يبحث عدد من مستثمرى الصعيد، خلال الفترة الحالية، عن مزيد من الفرص التصديرية إلى السودان، عن طريق التواصل مع اللجان الاقتصادية ومنظمات الأعمال السودانية وعرض أسعار منتجاتهم استعداداً للتوريد.
وقال المهندس محمود الشندويلى، رئيس جمعية مستثمرى سوهاج، إنَّ جميع جمعيات مستثمرى الصعيد تكثف جهودها خلال الفترة الحالية لفتح أسواق تصديرية جديدة فى الدول المجاورة وتحديداً السوق السودانى.
وأضاف أن الفترة الماضية شهدت تشكيل لجنة من جمعيات المستثمرين بمنطقة الصعيد من محافظات أسيوط والمنيا وسوهاج وأسوان، ومن المفترض أن يتم وضع آلية للنفاذ إلى تلك الأسواق والتى ستبدأ بالحملات الترويجية يليها إقامة معارض وعقد مؤتمرات.
وذكر أن دولة السودان تفضل المنتج المصرى، لكن تمركز العديد من الدول الأجنبية فيها مثل الصين ودول أوروبا بمنتجاتها أضاع فرصاً كبيرة على مصر، لذلك لا بد من عودة تعميق العلاقات الاقتصادية بشكل أكبر مع الجانب السودانى ودراسة احتياجاتهم من السلع والخدمات استعداداً لتلبيتها من قِبل المصانع المصرية.
وقال على عربان، أحد مستثمرى محافظة قنا، إنَّ مصانع الصعيد تحتاج إلى دعم أكبر من قبل الحكومة المصرية، خاصة أن فرص التسويق المحلية باتت محدودة للغاية؛ بسبب المنافسة الشرسة، وتراجع القوى الشرائية.
وأضاف لـ«البورصة»، أن تمكين تلك المصانع من التصدير إلى السودان والدول الأفريقية القريبة منها، سيسهم فى تحقيق التطلعات الرئاسية والوصول بالصادرات المصرية إلى 100 مليار دولار.
ولفت إلى أن الحكومة بدأت تهتم بزيادة العملية الاستثمارية بمحافظات الصعيد من خلال منح الشركات الراغبة فى الاستثمار الكثير من الحوافز الجديدة منها منح الأراضى مجاناً، بالإضافة إلى الإعفاءات الضريبية لمدد تصل إلى 5 سنوات.
وافتتح أشرف الداودى، محافظ قنا، ومحمد عبدالوهاب، الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أول مركز متكامل لخدمات المستثمرين بالمحافظة؛ لتوفير الوقت والجهد، وتذليل أى عقبات والتحفيز على ضخ المزيد من رؤوس الأموال.
وتم إجراء ربط شبكى بين مركز خدمة المستثمرين والجهات الحكومية المختصة لتذليل جميع التحديات التى تواجه المستثمرين لخلق مناخ جاذب للاستثمار وبيئة حاضنة للأعمال، لتحقيق تنمية اقتصادية حقيقية ومستدامة على أرض قنا، وذلك فى إطار توجه الدولة نحو تنمية قطاع الصناعة والاستثمار بمختلف محافظات الجمهورية.
وأوضح أن المركز سيقدم خدماته لأكثر من 2600 شركة قائمة بقنا والأقصر وأسوان، تعمل فى جميع القطاعات والأنشطة الاستثمارية المختلفة، منها خدمات تأسيس الشركات وإنشاء فروعها، واعتماد فواتير الاستيراد الخاصة بالآلات والمعدات اللازمة لإنشاء وتشغيل المشروعات، وغيرها من الخدمات المتصلة بالشركات.
ويرى المهندس محمد حمدلله، رئيس جمعية مستثمرى أسيوط، أنَّ السودان من الدول المرشحة لإنعاش حركة الصناعة المصرية؛ نظراً إلى العلاقات القوية بين البلدين، فضلاً عن عدم حاجتها لتكاليف نقل باهظة كغيرها من الدول الأفريقية البعيدة التى تقف تكلفة الشاحن عائقاً أمام اختراقها.
وأضاف «حمدلله»، أن حجم التبادل التجارى مع السودان ضعيف جداً، لذلك فإنَّ تأهيل مصانع الصعيد خلال الفترة المقبلة وزيادة الدور الذى تقوم به مكاتب التمثيل التجارى سيكون لهما مردود إيجابى على الاقتصاد القومى، والعمل على إنعاش حركة مصانع الصعيد مجدداً، واستيعاب مزيد من العمالة.
وشهد حجم التبادل التجارى بين مصر والسودان ارتفاعاً، ووصل إلى 674.5 مليون دولار عام 2019، مقارنة بنحو 610.9 مليون دولار عام 2018 بنسبة ارتفاع بلغت 10.4%، واستحوذت الصادرات المصرية على نحو 467.6 مليون دولار.
وتمثِّل الصادرات المصـــرية إلى السـودان نحو 1.5% من إجمالى الصادرات المصرية على مستوى العالم عام 2019، فيما تمثِّل الواردات المصرية من السودان نحو 5.1% من إجمالى الصادرات السودانية على مستوى العالم، بحسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.








