تأثر قطاع السفر بشكل كبير حتى الآن بسبب القيود المفروضة حول العالم والرحلات الملغاة إثر انتشار فيروس كورونا المستجد وتمدده، إلّا أن الأمر قد يسوء بأكثر مما هو عليه، وقد تكون هذه أسوأ أزمة تشهدها صناعة السياحة والسفر منذ هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية وفقا ما ذكر موقع “سي إن إن”.
وقال آدم ساكس، رئيس شركة “توريزم إيكونوميكس” المختصة في أبحاث صناعة السفر إنه “إذا قمت بقياس تأثير السفر بأكمله، فهو أكبر من أي صناعة أخرى في جميع أنحاء العالم، حيث لا يمكن لأي صناعة أخرى أن تقول إنها تدعم وظيفة من كل 10 وظائف”، وذلك يعود جزئياً إلى تنوعها كصناعة، وإلى جانب شركات الطيران والفنادق، تشمل الكثير من المجالات الأخرى مثل مجالات البيع بالتجزئة والمطاعم وأجزاء من التكنولوجيا.
وتعتبر صناعة السفر واحدة من أكبر الصناعات في العالم، بإيرادات تصل 5.7 تريليون دولار، كما تشغل ما يقدر بنحو 319 مليون وظيفة، إذ يعمل واحد من بين كل 10 أشخاص حول العالم في هذا المجال.
وقد شهدت منطقة المحيط الهادى انخفاضاً حاداً في مجال السفر، ليس فقط من وإلى الصين، بؤرة انتشار الفيروس، وإنما إلى بلدان آسيوية أخرى أيضاً.
وكشفت الخطوط الجوية المتحدة هذا الأسبوع أنها شهدت انخفاضاً شبه إجمالي في الطلب على رحلات الصين فضلاً عن انخفاض بنحو 75% في الطلب على المدى القريب على بقية رحلاتها عبر المحيط الهادئ.
وأصبح الصينيون فى الآونة الأخيرة من بين شعوب العالم الأكثر سفراً، ويحمل 180 مليون منهم جوازات سفر، مقارنة بـ147 مليون أمريكي.
إلا أن سفر حاملي جوازات السفر الصينية توقف فعلياً بسبب الأزمة مؤخراً.
كما توسع التراجع في سوق السفر خارج السوق الصينية ، وألغيت العديد من المؤتمرات الكبرى التي كانت تتوقع أن تجذب أكثر من 100 ألف زائر، بصرف النظر عما إذا كان الفيروس قد طال موقعها أم لا، إذ أن الأشخاص المسافرين من جميع أنحاء العالم قد يحملوا الفيروس ويساهموا في نقله إلى الحدث، خاصة وأن أعراض الفيروس لا تظهر على المصابين بشكل سريع أو واضح.
وتشمل المؤتمرات التي ألغيت المؤتمر العالمي للهواتف في برشلونة، وهو المعرض الرائد لصناعة الهواتف المحمولة، ومعرض جنيف للسيارات، ومؤتمر F8 لفيسبوك، ومؤتمر ITB برلين، المعرض التجاري الرائد لصناعة السفر، والذي كان من المتوقع أن يستقطب 160 ألف مشارك.
ولكنها ليست فقط المعارض الكبيرة التي تأثرت بانتشار الفيروس، إذ باتت تلغى أيضاً أو تعلق جميع أنواع رحلات العمل بسبب مخاوف الشركات من تعريض موظفيها لمخاطر الفيروس.
ويقول سكوت سولومبرينو، المدير التنفيذي لرابطة السفر التجارية العالمية، إن الانخفاض الحاد والفوري في الاستعداد للسفر يشبه ما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر، مشيراً إلى أن الثقة في السفر آنذاك بدأت تتحسن مع مرور الوقت بعد الهجمات، إلّا أنه في حالة فيروس كورونا، بات يتزايد القلق بشأن السفر كل يوم وسط تقارير جديدة عن تفشي المرض في جميع أنحاء العالم.
وقالت مصادر مطلعة لوكالة رويترز منذ أيام، إن تزايد بواعث القلق داخل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بشأن انتشار فيروس كورونا الجديد دفعهما إلى بحث تقليص اجتماعات الربيع المقررة في أبريل أو عقدها بمؤتمرات عبر الإنترنت.
ومن المقرر أن يشارك نحو عشرة آلاف من المسؤولين الحكوميين والصحفيين ورجال الأعمال وممثلي المجتمع المدني من أنحاء العالم في اجتماعات المؤسستين التي تجرى بين 17 و19 أبريل، وتعقد في منطقة مزدحمة بوسط العاصمة الأمريكية واشنطن حيث مقراتهما.
قالت مصادر مطلعة أيضا، إن من المتوقع أن يعقد وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى مؤتمرا عبر الهاتف اليوم الثلاثاء لمناقشة إجراءات للتصدي للآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا وفقا لما ذكرته وكالة رويترز.
وحذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أمس الأثنين من أن انتشار الفيروس يدفع الاقتصاد العالمي إلى أسوأ تراجع منذ الأزمة المالية العالمية، وحثت الحكومات والبنوك المركزية على اتخاذ إجراءات مضادة لتفادي هبوط أكثر حدة.
وقال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أمس إنهما جاهزان لمساعدة الدول الأعضاء في التغلب على آثار تفشي فيروس كورونا، بما في ذلك من خلال تمويل طارئ.