استنزفت روسيا ما يصل إلى 7 مليارات دولار من احتياطياتها الأجنبية الشهر الماضى، حيث أدى انخفاض أسعار البترول الناتج عن انتشار جائحة فيروس كورونا المميت إلى انهيار الروبل الروسى، وسعت الاقتصادات الناشئة حول العالم إلى دعم عملاتها خلال عمليات البيع الحادة.
وأوضحت بيانات رسمية صدرت أمس الجمعة، أن الانخفاض فى احتياطيات موسكو كان أول انخفاض شهرى مسجل منذ سبتمبر 2018 والأكبر منذ أكثر من أعوام.
جاء ذلك فى الوقت الذى استغلت فيه دول مثل البرازيل ومصر والمكسيك مدخراتها نتيجة التدفقات الخارجة غير المسبوقة من الأسواق الناشئة، حيث يخشى المستثمرون التعرض لضرر شديد نتيجة التباطؤ العالمى الناجم عن التدابير المتخذة لاحتواء تفشى كورونا.
قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إن البيانات المتعلقة بتدخلات النقد الأجنبى غير معروفة بشكل كبير، ولكن احتياطيات النقد الأجنبى العالمية يتم الاحتفاظ بها إلى حد كبير في شكل سندات خزانة أمريكية والسندات الحكومية الأمريكية الأخرى، وقد أشار الاحتياطى الفيدرالى إلى انخفاض كمية هذه الأصول المحتفظ بها لدى البنوك المركزية الأجنبية بمقدار 124 مليار دولار منذ الأسبوع الثالث من فبراير.
قال كريس تورنر، رئيس الأسواق العالمية فى بنك “آى.إن.جى” الهولندى: “ربما كانت تلك الدول ذات الاحتياطيات الأجنبية الكبيرة تحاول مقاومة انخفاض قيمة العملة المحلية أو السيولة عبر التدخل فى سوق العملات الأجنبية”.
وأوضحت الصحيفة، أن الروبل الروسى انخفض بأكثر من 30% الشهر الماضى، حيث انخفضت أسعار البترول إلى أكثر من النصف، ولكن تدخلات النقد الأجنبى الروسية، التى بدأت تلقائياً بمجرد انخفاض سعر خام برنت القياسى العالمى إلى ما دون 42 دولاراً للبرميل، تمكنت من منع العملة المحلية من الوصول إلى أدنى مستوى لها.
وأشارت مؤسسة “جيه.بي مورجان” المصرفية إلى أن هناك مجموعة كبيرة من البنوك المركزية الأخرى فى الأسواق الناشئة تدخلت فى سوق العملات الأجنبية فى الأسابيع الأخيرة، فعلى سبيل المثال باع البنك المركزى البرازيلى 12.8 مليار دولار فى سوق الدولار الفورى و8.5 مليار دولار من مقايضات العملات الأجنبية منذ ظهور أزمة فيروس كورونا.
ووفقاً لبيانات وكالة أنباء “بلومبرج”، انخفضت احتياطيات البنك المركزى البرازيلى بنسبة 3.8% إلى 343 مليار دولار منذ بداية العام وحتى الآن.
وقال “جيه.بى مورجان”، إن بيرو باعت 2.1 مليار دولار من مقايضات العملات الأجنبية، بينما تدخلت المكسيك وكولومبيا فى سوق النقد الأجنبى بما قيمته إلى 2 مليار دولار و1.5 مليار دولار على التوالى.
وسجلت الصين انخفاضاً بقيمة 46.1 مليار دولار فى احتياطياتها الأجنبية فى مارس الماضى، وهو أكبر انخفاض شهري منذ 4 أعوام، بينما سجلت كوريا الجنوبية انخفاضاً قدره 9 مليارات دولار والهند 12 مليار دولار، ولكن هذه الأرقام لا تعادل بالضرورة مباشرة حجم التدخل فى سوق النقد الأجنبي، بل يمكن أن يتغير مستوى الاحتياطيات الأجنبية لأسباب أخرى، مثل تحركات أسعار الصرف.
