عبده: “إيكم” لا تصنع الأنواع المطلوبة.. ونستورد من السعودية وكوريا
العجار: الشحن البحري تضاعف من 1500 دولار إلى 7500 دولار للحاوية
تأثر قطاع المستلزمات الطبية، سلبا بارتفاع أسعار الخامات، خصوصا البلاستيك الطبي الذي يعد منتجوه العالميين على أصابع اليد الواحدة.
وتسببت الزيادة في أسعار الخامات، في قفزات أسعار المنتجات النهائية بمتوسط 60%.
قال محمد إسماعيل عبده، رئيس شعبة المستلزمات الطبية بغرفة القاهرة، إن أسعار خامات البلاستيك تأثرت سلبا، بارتفاع أسعار البترول ومشتقاته.
أضاف أن سعر طن البولي بروبليين ارتفع إلى 2300 دولار، وهي خامة لا تنتج محليا، موضحا أن القطاع يعتمد على خامات بولي بروبلين وبولي إيثلين الدرجة الطبية، وهي خامات لا تصنعها الشركة القابضة للبتروكيماويات “إيكم ECHEM “، ويتم استيرادها من دول منها السعودية وكوريا الجنوبية.
وأشار إلى أن أسعار المنتجات النهائية ارتفعت بمتوسط 60% تأثرا بارتفاع أسعار الخامات، إذ إن الزيادة لم تقتصر على خامات البلاستيك فقط.. بل امتدت لتشمل كل الخامات المستخدمة في الصناعة.
ونفى أن يكون ارتفاع الأسعار النهائية المنتجات قد أثر على حركة الصادرات، إذ إن المستوردين العالميين متفهمين تغيرات السوق.
وأكد عبده، أن استقرار الأسعار وانخفاضها لمعدلاتها الطبيعية يحتاج إلى استقرار سياسي بالنسبة للدول المنتجة للبترول ومشتقاته وأبرزها السعودية، وإن تعرضت لأي هجمات إرهابية تستهدف آبارها البترولية أو خطوط إنتاج، سيزداد السوق جنونا.
وقال شادي العجار، نائب رئيس مجلس إدارة شركة ألتراميد المتخصصة في صناعة المستلزمات الطبية، إن خامات البلاستيك رغم ارتفاع أسعارها إلا أن الموردين العالميين لا يقومون بتوريدها خوفا من مزيد من التقلبات في الأسعار.
أضاف أن ارتفاع أسعار الخامة جاء بالتوازي مع ارتفاع أسعار الشحن البحري وندرته أيضا، إذ ارتفعت أسعار الشحن البحري من 1500 دولار للحاوية إلى 7500 دولار.. وغير متوفرة.
وكشف أن المصانع في حالة ترقب لتغيرات الأوضاع، وهي حاليا تعتمد على مخزونها من الخامات.. ولا توجد أية خطة لما سيحدث بعد انتهاء المخزون نظرا للتغيرات التي يشهدها السوق العالمي.
وأوضح أنه لا توجد مؤشرات في الوقت الحالي للتنبؤ بعودة الأسعار لطبيعتها.
وذكر العجار أن قطاع المستلزمات الطبية يعتمد على أنواع عديدة من البلاستيك، بعضها ينتج محليا من خلال الشركات التابعة القابضة للصناعات الكيماوية، وبعضها لا ينتج محليا.
وطالب العجار، الشركة القابضة للبتروكيماويات ECHEM بتوجيه إنتاجها للسوق المحلي خلال الفترة المقبلة، لإنقاذ مختلف الصناعات المصرية المعتمدة على البلاستيك، دون المساس بتعاقدات والتزامات الشركة دوليا.
ولفت إلى أن البلاستيك الطبي كان أكثر الخامات تأثرا من جنون الأسعار العالمي، إذ إن منتجيه على مستوى العالم كله، لا يتخطى عددهم 6 منتجين كبار، ونحو 5 منتجين صغار.. فزادت تحكماتهم في السوق العالمي أكثر .
كما أن نقص السيولة في السوق خلال جائحة كورونا وتوابع الأزمة السلبية على العالم كله، جاءت بالتوازي مع تأخر مدفوعات المستشفيات الحكومية لشركات المستلزمات الطبية، مما تسبب في تعطيل استثمارات الشركات والتي كان من ضمنها إنتاج البلاستيك الطبي محليا.
وقال زكريا علي، رئيس مجلس إدارة شركة إليجانت بلاست المتخصصة في صناعة العبوات الدوائية، إن ارتفاع أسعار البترول مؤخرا هو السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار مشتقاته، بجانب الآثار السلبية لجائحة كورونا العالمية والتي تعاني الشركات المحلية والعالمية من توابعها حتى الآن.
وأوضح زكريا أن أسعار البلاستيك الطبي ارتفعت بنحو 5 أضعاف ، حتى أصبح لا يستخدم تلك الخامة إلا بطلب من العميل، نظرا لندرتها وارتفاع ثمنها بشدة.
وأرجع ارتفاع أسعار البترول ومشتقاته إلى أسباب سياسية، أبرزها استهداف الحوثيين لآبار البترول في السعودية.. لذلك فإن عودة الأمور لطبيعتها مسألة لا يمكن التنبؤ بها.
وكشف أن بعض المصانع اضطرت لتعطيل خطوط إنتاجها نظرا لعدم قدرتها على شراء الخامات بهذه الأسعار المرتفعة.
ومنذ فبراير الماضي، علق التجار المحليون البيع، إذ لاحظوا الاتجاه التصاعدي لأسعار البلاستيك، وهو ما خلق تعطشا إضافيا للخامات.