حركة القطاع مستمرة في ظل عدم قدرة “عمال اليومية” على التوقف
تأثر قطاع البويات والدهانات في مصر، سلبا بالتغيرات التي تشهدها مصر، بسبب الإجراءات الاحترازية المتبعة وتقليص ساعات العمل وحظر السير، وإغلاق المحال التجارية أغلب ساعات الأسبوع ، ضمن إجراءات مكافحة جائحة وباء كورونا.
لكن اعتماد مبيعات القطاع على الفنيين والعمالة اليومية، سيقلص خسائر القطاع إلى حد ما، في حين يتواصل الضغط على الشركات الصغيرة والتي تطالب بتدخل الحكومة لدعمها حتى لا تتوقف نهائيا عن الإنتاج.
قال الدكتور محمد راتب، المدير العام للمبيعات بشركة كابسي للدهانات، إن سوق البويات والدهانات في مصر سيشهد تأثرا ملحوظا اعتبارا من الأسبوع الحالي، مع خفض عدد ساعات العمل وحظر السير بعد السابعة مساء.
أضاف أن حركة السوق لم تتوقف تماما، في ظل عدم قدرة العاملين فى هذا القطاع من العمالة الفنية على التوقف، خصوصا العاملين باليومية.
وتوقع راتب، انخفاضا سريعا للطلب خلال الأسبوعين الحالي والمقبل، إلى أن يحدث ارتفاع الطلب فى الأسبوع الثالث من شهر أبريل.
ويشوب هذة الفترة عدم انتظام فى التوريدات، بسبب عدم القدرة على التغطية المالية للمشتريات.
كما توقع أن تتأثر مبيعات البويات الإنشائية سلبًا ، بنسبة تتراوح بين 15 ـ 25% بسبب الإجراءات الاحترازية المتبعة حاليا، ومن ضمنها حظر التجوال من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا، بالإضافة إلى تقليص حجم العمالة الخاصة بالمشروعات العمرانية، أو عدم العمل بكامل الطاقة فيما يخص أعمال البناء، مع العلم أن حجم تراجع الطلب في هذا القطاع لن يتجاوز 30% في أسوأ الحالات، نظرًا لعدم التوقف التام، ولكن فقط تراجع وتيرته نسبيًا، علمًا بأن هذا لم يحدث حتى الآن.
وكشف راتب، تأثر بويات الأخشاب التي يتم توزيعها على مصانع الأثاث ، خصوصًا تلك الشحنات الموجهة للمصانع الكبرى والتي تمتلك عمالة كثيفة واضطرت ضمن الإجراءات الاحترازية إلى تخفيف حجمها وتقليص ساعات الإنتاج، وتوقف بعضها أيضًا.
أما الورش الصغيرة ، والتي تعتمد على عامل أو اثنين ، فلم تتوقف.. بل تعمل بانتظام لتدبير احتياجاتها، خصوصًا أن مواردها المالية تتوافر يوما بيوم، ومن الصعب عليها التوقف التام أو الجزئي.
وأوضح راتب، أن تدبير المواد الخام لم يتأثر بتوقف بعض المصانع عالميًا عن الإنتاج، إذ إن الشركة تعتمد على عقود طويلة الأجل تصل لـ 6 أشهر.. لذلك لم تتأثر مواردها من الخامات المستوردة بشكل كبير.
كما أن أوروبا حلت محل الصين واستقطبت عملائها، خصوصًا مع الهبوط الشديد لأسعار الخامات العالمية تأثرًا بهبوط سعر النفط والبتروكيماويات.

راتب: تراجع المبيعات 25% بسبب تقليص ساعات العمل
وأشار إلى أن حركة التصدير والاستيراد شبه منتظمة، ولكن تعاني بعض التأخيرات فقط ، تحت ضغط التقلبات التي أصابت كل دولة على حدة، خصوصًا أن حركة الملاحة البحرية والبرية مستمرة بخلاف حركة الطيران التي تم وقفها.
وأوضح أن الطفرة العمرانية التي تشهدها مصر حاليًا، ساهمت في نجاة قطاع البويات من الأزمة، لأن المشروعات الكبيرة القائمة هي صاحبة النسبة الأكبر من الطلب.
وقال خالد فارس، رئيس مجلس إدارة شركة كيما تريكس لإنتاج البويات، إن الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر بحاجة إلى جهة تقدم الدعم الفني والتسويقي لهذه المصانع والتنسيق لها مع الجهات الحكومية، لتخصيص حصة يتم توريدها من خلال هذه المصانع.
وأكد أهمية أن يكون هناك تيسير للشركات الصغيرة في التوريد للمشروعات القومية مع سرعة سداد مستحقاتها؛ نظرا لمحدودية موارد هذه المنشآت وضعف السيولة بها.
أضاف فارس، أن توفير فرصة لتسويق منتجات الشركات الصغيرة سيمنحها القدرة على التوسع في الإنتاج مستقبلا وسيحميها من التعثر، ويمكنها من الخروج بمنتجها للأسواق التصديرية.
وأوضح أن مبيعات البويات تشهد حالة من التراجع الشديد منذ بداية العام الحالي، ويجب أن يكون هناك دعم وتوجيه من جانب غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات وكذلك المجلس التصديري للصناعات الكيماوية لمساعدة الشركات الصغيرة على تجاوز الوضع الحالي.
قال فارس، إنه إذا استمر تراجع مبيعات الشركة خلال الفترة الحالية، فإن ذلك سيعرضها لمخاطر غلق مصنعها حال تعثرها في الوفاء بمتطلباتها من أجور العمالة ومواصلة الإنتاج.
وقال عزت بحيري، رئيس مجلس إدارة شركة برفيكت للبويات، إن سوق البويات يشهد حالة من تباطؤ المبيعات، فضلا عن عجز الموردين عن توفير الخامات في الأوقات المحددة وبالكميات المطلوبة؛ نتيجة صعوبة استيراد مستلزمات الإنتاج من الخارج خلال الفترة الأخيرة.
أوضح أن القرارات الخاصة بحظر السير على الطرق العامة، ستخفض المبيعات وسيكون تأثيرها سلبيا على حالة الشركات مالم تتدخل الدولة لحماية هذه الصناعة، قائلا: “من الصعب وضع تصور لحال المصانع خلال الفترة المقبلة في ظل الأوضاع الراهنة”.








