارك في المنتدى عدد من رؤساء الدول والحكومات والمسئولين الأفارقة، حيث يستهدف فتح آفاق جديدة نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة بالقارة السمراء، في إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي 2019.
حضر المنتدى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ورئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وبدأت فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية بفيلم تسجيلي قصير عن مسيرة الوحدة والتكامل الأفريقيين.
وعقب ذلك ألقى وزير الخارجية سامح شكري كلمة أعرب فيها عن سعادته بانطلاق الدورة الأولى لمنتدى أسوان للسلام والتنمية والذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وذلك إيمانا منه بأهمية تعزيز وتوسيع دوائر العمل الأفريقي المشترك لتحقيق تطلعات شعوب القارة في الحاضر وأملها نحو المستقبل.
وأضاف شكري أن فكرة منتدى أسوان نبعت من الاقتناع الراسخ بأهمية أن تكون هناك منصة إقليمية وقارية تركز على العلاقة الوطيدة بين استقرار حالة الأمن والسلم وبين تحقيق التنمية المستدامة والتي تعمل كل دول القارة على تحقيقها.
وأشار إلى أن عملية صياغة فكرة المنتدى وتحويلها إلى برنامج عمل متكامل تأسست على مبدأ الملكية الأفريقية للموضوعات المطروحة في إطارها وعلى الشمول في تناول جدول أعماله مع الانفتاح للتعاون البناء مع الشركاء الإقليميين والدوليين، ومن هذا المنطلق جاء اختيار عنوان المنتدى لهذا العام “أجندة للسلام والأمن والتنمية المستدامة”.
وأوضح شكري أن المنتدى يتواكب مع تنفيذ العديد من المبادرات الأفريقية والدولية وعلى رأسها أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063 بالإضافة إلى مبادرة الاتحاد الأفريقي لإسكات البنادق بحلول عام 2020 .
وتابع شكري قائلا “إن الساحة الدولية تشهد حراكا مع إطلاق سكرتير عام الأمم المتحدة لمبادرته العمل من أجل حفظ السلام”، مؤكدا أن القارة الأفريقية بما لها من أولوية في عمليات بناء السلام تحتاج إلى تنسيق جهودها لطرح وجهة نظرها فيما يخص تلك المبادرة وصولا إلى التكامل بين الجهود الأممية والأفريقية عبر تحديد الأولويات والخطوات المطلوبة للإصلاح في هذا الشأن.
بدورها، قالت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، إن أجندة 2063 التي تضم كل أهداف التنمية المستدامة في القارة الأفريقية، تسعى إلى أن تكون هناك أفريقيا جديدة تمثل قوة ديناميكية في المجتمع الدولي.
وأضافت – خلال كلمتها في جلسة “أفريقيا التي نريدها… استدامة الأمن والسلام والأمن والتنمية” – أن أجندة 2063 تتضمن بعض النقاط الهامة المتعلقة بالتنمية المستدامة واحترام حقوق الإنسان والقارة الأفريقية التي تلعب دورا هاما في المجتمع الدولي.
وشددت على أن مهمة القادة الأفارقة ومتخذي القرارات والمفكرين، أن يجدوا حلولا للقارة إنها تعرف ما تريد حتى تستطيع حماية الأمن والسلام والاستقرار للأجيال القادمة، لافتة إلى أن منتدى أسوان للسلام والتنمية يمكن القادة الأفارقة من التعبير عن وجهات نظرهم وعن احتمالات وإمكانيات تحقيق السلام في أفريقيا.
وتابعت أن هناك مشاكل في مالي ونيجيريا ومدغشقر وارتيريا وجمهورية وسط أفريقيا، حيث يقوم الاتحاد الأفريقي بحلها والذي حقق نتاجا جيدا في إعداد هياكل للسلام وتحسين الظروف الإنسانية، وفي السودان أشارت المسؤولة الأممية إلى أن هناك حكومة انتقالية تقوم حاليا بالتوافق بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي لتحقيق السلام في السودان.
وأكدت أن التعاون المثمر بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة مستمر وأن العلاقات بينهما تتضمن التكامل واحترام القادة الأفارقة، موضحة أن التقدم والتنمية في أفريقيا لن يتحقق إلا بمشاركة نصف السكان من النساء والشباب.
أكد الرئيس التشادي إدريس ديبي أن السلام والتنمية المستدامة اسم مناسب ومعاصر ويعكس الصلة الوثيقة بين الأمن التنمية، مشيرا إلى أنه لا يمكن وجود أمن واستقرار دون أمن وسلام.
وقال ديبي – في كلمته خلال فعاليات الجلسة الأولى لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة بعنوان (أفريقيا التي نريدها) اليوم الأربعاء بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي – “إن أفريقيا لديها العديد من الإمكانيات للتنمية منها الموارد الطبيعية والسكان، مشيرا إلى أن 7 من 10 دول في العالم تتطلع أو في طريقها للتنمية موجودة في أفريقيا وهذا يوضح أن الاستثمارات في أفريقيا هى التي تعود بأكبر الأرباح على الرغم من الأوضاع في أفريقيا، فلا ينقص القارة شيئا للنمو حتى لو كان ثقل الماضي الاستعماري وعدم الاستقرار والنزاعات الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى التأخر.
وأضاف أنه على الرغم من هذه الصورة السلبية والعنف والفقر في أفريقيا التي تبالغ فيه وسائل الإعلام، إلا أنه يمكن التغلب على ذلك كما يتضح من خلال المبادرات القارية التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي، كما أن بناء الأمن والسلام للحيلولة دون الأزمات وجداول الأعمال الخاصة بالنمو المستقبلي وإنشاء منطقة التبادل الحر الأفريقي، كل ذلك أمر يدفع للأمل.
وشدد على ضرورة زيادة الجهود من أجل التنمية والقضاء على الأزمات التي تؤدي إلى نتائج كارثية في بعض المناطق الأفريقية، لافتا إلى أن المجموعات الإرهابية والشبكات الإجرامية المنظمة والتي تقوم بتهريب المخدرات والأسلحة تسيطر على أجزاء كبيرة من بلداننا في أفريقيا، لذلك وإزاء هذا التهديد الكبير فمن الضروري أن نقوي من قدراتنا على الرد والتفكير في إنشاء خطوط لمواجهة هذا التهديد معتمدين على قواتنا الخاصة ومساعدات الشركاء.
وأشاد الرئيس ديبي بالجهود المشتركة للدول الأعضاء في منطقة الجنوب لمواجهة منظمة “بوكو حرام” الإرهابية على الرغم من كل القوة المتمتعة بها، وبالمبادرة التي تمت بالنسبة لقوات الساحل وإعطائها للإمكانيات المالية والجهود اللازمة.
ونوه بأن قرب الحدود وضعف الإمكانيات في بلداننا تعطي الإمكانية للمجموعات الإرهابية، لذلك يجب أن نضع الخطوط لمواجهة هذه التهديدات، فالرد الجماعي وحده يمكن أن يسمح لنا بالانتهاء من هذا التهديد، كما يجب توحيد كل الإمكانيات الإقليمية والقارية والدولية والتعاون في مجال الإعلام لمواجهة التهديدات الإرهابية.
وقال “إن السلام والأمن هما أساس الوجود حتى نتمكن من السيطرة على التنمية في القارة السمراء، لذلك يجب أن تدعم كل الإجراءات لتكون أكثر فعالية وقادرة على مواجهة التحديات الجديدة”.
المصدر: أ.ش.أ