طعيمة: “تيكس” تراجعت عن الإغلاق وأعادت هيكلة العمالة لتدبير السيولة
مرت فترة تقدر بنحو 7 أشهر، على قرار الهيئة العامة للاستثمار بالسماح لمستثمرى المناطق الحرة بتصنيع الكمامات القماشية وتوريدها إلى هيئة الشراء الموحد، وذلك فى إطار محاولات إنعاش حركة الإنتاج والتصنيع بعد التعطيل الجزئى لحركة الصادرات.
وتواصلت «البورصة» مع عدد كبير من الشركات العاملة فى صناعة الغزل والنسيج بالمناطق الحرة فى مدينة نصر، وبورسعيد، والإسكندرية.
وقالت قيادات الشركات، إن قرار «الاستثمار» كان له مردود إيجابى على استمرار عمل المصانع خلال ذروة الجائحة، بالإضافة إلى اعتزام عدد كبير من الشركات، الإبقاء على تصنيع الكمامات القماشية حتى انتهاء الوباء.
قال المهندس عبدالرحمن طعيمة، رئيس شركة تيكس المتخصصة فى صناعة المنسوجات بالمنطقة الحرة ببورسعيد، إن الشركة استفادت من قرار هيئة الاستثمار، وعدلت أحد خطوط الإنتاج وبدأت تصنيع الكمامات القماشية بعد إخطار الهيئة بذلك.
أضاف أن «تيكس» قررت فى بداية الأزمة الإغلاق المؤقت لحين وضوح الرؤية فى السوق العالمى بعد فسخ عدد من الشركات تعاقداتها على خلفية انتشار الوباء وتراجع القوى الاستهلاكية خارجيًا. لكن قرار الهيئة العامة للاستثمار، دفعها إلى التفكير مجددًا ومحاولة استغلال تلك الثغرة فى تدبير سيولة مالية للحفاظ على استمراريتها.
وأوضح طعيمة، أن جميع خطوط تصنيع المنسوجات توقفت إجباريًا، وبدأت عملية إنتاج الكمامات وطرحها فى السوق المحلى عن طريق العملاء الذين تورد لهم منتجات الشركة فضلا عن التسويق عن طريق هيئة الشراء الموحد.
كما أعادت الشركة هيكلة العمالة، والاستفادة منها فى تصنيع الكمامات وتغليفها وتعبئتها، فضلا عن الترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعى.. لذلك فإن التأثير السلبى على الشركة كان نسبيًا إلى حد كبير.
وكشف ان الشركات بدأت تستعيد نشاطها الرئيسى منذ ما يقرب من شهرين، نتيجة تعايش جميع الدول مع أزمة «كورونا» مع الالتزام بكافة الاجراءات الاحترازية، مؤكدًا أن استمرار الطلب على الكمامات يجعله يستمر فى عملية التصنيع لحين توقف الطلب بشكل طبيعى.
وقال مجدى كمال، مدير جمعية مستثمرى المنطقة الحرة ببورسعيد، أحد كبار المستثمرين فى مجال المنسوجات، إن أغلب مصانع المنسوجات استفادت من قرار تصنيع الكمامات القماشية بشكل جزئى.. لكن تلك الصناعة لا يمكن الاعتماد عليها كبديل للنشاط الرئيسى.
وأوضح أن تصنيع الكمامات جاء مكملا للنشاط الرئيسى من حيث تعويض التراجع فى الإنتاج نتيجة عمليات اغلاق عدد كبير من المحلات ومنافذ التوزيع فى السوق المحلى والتصديرى.
وأضاف كمال لـ«البورصة»، أن المصانع قامت بتوريد الكمامات إلى هيئة الشراء الموحد وبدورها تطرحها فى السوق المحلى.. لذلك فإن المصانع لن تواجه أى مشكلات فى عملية التسويق.
أضاف أن وزارة الصناعة والتجارة، وهيئة الشراء الموحد، كان لهما دور كبير فى نجاح القرار، نظرًا لمتابعتهما المصانع وحثها على سرعة الانتهاء من التعديلات الفنية فى خطوط الإنتاج للبدء فى عملية الإنتاج.
وأشار إلى أن الحكومة لديها رغبة كبيرة فى إعادة تشغيل مصانع الغزل والنسيج التى توقفت مع بداية الجائحة بسبب غلق الأسواق التصديرية ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، حتى تتمكن من تلبية جميع المستحقات المالية المتراكمة عليها للعمال وللدولة.
وأصدرت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة أبريل الماضى، عدداً من الإجراءات التيسيرية للمشروعات العاملة بالمناطق الحرة، فى مقدمتها السماح ببيع المصانع نحو %50 من إنتاجها لصالح السوق المحلى لمدة 6 أشهر.
وقال على الشيخى، مدير شركة «الفردوس بلس» لصناعة المنسوجات والخيوط، أن جميع الخطوات الإيجابية التى اتخذتها الحكومة مع بداية الأزمة، لاتزال المصانع تجنى ثمارها حتى الآن.
أضاف أن الشركة كانت لديها خامات تتماشى مع مواصفات تصنيع الكمامات القماشية.. لذلك استخدمتها فى ذلك الغرض وبدأت عملية التسويق عن طريق هيئة الشراء الموحد.
وحدد الشيخى، هامش الربح فى العلبة 50 قطعة، بنسبة %30 غير شاملة أجرة العمالة، لافتا إلى أن هامش الربح يغطى %70 من الخسائر التى تكبدتها الشركة منذ بداية الجائحة عالميا، وهذا يعد مكسب كبير للشركة مقارنة بالشركات التى أغلقت فى المنطقة لعدم وجود بدائل أخرى.
وبحسب جمعية مستثمرى المنطقة الحرة بمدينة نصر، فإن المنطقة بها أكثر من 30 مصنعًا للصناعات النسيجية والملابس استفادت من القرار ووفرت ما لا يقل عن 30 مليون كمامة شهريًا واستطاعت تلبية احتياجات السوق المحلى.
أضاف مدير شركة «الفردوس بلس»، أن شركته بدأت تصنيع الكمامات بطاقة إنتاجية 15 ألف كمامة يوميًا، وصلت فى الذروة إلى 25 ألف كمامة. وتستهدف الشركة تصدير جزء كبير عن طريق شركات المنسوجات التى تتعامل معها فى الدول الأوروبية.
وقال سعد الرايس، رئيس جمعية مستثمرى المنطقة الحرة بالإسكندرية، إن %30 من إجمالى مصانع المنطقة يعمل فى قطاع المنسوجات.. لذلك فإن توجهها إلى تصنيع الكمامات حاليًا سيدعم عملها وسيحل جزءاً من مشكلاتها المادية، خصوصا توفير مرتبات العمالة.
وأشار إلى أن قرار الحكومة بالتعايش مع الأزمة وإلزام المواطنين بارتداء الكمامات حرك عمل المصانع، نظرًا لاعتماد الدولة على مصانع الملابس الجاهزة واقتصار عملية التوزيع على هيئة الشراء الموحد، وهو ما سيحد من عملية تقليد تلك المنتجات ويوسع استفادة المصانع المرخصة.
وقال محمد إسماعيل عبده، رئيس مجلس إدارة شركة «يوروميد» للمستلزمات الطبية، أحد كبار مستثمرى المنطقة الحرة بمدينة نصر، إن الشركة حققت استفادة كبيرة من الجائحة على المستوى التصديرى نظرًا لتصديرها نحو 5 ملايين كمامة العام الماضى.
وأضاف لـ «البورصة» أن صادرات الكمامات (ماسك طبى) وزعت على نحو 6 دول عربية وأوروبية وأفريقية، من بينها البرازيل والسعودية وتونس، فى حين تسعى للدخول إلى الأسواق الأمريكية خلال الفتره المقبلة.
وأشار عبده، إلى أن قيم صادرات الشركة من أقنعة الوجه والكمامات خلال العام الماضى، اقتربت من 5 ملايين جنيه، معتبرًا أن هذه القيمة منخفضة مقارنة بما قبل الجائحة نظرًا لإنخفاض سعر تصدير العبوة من 21 دولارا إلى 3 دولارات حاليًا، فى حين أن إنتاج مصر من الكمامات يوميًا بقدر بحوالى 9 ملايين كمامة.
ولفت إلى أن الشركة تمتلك مصنعًا على مساحة 10 آلاف متر فى المنطقة الحرة بمدينة نصر، وتغطى منتجاتها إحتياجات السوق المحلى بجانب التصدير إلى 36 دولة عربية وأوروبية وأفريقية.