تصاعدت المخاوف عالميا خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب فيروس كورونا المستجد، الذي حصد آلاف الأرواح من مختلف الجنسيات، وأحدث هلعا كبيرا في أوساط المجتمع الدولي.
ولا تزال كثير من الأسئلة تدور حول هذا الفيروس، في حين يواصل العلماء أبحاثهم على أكثر من صعيد في محاولات منهم لاحتوائه والقضاء عليه نهائيا.
ولا يزال العالم مشغولا بأزمة “كورونا” المستجد، وتستمر المعامل في دراسة سلوك المخلوق الفتاك، سعيا لإيجاد علاج فعال له.
وكعادة الأمراض التى تنتشر بسبب الفيروسات والتى لا يكون هناك علاج لها، يتم الاعتماد على الجهاز المناعي للإنسان، وعلى عدد من الإجراءات الوقائية والصحية والاحترازية لتقليل فرص الإصابة بالفيروس والحد من عدوى انتقاله من شخص لآخر.
وبالنظر فى الإجراءات الوقائية والصحية التى أعلنتها منظمة الصحة العالمية بشكل عام، وعدد كبير من الأطباء المتمرسين فى الفيروسات والطب الوقائى بشكل خاص، نجد أن مادة الكحول الإيثيلى على رأس المواد المطهرة التى تعمل على القضاء على الفيروس إذا ما تم استخدامها بشكل مستمر ومنتظم وصحيح.
ولكن كعادة البعض ممن تعودوا السخرية من أى أزمة، والتخفيف من هول الكوارث، ظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى لشاب يسكب الكحول فى راحة يده ويستخدم ولاعة سجائر لإشعال النار فى يده، ثم يشعل السيجارة من يده المشتعلة، ثم يطفئ النار التي فى يده عن طريق الضغط بها على جسده، وذلك كله فى أقل من 5 ثوان.. وهنا يكمن الخطر الأكبر، وهو استخدام أدوات الوقاية فيما هو أشد وأخطر من المرض نفسه.
فالكحول من المواد شديدة وسريعة الاشتعال، وحساسيته للنيران بالغة الدقة، وبدلاً من أن نقى أنفسنا بالتطهير من الفيروسات والجراثيم نجد أنفسنا أمام حالات جديدة للإصابة بالحروق.
وكجزء من مسئولية مؤسسة أهل مصر للتنمية ودورها المجتمعى فى رعاية وعلاج ضحايا الحروق، نجد أنفسنا أمام التزام قومي وواجب إنسانى فى التوعية بالاحتياطات الواجب عملها للوقاية من الفيروس واستخدام طرق الحماية بشكل سليم.
فالكحول الإيثيلى والذى أطلق عليه البعض بأنه رجل المباراة الأوحد فى أزمة كورونا، ينبغي أن نتجنب استخدامه بجوار أى مصادر للنيران، سواء فى التعامل الشخصى أو مع الأطفال، مع ضرورة عدم الإسراف فى استخدامه.
كما يجب التعامل بحذر شديد مع الكلور المركز المستخدم فى تطهير الأسطح والمباني.. لما له من أثر ضار على الصحة العامة حال استخدامه بإفراط أو ملامسته للجسم بشكل مباشر، لما يسببه من خطورة تصل إلى حد حرق الجسم وتآكل الجلد وتلفه بسبب احتوائه على مواد كاوية.
كما أن وصوله للأغشية المخاطية يسبب التهابات حادة، وحالات تسمم خطيرة حال تناول الأطفال له، لتقارب شكله مع المياه .. لكن بإصفرار خفيف.
وفى كل حالات الوقاية والعناية من الفيروس أو الحروق، نجد أن الجلد هو أول الأعضاء المستقبلة للعدوى أو الحرق، وأولها أيضا من حيث الاستفادة من المواد المطهرة والمعقمة، وباعتباره خط الدفاع الأول في الجسم، لأنه يؤدي العديد من الوظائف الحيوية، بما في ذلك توازن السوائل، والتنظيم الحراري، ووظائف المناعة، ووظائف الحواس العصبية.
ويجب التوعية بكيفية التعامل مع هذا العضو الحساس فى كافة حالات المرض والوقاية، لما يوفره من حماية أساسية ضد العدوى من خلال العمل كحاجز مادي، يمنع تتسلل مسببات الأمراض إلى الجسم مباشرة كالفيروسات، وهو الدور الذى تعمل دائما مؤسسة أهل مصر للتنمية على رعايته وعلاجه والحد من إصابته بأى أضرار.
بقلم / د. هبة السويدى رئيس مجلس أمناء مؤسسة أهل مصر للتنمية








