لهيطة: “إيجيترانس” تدرس إضافة نشاطات جديدة فى مجال التخزين ولوجستيات الطرف الثالث
تعتزم شركة المصرية لخدمات النقل والتجارة «إيجيترانس»، الاستفادة من تأثيرات جائحة كورونا على زيادة التوجه نحو الرقمنة، والتجارة الإلكترونية، والتى دفعت بنمو نشاطات التخزين والنقل، وفقاً لما ذكرته رئيس مجلس إدارة الشركة، عبير لهيطة، فى حوار تناول مستهدفات الشركة وخططها الاستثمارية خلال الفترة المقبلة.
وكشفت لهيطة التى تترأس مجلس الإدارة وتشغل منصب العضو المنتدب للشركة أن خطة للتحول الرقمى سيتم تنفيذها خلال عامين المقبلين لجميع أنشطة الشركة والعمل على رفع القدرة التكنولوجية للشركة، وتنويع المنتجات المقدمة للعملاء.
وأشارت لهيطة فى حوار مع «البورصة» إلى أن الشركة تدرس مجموعة من الفرص فى مجال التكنولوجيا المرتبطة باللوجستيات، وتدرس حاليًا فرص الاستثمار فى هذا الجانب.
وأضافت أن هناك شركات ناشئة فى هذا المجال تحقق تغييرا حقيقيا فى الكفاءة وسرعة العمليات، فضلاً عن طبيعة الخدمات المقدمة، موضحة أن هذه الشركات تعد فرصًا استثمارية تحت الدراسة.
وأشارت إلى أن التجارة الإلكترونية على مستوى العالم شهدت طفرة كبيرة خلال أزمة «كورونا»، موضحةً أن الشركة تدرس الاستفادة من هذا التطور التكنولوجى اللوجستى، والتركيز على التخزين والنقل والعمل على زيادة الأسطول.
وأكدت على أن «إيجيترانس» تمر بمرحلة من التغير الاستراتيجى خلال العام الجارى من خلال تطوير التسويق الخاص بها، وإجراء عملية إعادة هيكلة، فضلاً عن تطوير أنظمة العمل لتحسين جودتها.
وترى لهيطة، أن عائد تلك المصروفات سيظهر خلال السنوات المقبلة، مؤكدة أن «كورونا» أجبرت كل القطاعات على التطور وغيرت أساليب العمل التقليدية.
وتابعت أن الشركة تدرس التوسع فى نشاطها خارج مصر، وتترقب حاليًا الوضع فى ليبيا والسودان، وأفريقيا بشكل عام نظرًا للتطور الكبير فى مشاريع البنية التحتية والكهرباء فى تلك المناطق، على أن تأتى أوروبا فى المرحلة الثانية من الخطة.
وذكرت أن الشركة تدرس إضافة نشاطات جديدة فى مجال التخزين ولوجستيات الطرف الثالث.
وأشارت «لهيطة» إلى أن معظم العقود القائمة تتركز فى مشروعات الرياح، خاصة فى منطقة البحر الأحمر والعين السخنة.
ولفتت إلى أن أكبر مشروع تعمل عليه الشركة حاليًا هو مشروع غرب بكر التابع لشركة «سيمنز-جاميسا»، والتى اقتنصتها فى الربع الرابع من 2020 ويستمر العمل به حتى منتصف العام الجارى.
وأوضحت أن الشركة تمتلك مستودعا ضخما فى ميناء الأدبية لتخزين الطرود الخاصة بالمشروعات ومن ضمنها أبراج الرياح وهو ما يساعدها فى خطتها المركزة فى مشروعات الرياح خلال 2021.
وكشفت أن الشركة تترقب عدة مشروعات جديدة على رأسها مشروعات فى مجال الرياح، والبتروكيماويات والكهرباء.
وحول تفاصيل صفقة الاندماج العكسى مع الشركة التابعة لمجموعة حسن علام، قالت إن الصفقة ستجعل شركة «اتش ايه يوتيليتيز» هولدنج بى.فى. مساهم رئيسى فى «ايجيترانس».
الجدير بالذكر، أن مجلس إدارة شركة «ايجيترانس» وافق بشكل مبدئى على العرض غير الملزم لصفقة تكامل الأعمال التى تقدمت بها شركة «اتش ايه يوتيليتيز» هولدينج بى.فى.، شركة المرافق الهولندية، والتى تمتلكها مجموعة «حسن علام القابضة» وشركة «تنمية للطاقة بى. فى» والمضى قدمًا فى عملية التقييم والفحص النافى للجهالة.
وأضافت لهيطة، أن الموافقة المبدئية جاءت بناءً على التوافق الاستراتيجى بين الشركتين، خاصة فى مجال العمل فى المشروعات مما يعطى مجالا للتكامل التشغيلى والاستراتيجى بين أنشطة الشركتين.
وتلتقى الشركتين أيضًا فى خطتهم التوسعية فى أفريقيا، حيث تمتلك الشركة نفس الاستراتيجية وهى نقطة التقاء أخرى، فضلاً عن تنويع الأنشطة حيث تعمل الشركة فى البنية التحتية وهو نشاط إضافى وفقًا لـ”لهيطة».
وأوضحت أن كل تلك الاسباب دفعت مجلس الإدارة للموافقة المبدئية، وبدء الفحص النافى للجهالة، مرجحة أن تستغرق الإجراءات القانونية ما يقرب من 3 أشهر وفقًا لمتطلبات «الرقابة المالية» وقواعد القيد بالبورصة المصرية.
وحول إمكانية رفع نسبة أسهم التداول الحر فى البورصة المصرية فى إطار تنفيذ الصفقة، قالت إن الأمر متروك لمجريات الأمور، ولكن الواضح حتى الآن هو أن هناك زيادة فى رأس المال ستتم لصالح «اتش ايه» فى حال الموافقة النهائية.
وأكدت أن هذا سيخلق كيانا مدرجا بسوق المال يستهدف الاستثمار فى البنية التحتية والمرافق، بالإضافة إلى أنشطة النقل واللوجستيات، ويتيح فرصة التنوع.
وحول نقاط قوة إيجيترانس، ترى لهيطة، أن شركتها ذات تاريخ وخبرة كبيرة فى المجال، وسجل عمل قوى، وتتمتع بقدر كبير من قواعد الحوكمة والعمل المؤسسى، فضلاً عن أن لديها فكر استراتيجى ووضع مالى قوى، وتفردها بمجال نقل المشروعات ما يدفع أى مستثمر للنظر دائما إلى «إيجيترانس».
وحول تأثير جائحة «كورونا»، قالت لهيطة إن الجائحة بلا شك أثرت على القطاع بصفة عامة على مستوى الخدمات اللوجستية عالميا، لافتة إلى أن أولويات الشركة فى بداية أزمة «كورونا» كانت وضع خطة لاستمرارية العمل.
وأضافت، أن الخطة لم تقتصر على استمرارية العمل داخل الشركة فقط بل تتسع لمساعدة العملاء وتقديم الأفضل بالنسبة لسلاسل الامداد الخاصة بهم وضمان استمرارية حركتها.
أوضحت لهيطة، أن النتائج المالية تأثرت على مستوى نشاط لوجستيات المشروعات، حيث تم التوقف بشكل كامل فى بداية الجائحة إلى أن بدأت فى التعافى خلال الربع الرابع من العام الماضى.
وتابعت أن حركة النقل تأثرت على مستوى التجارة بين مصر وأكبر شركاءها فى التجارة، موضحة أن الشركة تمكنت من تقليص التأثير حيث شهدت الإيرادات انخفاضًا على مستوى العام بمعدل %12 مقارنة بالعام السابق عليه.
وأشارت إلى أن الشركة اتبعت خطط التناوب وتقليل الأعداد، ونظام مخصص للأفراد ذوى الأمراض المزمنة وفقًا للبروتوكولات العالمية، فضلاً عن العمل على خفض التكلفة لتفادى التأثر الكبير.
وأوضحت، أن التأثير على مستوى قطاع النقل واللوجستيات غيّر سلوكيات الدول والمستثمرين نحو التخزين، فقبل الأزمة كان المتبع تقليل المخزون، موضحة أن بعد «كورونا» أصبحت معدلات التخزين للمواد الخام التى تستخدمها الشركات يصل أحيانًا إلى أكثر من 6 أشهر.
وأشارت إلى أن الشركات أصبحت تبحث عن أكثر من بديل للحصول على منتجاتها، فضلاً عن اختيار الموردين الأقرب، وتوفير مخزون كافى، معتبرة هذا أحد دروس «كورونا» والتى عانت فيها بعض الشركات من نقص المواد.
وتابعت، أن هناك تقلبات كبيرة شهدتها حركة الملاحة، وقطاع النقل الجوى شهد انخفاضا كبيرا بسبب «كورونا»، لافتة إلى أن أحجام أعمال الشركة فى خدمة «ترحيل البضائع» تأثر سواء على مستوى الطيران أو السفن.
وأشارت إلى أنها تقدم هذه الخدمة مصحوبة بخدمات أخرى كالنقل والتخليص وكل الخدمات المرتبطة بالنقلين البرى والبحرى، فضلاً عن التأثر فى أسعار الشحن مما ينعكس بدوره على ارتفاع أسعار السلع، والتى أصبحت تحدى أمام القطاع.
وأضافت أن هناك عدة مبادرات للتطوير من جانب الحكومة فى مجال ميكنة الإجراءات من خلال النافذة الواحدة أو من خلال التسجيل المسبق للشحنات.
وحول توزيعات الأرباح، اقترح مجلس الإدارة توزيع 0.75 جنيه للسهم وهو معدل أقل من العام الماضى، نظرًا لانخفاض الأرباح ولكنه يعتبر معدل مرتفع بالنسبة للسنة الحالية، موضحة أن الجمعية العمومية قامت بالتصديق على ذلك فى 31/3/2021.
وأوضحت أنه على مستوى الشركات التابعة نجد أن شركة «إيتال»، والتى تمتلك أسطول كبير فى النقل المتخصص حققت نموًا فى العام الماضى على الرغم من تداعيات «كورونا».
وأشارت، إلى أن «إيتال» استطاعات تحقيق نمو فى إيراداتها بنسبة %39.2، وأن التعافى يرجع إلى الربع الرابع.
وأضافت، أن «إيتال» تساهم فى إجمالى إيرادات «إيجيترانس» بنسبة تبلغ %3، فيما تساهم «إيجيترانس لحلول المستودعات» بحصة تصل إلى %9 من الإيرادات، فضلاً عن %88 مساهمة «إيجيترانس» فى إجمالى إيراداتها.
وكانت إيجيترانس قد تعاقدت مع الشركة القابضة للنقلين البحرى والبرى بالشراكة مع شركة B2B، على تقديم الدراسات الفنية وأبحاث السوق ضمن مخططات العمل لمشروع جسور؛ تمهيدًا لإنشاء مستودعات فى دول شرق أفريقيا.
وقالت لهيطة إنه بالفعل تم إنهاء الدراسة وتسليمها للقابضة وتضمنت الدراسة أفضل المناطق المقرر إنشاء مستودعات بها، وتعمل القابضة حاليًا على تنفيذ تلك التوصيات، رافضة الإفصاح عن المزيد من التفاصيل حولها.
وتوقعت أن يتمتع قطاع اللوجستيات بفرص نمو تصل إلى %8 سنويًا على مستوى العالم، مشيرة إلى أنه يمثل %4.3 من الناتج القومى لمصر، فى حين أنه يمثل %20 عالميًا، مما يعنى أنه لازال هناك فجوة كبيرة.
ورجحت أن يكون هذا القطاع من أكثر القطاعات الجاذبة للاستثمار فى الفترة الراهنة، وأن تتجاوز النفقات على الخدمات اللوجستية فى مصر حاجز الـ 50 مليار دولار بحلول عام 2024.
ويأتى هذا من توجه الدولة للاستثمار والتنمية فى مشروعات الطاقة والبنية التحتية وغيرها من العديد من المشروعات.








