تستفيد الشركات الصينية من تفشى فيروس كورونا المميت لدعم ميزانياتها، حيث تحثها بكين على إصدار سندات رخيصة الثمن لدعم ثانى أكبر اقتصاد فى العالم.
وأفادت شركة الخدمات المالية “هواتاى سيكيوريتيز” بأن أكثر من 25 شركة صينية، جمعت 24 مليار رنمينبى صينى تقريباً اى ما يعادل “3.4 مليار دولار” عن طريق بيع سندات مكافحة كورونا منذ بداية فبراير الحالى.
وأعلنت 20 شركة أخرى عن خططها لجمع الأموال فى الأسابيع المقبلة، حيث لا يظهر تفشى الفيروس أى علامات تذكر على الانحسار.
وأفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، بأن المنظمين شجعوا مبيعات السندات المرتبطة بالفيروس عن طريق خفض الوقت المتخذ للموافقة من أسابيع إلى أيام، مع حث البنوك المدعومة من الدولة على شرائها.
وحتى تتأهل الشركات لهذا البرنامج، يجب عليها الالتزام بإنفاق ما لا يقل عن 10% من عائداتها على تدابير مكافحة الفيروس، الذى أدى بالفعل إلى وفاة أكثر من 1800 شخص وإصابة الآلاف وتسبب أيضاً فى تراجع الاقتصاد بشكل كبير.
ويعتقد المحللون إمكانية انخفاض الناتج المحلى الإجمالى للصين إلى 3% فى الربع الأول، من 6% فى نهاية العام الماضى، فى ظل توقف الكثير من النشاط الصناعى فى البلاد حالياً.
وقال إيفان تشونج، المحلل في وكالة “موديز” فى هونج كونج، إن فيروس كورونا وجه ضربة قوية للاقتصاد، مما يزيد الحاجة إلى التحفيز، ولكن السندات المرتبطة بفيروس كورونا توفر حلاً لذلك.
وأوضحت الصحيفة، أن انخفاض تكلفة خدمة الديون قامت بإغراء مصدرى السندات، حيث تتراوح العائدات على السندات قصيرة الأجل إلى متوسطة الأجل من 2% إلى 4%، مقارنة بسعر الفائدة الأساسى البالغ 4.15%.
وقالت شركة الطيران الصينية “شينزين”، الأسبوع الماضى، إنها تعتزم إنفاق معظم العائدات البالغة 600 مليون رنمينبى، التى جمعتها من سندات مكافحة الفيروس ذات الفائدة البالغة 2%، لسداد ديونها الحالية التى يصل سعر فائدتها إلى 3.1%، أما بقية المبلغ ستوجهها إلى استرداد التذاكر التى تم إلغاؤها ونقل مواد مكافحة الفيروس.
وقال مسئول فى شركة الطيران، التى ألغت أكثر من ثلثى رحلاتها منذ بدء تفشى كورونا، إن شركته تعتبر واحدة من أكبر ضحايا الفيروس، وأكثر ما تحتاج إليه الآن هو تقليل أعبائها المالية، وفشلت معدلات الفائدة المنخفضة المعروضة من سندات مكافحة كورونا فى جذب مستثمرى القطاع الخاص، تاركة الشركات المرتبطة بالحكومة فى حالة استيعاب لمعظم الإمدادات.