واجهت عدة شركات متخصصة فى صناعة المواسير، الزيادة التى طرأت على أسعار مدخلات الإنتاج خلال العامين الماضيين، بزيادة الطاقات الإنتاجية.
وجاءت تلك الخطوة بدعم من المشروعات القومية التى تنفذها الدولة، والتي امتصت زيادة الإنتاج، مما قلل التكلفة الكلية لعملية التشغيل.
قال عبده كامل رئيس مجلس إدارة شركة «سيناء تك» المتخصصة فى صناعة مواسير البلاستيك وشبكات الصرف الصحى ومياه الشرب، إن الصناعة شهدت نموًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة، بدعم من زيادة الطلب عليها من الجهات المنفذة للمشروعات القومية، مثل مشروعات البنية التحتية، والإسكان الاجتماعى.
أضاف لـ «البورصة» أن ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، أثر بشكل سلبي على عمل الشركات ولاسيما الصغيرة والمتوسطة، نظرًا لصعوبة منافستها للشركات الكبيرة، التى تنخفض أسعار منتجاتها بنسبة تصل إلى %15.
وتنتج الشركة، مواسير «PVC» عبر مصنع تابع لها بالمنطقة الصناعية فى محافظة المنوفية، وتوجه حصة من إنتاجها لبعض الأسواق التصديرية، إلى جانب توريد المنتجات لشركات المقاوﻻت المصرية.
وتعد المواسير من الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة، إذ تمثل الكهرباء نحو %30 من التكلفة الإجمالية للمنتج.
أوضح كامل، أن فاتورة الكهرباء الخاصة بشركته، ارتفعت منذ ذروة تطبيق منظومة الإصلاح الاقتصادى نهاية 2016 إلى 200 ألف جنيه شهريًا مقابل 100 ألف فى السابق، فضلا عن مضاعفة أجور العمالة إلى نحو 900 ألف جنيه شهريًا.
وأشار إلى أن الشركة تغلبت على زيادة أسعار مدخلات الانتاج، بإضافة خطوط إنتاج جديدة لزيادة الطاقة الإنتاجية، بجانب تقليص هامش الربح، فى إطار الحفاظ على العمالة الموجودة واستمرارية عمل الشركة.
وقال كامل، أن أبرز المشكلات التى تواجه الشركات المصنعة الآن، هى تأخر المستحقات المالية لدى شركات المقاولات لفترات طويلة.. الأمر الذى يؤدى إلى توجه الشركات نحو البنوك للاقتراض بغرض شراء الخامات واستمرار عملية التصنيع.
وقال رضا توفيق، رئيس شركة مجمع الكرنك لصناعة المواسير، إن زيادة الطلب على المواسير البلاستيك مؤخرا، جذب عدد كبير من الشركات للعمل فى القطاع، لتلبية احتياجات السوق المحلى.
وأضاف أن تطور صناعة المواسير البلاستيكية خلال السنوات الماضية، أدى إلى تميزها وتصدر الطلب على الأنواع الأخرى مثل الصلب، نظرًا لمرونتها التى تعزز استخدامها فى جميع الأغراض، وخفة وزنها مقارنة بالمصنعة من الأسمنت، وانخفاض تكلفتها من حيث الإنشاء والتركيب.
وأشار إلى أن المشروعات القومية، ساهمت فى إنعاش صناعة المواسير فى مصر نظرًا لارتباطها بالقطاع العقارى، مما رفع مبيعات الشركات العاملة.
أوضح أن الشركة تورد منتجاتها لعدد من المشروعات القومية، منها العلمين الجديدة، بجانب مشروع إعادة تأهيل البنية التحتية من صرف صحى ومياه شرب فى عدد من محافظات الصعيد خصوصا قنا وسوهاج.
أكد توفيق، أن التغيرات الإقتصادية التى طرأت على الصناعة منذ نهاية 2016، والتى نتج عنها ارتفاع أسعار المشتقات البترولية وهى أحد المكونات الرئيسية لصناعة المواسير، أثرت على أعمال الشركات.

وتابع: «الشركة كانت تعتمد على الاستيراد فى توفير المادة الخام اللازمة للتصنيع. لكنها لجأت فى الفترة الأخيرة إلى شركة البتروكيماويات المصرية لتوفير تلك المواد».
وتستهدف الشركة، إضافة خط إنتاج جديد العام المقبل لتصنيع مواسير بقطر يصل إلى 800 مللى، وبطاقة إنتاجية تقدر بنحو 300 طن شهريًا.
وقال المهندس أحمد ياسين، مدير تنمية الأعمال بالشركة العالمية لصناعة المواسير «ipic»، إن أبرز المشكلات التى تواجه صناعة المواسير فى مصر، عدم توافر الحديد بأقطار تزيد على 20 بوصة.
أضاف أن المشروعات القومية ساهمت فى زيادة حجم مشروعات الشركة، وتنشيط المبيعات بنسبة %50، لافتًا إلى أن الشركة لديها صفقات فى المشروعات القومية مثل «مد خطوط الغاز بالعاصمة الإدارية بالحى الحكومى»، بالتعاون مع شركات حسن علام وبتروجيت وجاسكو.
كما تنفذ الشركة، مشروع امتداد الشبكة القومية للغاز من منطقة التينا فى البحر الأحمر بطول 175 كيلو مترا، وبقطر 42 بوصة خلال العام المقبل. وتقدر قيمة المشروع بحوالى 220 مليون دولار.
أشار إلى أن «العالمية» تعتزم تنفيذ مشروع إنشاء 4 خطوط قومية للكهرباء فى منطقة العلمين الجديدة بطول 125 كيلو مترا، بالإضافة إلى استعدادها للدخول فى مناقصة طرحتها شركتى «إيجاس» و«جاسكو للبترول»، لإنشاء 3 خطوط كهرباء فى صعيد مصر لدعم المنطقة ونقل الغاز إليها.
أضاف أن الشركة تستهدف تنفذ مشروع محطة غاز لصالح شركة ptl، بالتعاون مع عدد من الشركات الأجنبية خلال العام الحالى، إذ تنفذ الأعمال الإنشائية لوحدات إنتاجية متكاملة، وتصل التكلفة الاستثمارية للمشروع إلى مليار دولار، حيث يساهم المشروع فى زيادة الحصة التصديرية للشركة.
قال ياسين، إن مشكلة التمويل من أبرز العقبات التى تواجه قطاع صناعة المواسير فى مصر، لأن المواد الخام تمثل حوالى %80 من قيمة أعمال الشركة.. الأمر الذى يدفعهم للجوء إلى البنوك وتحمل الفوائد المرتفعة.
وتخطط الشركة، لعمل إحلال وتجديد لكافة المعدات والماكينات للمصنع خلال العام المقبل، عبر إضافة خطوط إنتاج جديدة بأقطار صغيرة تبدأ من 4 بوصات وحتى 16 بوصة.
أضاف أن أبرز الدول التى تستورد منها الشركة، المواد الخام هى أوكرانيا والصين.
كما تخطط «العالمية»، لرفع نسبة صادراتها إلى نحو %30 من إجمالى الطاقة الإنتاجية خلال عام.
وقال أحمد يوسف، مدير مصنع «أكوا جولد لإنتاج المواسير» بمنطقة مرغم فى الإسكندرية، إن مصر من الأسواق الواعدة فى صناعة المواسير فى جميع الأنواع. إلا أن المواسير البلاستيك تتفوق على الأنواع الأخرى لتعدد مميزاتها.
أضاف أن أحجام المواسير البلاستيك والمكونة من مادة البروبلين، تتراوح بين نصف بوصة إلى 4 بوصات، فى حين تتراوح أسعار الماسورة الواحدة بين 21 جنيها إلى 180 جنيها.
وكشف يوسف، أن أسعار المواد الخام من البلاستيك شهدت تراجعًا خلال الشهرين الماضيين بنسبة %10 ليصل سعر طن البلاستيك إلى27 ألف جنيه بدلا من 30 ألف جنيه.








